1. الرئيسية 2. المغرب دخلوا كسياح وباشروا عمليات البحث.. فريق إنقاذ إيطالي يتسبب في أزمة دبلوماسية والرباط تحتج على رئاسة الوزراء في روما الصحيفة – حمزة المتيوي الثلاثاء 12 شتنبر 2023 - 16:01 تسبب فريق إنقاذ إيطالي مصغر شارك في عمليات البحث عن ناجين إثر الزلزال الذي ضرب إقليمالحوز وأقاليم أخرى بوسط المغرب، في أزمة دبلوماسية بين الرباطوروما، بعدما اتضح أنه يعمل دون أي إذن أو ترخيص من طرف السلطات المغربية، بالإضافة إلى إطلاق عناصره تصريحات تنتقد كفاءة فُرُق الإنقاذ المغربية. ووصلت مجموعة من عناصر الوقاية المدنية الإيطالية، مكونة من 4 أشخاص، إلى منطقة "أداسيل" في إقليمشيشاوة للمساهمة في عمليات الإنقاذ، لكن عناصرها أعطوا تصريحات لوسائل الإعلام يتحدثون فيها عن "عدم كفاءة" الفرق المغربية التي تبحث عن ناجين، على الرغم من عدم معرفتهم بطبيعة المنطقة وجغرافيتها، ولا التحديات التي تواجه خطة العمل. واتضح للسلطات المغربية أن العناصر الأربعة وصلوا إلى المملكة من مطار روما، ودخلوا باعتبارهم سياحا، وهو ما تثبته وثيقة السفر التي عبؤوها وسلموها لعناصر الأمن الوطني على الحدود، وحصلوا على ترخيص بالبقاء في المملكة لمدة 90 يوما على اعتبار أنهم سياح، لكنه اتجهوا إلى نواحي مراكش مرتدين البدلة الرسمية للمشاركة في عمليات الإنقاذ. وقال موقع "أوبن" الإيطالي إن الدبلوماسية المغربية لم تُبد أي ترحيب بفريق الإنقاذ الإيطالي، بل احتجت بشكل رسمي لدى رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، هذه الأخيرة التي اتصل مكتبها بقائد البعثة، تشيسيتي مارتشيجياني، للحصول على توضيحات وطلب منه الإدلاء ببيان جرى نشره لاحقا في وكالة الأنباء الإيطالية ANSA. وأورد فريق الإنقاذ في بيانه "نحن هنا بشكل شخصي وليس للدولة الإيطالية أي علاقة بالأمر"، ولكن ذلك لم يُسهم في تهدئة غضب السلطات المغربية، التي أبدت احتجاجها على إطلاق المعنيين بالأمر "تصريحات كاذبة"، وفق ما قاله مصدر دبلوماسي مغربي ل"أوبن"، والذي أوضح أن ذلك "سيؤدي إلى مشاكل مع إيطاليا". ولا ترى السلطات المغربية أن الحديث عن قدم المنقذين الإيطاليين بشكل شخصي ودون تنسيق مع المصالح الرسمية في روما، أمر مُقنع، على اعتبار أنهم قدموا محملين ببذل الإنقاذ الرسمية الخاصة بعناصر الوقاية المدنية، في الوقت الذي تتعامل فيه الرباط مع عروض المساعدة بكثير من الحذر بناء على ما تتطلبه كل فترة من فترات التدخل في المناطق المنكوبة. وكانت سيلفي برونيل، المديرة السابقة لمنظمة "ضد الجوع" الإنسانية الدولية، قد قالت في تصريحات لصحيفة "لوموند" الفرنسية إثر عدم تجاوب الرباط مع الطلب الفرنسي لتقديم المساعدة، إن المغرب يحرص بشدة على سيادته على في الأوقات المأساوية مثل هذه، موردة أن الملك محمد السادس حريص على سيادة بلاده، وهو أمر يدخل في نطاق "الفخر الوطني". ووفق التصريحات نفسها، فإنه "في حال وقوع كارثة طبيعية في فرنسا، لا يمكن تخيل المنظمات غير الحكومية المغربية أو الأمريكية وهي تسارع إلى التدخل، إذ دائما ما تتجه المساعدة من الدول المتقدمة إلى الدول النامية، وباعتبار المغرب دولة صاعدة ترغب في أن تكون محاورا لأوروبا وتطمح إلى أن تصبح قوة إقليمية، فإنها تريد إثبات سيادتها وقدرتها على توجيه جهود الإغاثة ولا تتصرف كبلد فقير مدمر سيُساعده الجميع بكل رحمة". وكان المغرب قد أعلن رسميا قبول عروض المساعدة من إسبانيا والمملكة المتحدة وقطر والإمارات العربية المتحدة، في حين لم يتجاوب مع الطلب الفرنسي والألماني، وقد أوضحت برلين أن الأمر "ليس سياسيا، وإنما يتعلق بتنسيق جهود الإنقاذ"، في حين أخبر الجزائر، عبر قنصليتها في الدارالبيضاء، أنه ليس في حاجة لعرض المساعدة الصادر عنها. زلزال المغرب