تصر فرنسا على أن إحجام المغرب عن قبول مساعدتها في أعقاب الزلزال المدمر الذي وقع يوم الجمعة الماضي ليس تجاهلا، على الرغم من أن ذلك يأتي في وقت تتزايد فيه التوترات بين الرباط والقوة الاستعمارية السابقة. تقول سيلفي برونيل، الجغرافية والرئيسة السابقة لمنظمة العمل ضد الجوع الإنسانية، إنه ربما كان هناك أيضًا عنصر من الفخر من جانب المغاربة، الذين لا يريدون أن يُنظر إليهم على أنهم "البلد الفقير المنهك، وها قد جاءت فرنسا للمساعدة". وأكدت الخبيرة الفرنسية في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، أن المرء يحتاج أيضًا إلى رؤية الوضع من منظور آخر. مضيفة: "إذا كانت لدينا كارثة على أراضينا اليوم، أو عندما تعرضت الولاياتالمتحدة لأحداث 11 سبتمبر، فلا أحد يدخل أراضي دولة ذات سيادة." مشيرة إلى أن مبدأ القانون الدولي العام هو عدم التدخل في الشؤون الداخلية. وأكدت قائلة: "وبالطبع هذا قرار سياسي؛ هناك الجغرافيا السياسية للمساعدات الإنسانية، بنفس الطريقة التي توجد بها الجغرافيا السياسية البحتة، والمساعدات الإنسانية هي قوة مثل أي قوة أخرى." وتقول إن جميع الكوارث الكبرى كانت بشكل منهجي نقطة البداية لإعادة تنظيم العلاقات السياسية وجداول الأعمال، والزلزال في المغرب ليس استثناءً من القاعدة. وخلصت إلى أن هذا الزلزال يمثل نقطة تحول في في العلاقات الدولية حيث يعتزم المغرب، الذي يطمح إلى الحصول على مكانة قوة إقليمية، أن يظل سيد أجندته الخاصة وألا يعتمد على المساعدة الفرنسية. "نحن حقا بحاجة إلى رؤية هذه اللحظة التاريخية وهذا يمثل ظهور الجنوب." تقول الخبيرة الفرنسية.