"رأي اليوم" يهيمن استمرار اعتقال القضاء المغربي للصحافي علي أنوزلا مدير جريدة لكم الرقمية على المشهد السياسي والإعلامي. ويشهد ملفه تدويلا تدريجيا وأبرز ذلك توقيع خمسين جمعية دولية مطالبة بالإفراج عنه. ويسود الاعتقاد أن السلطات العليا في البلاد تقف وراء الاعتقال بسبب مقالات الصحافي الجريئة ومنها ما كتبه عن العربية السعودية بعنوان "السعودية، الخطر الدائم".واعتقلت الشرطة المغربية علي أنوزلا الثلاثاء الماضي بتهمة الترويج لشريط القاعدة، ويتعلق الأمر فقط بنشر مقال ونشر باط نقلا عن جريدة الباييس. ومددت النيابة العامة فترة اعتقال علي أنوزلا أربعة أيام أخرى ليكون المجموعة ثمانية أيام في التحقيق، وهو ما يثير الاستغراب. ووقعت خمسين جمعية دولية منها الجمعيات الغربية مثل مراسلون بلا حدود وفريديم هاوس وأمنستي أنترناشنال وهيومن رايت ووتش وحماية الصحفيين وغلوبل أنترناشنال وجمعيات عربية المنظمة المصرية لحقوق الإنسان والشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان والرابطة التونسية لحقوق الإنسان وجمعيات الصحافيين من شرق إفيرقيا والهند والبحرين بيانا تندد فيه باعتقال علي أنوزلا وتطالب بالإفراج عنه. وشهد المغرب تظاهرات في الدارالبيضاء أمام مقر الشرطة وفي الرباط أمام مقر وزارة العدل للتنديد بالاعتقال، ويسود سحط وسط أغلبية الصحافيين من ميل السلطات المغربية الى محاكمة صحفي بقانون الإرهاب بالترويج لشريط القاعدة، علما أنه محسوب على اليسار واشتهر بدفاعه عن القيم الديمقراطية. ولا يتردد نشطاء حقوق الإنسان والصحافيون وسياسيون في اتهام الحكومة المغربية بزعامة الحزب الإسلامي عبد الإله بنكيران بمحاولة إسكات الأصوات الحرة، ويزداد هذا التصور بعد إصرار وزير العدل مصطفى الرميد على اعتقال الصحافي. وتحدثت هيئة دفاع علي أنوزلا عن الدافع الانتقامي من كتابات الصحافي، وهو الرأي السائد وسط المغاربة. وصرح رئيس جمعية المغربية لصحافة التحقيق المعطي منجيب أن "اعتقال أنوزلا جزء من تكتيك للدولة المغربية لترهيب الصحافيين وخاصة الصحافة الرقمية"، ويضيف "الاعتقال لم يحدث بسبب نشر رابط شريط القاعدة بل بكتابات الصحافي السابقة المزعجة للنظام وكذلك أصدقاء النظام ومنها مقال حول العربية السعودية". ونشر علي أنوزلا مقالا حول العربية السعودية بعنوان "السعودية، الخطر الداهم" يتهم فيه نظام آل سعود بأنه خطر على العالم العربي، وهو ما أزعج السلطات المغربية التي تعتبر الرياض حليفا هاما في هذه المرحلة. وتذهب أصوات أخرى الى الحديث عن ملف العفو الملكي عن مغتصب الأطفال دنييل غالفان الذي وضع الملك محمد السادس في أسوأ موقف حرج منذ وصوله، حيث اضطر الى التراجع عن العفو الملكي. وتشير أصابع الاتهام الى المحيط الملكي وراء الاعتقال. ويكتب إسماعيل واعلي في الجريدةالرقمية كود أن الأمر يتعلق بعملية انتقام واضحة من جريدة لكم. ومن جهته، نشر حسين مجدوبي في الجريدة ألف بوست مقالا يؤكد أن الدولة العميقة في المغرب ترغب من اعتقال علي أنوزلا لترهيب الصحافة الرقمية التي لا تسيطر عليها. وسياسيا، كان الموقف الأكثر جرأة هو لحزب النهج الديمقراطي الذي أصدر بيانا أمس جاء فيه "النظام الدكتاتوري، وأمام عجزه تفنيد أو تكذيب ما تداولته الصحافة العالمية باستمرار، عن فضائح الفساد في الدولة المغربية، يجتهد في التضييق على الصحافة لإنهاكها وترهيبها". الصورة: ملصق تضامني مع الصحفي علي أنوزلا