قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الجمعة إنه ليس بوسع فرنسا المضي قدما في زيارة كانت مزمعة لتشارلز ملك بريطانيا بسبب الاحتجاجات في أنحاء البلاد على تغييرات متعلقة بالتقاعد. وردا على أسئلة في قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، قال ماكرون "أعتقد أننا لن نكون جادين وسنفتقر إلى الحس السليم إذا اقترحنا على الملك وقرينته أن يأتيا في زيارة رسمية وسط الاحتجاجات". وألغى ملك بريطانيا اليوم الجمعة زيارة رسمية إلى فرنسا كانت مقررة الأسبوع المقبل بعد اندلاع اضطرابات تحولت إلى أسوأ أعمال عنف تشهدها شوارع فرنسا منذ أعوام بسبب قانون التقاعد الجديد الذي اقترحه ماكرون. وسيكون التأجيل، بناء على طلب ماكرون، مبعث إحراج كبير للرئيس الفرنسي الذي كان يأمل أن تصبح زيارة الملك خطوة رمزية في جهود البلدين لطي صفحة أعوام من توتر العلاقات بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وكان من المقرر أن يسافر تشارلز إلى فرنسا يوم الأحد لثلاثة أيام قبل التوجه إلى ألمانيا، فيما كان من المفترض أن تكون أول زيارة رسمية له منذ تنصيبه ملكا بعد وفاة والدته الملكة إليزابيث في سبتمبر أيلول. وكان يُنظر إلى الزيارة على أنها انتصار لماكرون الذي يسعى إلى تصوير نفسه على أنه الزعيم فعلي لأوروبا. وصرح ماكرون في مؤتمر صحفي خلال زيارته لبروكسل "يمكنكم رؤية أن الموقف متعلق بالاحتجاجات". وقال قصر الإليزيه إنه يأمل في تحديد موعد آخر للزيارة في الأشهر المقبلة. وقال مصدر فرنسي "كانت هناك دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي لتعطيل زيارة الملك، لذا لم نرد المخاطرة". وأفاد مصدر بقصر بكنجهام بأن زيارة تشارلز إلى ألمانيا ستمضي قدما كما هو مخطط لها. معارك في الشارع اشتبك مثيرو شغب يرتدون ملابس سوداء مع الشرطة في شوارع العاصمة لعدة ساعات أمس الخميس، ونهبوا فرعا لسلسلة مطاعم ماكدونالدز وحطموا محطات للحافلات وأضرموا النار في أكوام قمامة تراكمت خلال الإضرابات. وفي قلب واحدة من أشهر مناطق زراعة العنب الفرنسية في بوردو، والتي كان يتوقع أيضا أن يزورها الملك تشارلز، أضرم متظاهرون النار في مدخل مجلس المدينة. وعلى مدى أسابيع، تصاعدت الاحتجاجات على خطط ماكرون لمد سن التقاعد وأصبحت أكثر عنفا بعدما مررت حكومته التشريع في البرلمان بدون تصويت الأسبوع الماضي. وتفتقر حكومته إلى أغلبية واضحة.