فاجأت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الأحد، الجميع، وخاصة قوات الإحتلال الإسرائيلي، عندما قامت بتسليم محتجزين لديها إلى الصليب الأحمر الدولي، وسط مدينة غزةالمحتلة، وفي مظاهر استعراض للقوة واضحة. وتم تسليم 13 أسيرا صهيونيا و3 تايلانديين وروسيا، كانوا محتجزين لدى حماس مقابل تحرير 39 من المعتقلين في السحون الإسرائيلية من الأطفال والنساء، في إطار إتفاق الهدنة الإنسانية المؤقتة التي دخلت يومها الثالث وما قبل الأخير. وجاءت مفاجئة "كتائب القسام"، كبيرة بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي وللصليب الأحمر، عندما سلّمت الدفعة الجديدة من الاسرى لديها في وسط مدينة غزة، الأحد، في استعراض عسكري. ووصلت قوات القسام على مركبات تحمل أعلام "كتائب القسام"، وداخلها ب17 أسيرا (13 إسرائيليا و4 أجانب)، إلى منطقة الساحة وسط غزة، شمال القطاع. وكان التسليم مفاجأة غير متوقعة، لا سيما للاحتلال الإسرائيلي الذي زعم، بعد عدوانه البري، أن منطقة شمال غزة أصبحت خاضعة لسيطرته بالكامل. وحضر التسليم مجموعة من سكان مدينة غزة هتفوا للمقاومة، فيما استعرض عناصر "القسام" قوتهم قبل مغادرة المكان الذي كان شاهدا على معارك ضارية خلال الأسابيع الماضية. تبادل التحايا والابتسامات وليست هذه هي المرة الأولى التي تثير فيها كتائب القسام الإهتمام بحرصها على الإعتناء بحرب الصورة التي لا تقل أهمية عن الحرب العسكرية الدائرة بينها وبين الإختلال الإسرائيلي. فقد سبق أن أثار الفيديو الذي نشرته كتائب القسام الخاص بتسليم الدفعة الثانية من المحتجزين الإسرائيليين المفرج عنهم في إطار صفقة التبادل، تساؤلات حول التعامل الإنساني معهم، في مقابل التعامل الوحشي لقوات الاحتلال مع الأسرى الفلسطينيين. وما لفت الانتباه في الفيديو أن المحتجزين الإسرائيليين وجّهوا التحية لعناصر كتائب القسام لحظة إطلاق سراحهم ونقلهم إلى سيارات الصليب الأحمر، حيث ودعهم أحد المقاتلين بالقول: "إلى اللقاء الآن"، وبادلته سيدة وطفلتها التحية وهما تبتسمان. وأثارت هذه المشاهد "الإنسانية" تساؤلات لدى العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي لا سيما في الغرب، خاصة وأنها تكررت في كل الفيديوهات التي نشرتها كتائب القسام للإفراج عن محتجزين إسرائيليين. وأعاد حساب فرنسي على منصة "إكس" نشر الفيديو، وعلّق عليه بالقول: "الصور تثير التساؤلات في إسرائيل.. رهائن إسرائيليون سابقون يحيّون جنود حماس بالابتسامات". وفي الدفعة الأولى من المحتجزين الذين أطلق سراحهم يوم الجمعة، ظهر مقاتلو القسام وهم يحملون إسرائيليات كبيرات في السن بين أيديهم وينقلونهن إلى سيارات الصليب الأحمر. هذا أعاد إلى الأذهان مشاهد الإفراج عن محتجزتين إسرائيليتين، لأسباب إنسانية في 22 أكتوبر، حيث ظهرتا وهما تودعان مقاتلين من كتائب القسام. وأثارت إحدى المحتجزات ضجة عارمة في إسرائيل بعد أن تحدثت في مؤتمر صحافي، عن التعامل الإنساني لمقاتلي كتائب القسام معها ومع باقي المحتجزين، حيث قدموا لهم الطعام والشراب والرعاية الطبية، بحسب قولها، في مقابل الدعاية الرسمية الإسرائيلية التي روجت أن المحتجزين يتعرضون لمعاملة قاسية وتعذيب. وفي السياق ذاته، تحدثت شقيقة أحد الرهائن التايلانديين المفرج عنهم، عن الطريقة التي عومل بها، "قال إنه لم يتعرض للتعذيب ولا الاعتداء، وكان يتناول طعاما جيدا.. لقد تم الاعتناء به جيدا". وأضافت: "يبدو كما لو أنه كان في منزل، وليس في نفق".