انتعش الأمل في طول العمر لدى المغاربة، بعدما ارتفع أمد الحياة إلى حوالي 75 سنة مترجما ارتفاعا ب28 سنة إضافية من العيش اكتسبت خلال نصف قرن. وأعلن أحمد الحليمي العلمي المندوب السامي للتخطيط، الاثنين 14 مارس 2011، عن نتائج البحث الديمغرافي الوطني، الذي أكد ارتفاع أمد الحياة في المغرب إلى 74,8 سنة، بدل 47 سنة سجلت في ستينيات القرن الماضي. وقال الحليمي، خلال لقاء حضره بول تشونغ مدير شعبة الإحصائيات بهيئة الأممالمتحدة، إن تحسن الظروف الطبيعية ومستوى العيش وفر للمغرب 28 سنة في أمد الحياة. وفيما أكد تقرير أنجز عام 1962، أن المغربي يأمل عيش 47 سنة كمعدل (57 سنة في الوسط الحضري و43 سنة في الوسط القروي)، أثبت البحث المنجز مؤخرا والذي هم 105 ألف أسرة مغربية، تمثل مختلف الشرائح العمرية والاجتماعية بالمغرب، انتعاش هذا الأمل ب77,3 سنة في الوسط الحضري و71,7 سنة في الوسط القروي. وأفاد الحليمي، أن المندوبية السامية أنجزت بحثا ديموغرافيا لرصد المعطيات الديمغرافية والسوسيو اقتصادية للواقع الوطني، مشيرا إلى أن البحث الوحيد من هذا النوع في المغرب يعود إلى سنة 1996، وقد كان قاصرا باعتماده على عينة صغيرة لقياس وفيات الأمهات عند الولادة. وقام باحثو المندوبية السامية للتخطيط بزيارة 105 ألف أسرة مغربية ثلاث مرات كل ستة أشهر خلال الفترة بين ماي 2009 وغشت 2010. وتنبثق مؤشرات عن البحث الديمغرافي الوطني، تؤكد انخفاض معدل النمو الطبيعي في المغرب من 2,7 بالمائة في ستينيات القرن العشرين، إلى 1,32 بالمائة عند متم العشرية الأولى من القرن الحالي، وهو ما تعزيه المندوبية السامية للتخطيط إلى انخفاض الولادات. واستنادا إلى نفس البحث، فإن عدد سكان المغرب لم يرتفع إلا بمعدل 1,05 بالمائة خلال سنة 2010 (1,91 بالمائة في المدن و0,09 بالمائة في الوسط القروي). واللافت، استنادا إلى نفس البحث أن الانخفاض المسجل في الوفيات وخاصة لدى الأطفال والفتيان والأمهات يظل مصحوبا بتراجع ملحوظ للخصوبة، وهو ما يرتبط أساسا بتراجع سن الزواج سواء لدى الرجال أو النساء على حد سواء.