"لا يمكننا أن نكون جديرين ببلد تنتهك فيه العدالة". هكذا قررت الصحافية الفرنسية "فلورانس بوجي" أن تبدأ "البورتريه" المطول الذي خصصته يومية "لوموند" الفرنسية للقاضي المغربي الموقوف جعفر حسون، هذا الأخير وبعد أن حكى للصحافية الفرنسية قصة توقيفه قال: "لم يغفروا لي أنني أسست الجمعية المغربية للدفاع عن استقلال القضاء". "فلورانس بوجي" كتبت أيضا أنه "بقي لجعفر حسون، الذي قضى أكثر من 8 سنوات يعمل قاضيا، أمل واحد وهو أن يشتغل كمحامي"، لكن وزير العدل المغربي، محمد الناصري، قطع كل أمل لجعفر حسون في أن يشتغل كمحام عندما صرح لنفس الصحافية وداخل نفس "البورتريه" بالقول: "لا يمكن لقاض سيء أن يكون محام جيدا". الناصري لم يتوقف عند هذا الحد في تصريحاته ليومية "لوموند" الفرنسية وأضاف إنه كان يحترم القاضي حسون كثيرا، "لكن جعفر حسون انتهى"، حسب تصريحات الوزير، وعلل الناصري ذلك بالقول: "هو لم يقم فقط بتسريب معلومات سرية لكنه قام بعمليات ابتزاز"، وعندما سألت فلورانس بوجي وزير العدل المغربي: "لماذا اتهام القاضي حسون، اليوم، بالرشوة في الوقت الذي تم توقيفه لتسريبه معلومات سرية؟" وكان جواب محمد الناصري: "إننا لم نكن نريد الإساءة إلى جسم القضاء المغربي وكرامته من خلال إخراج هذه القضية إلى الرأي العام"، وتعليقا على ذلك قال جعفر حسون: هذه قصة "مفروشة".. فخلال 25 سنة من عملي في سلك القضاء أعتقد أنه كان لديهم الوقت الكافي ليلصقوا لي الملفات، لو كنت مرتشيا.