Getty Images الشرطة الفرنسية تعتقل أحد المحتجين في العاصمة باريس أعلنت الحكومة البريطانية تأجيل زيارة الملك تشارلز الثالث إلى فرنسا بناء على طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وأكدت الرئاسة الفرنسية أن قرار التأجيل اتخذ بشكل مشترك بين لندنوباريس. وقال قصر الإليزيه إن طلب تأجيل زيارة الملك والملكة القرينة جاء بسبب دعوات التظاهر الثلاثاء، اليوم العاشر الذي يشهد احتجاجات. وأعلن وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، اعتقال 457 شخصا وإصابة 441 شرطيا، خلال الاضطرابات التي تشهدها البلاد منذ عدة أيام احتجاجا على قانون إصلاح نظام التقاعد. وقال دارمانان، يوم الجمعة، إن 903 حرائق اندلعت في صناديق القمامة ومرافق أخرى بالشوارع، مع دخول الاحتجاجات اليوم التاسع حتى يوم الخميس، بحسب وكالة فرانس برس. وكان من المقرر أن تبدأ رحلة الملك تشارلز إلى باريس وبوردو يوم الأحد، لكن فرنسا شهدت بعض أسوأ أعمال العنف يوم الخميس منذ بدء المظاهرات في يناير/كانون الثاني. وعلق قصر باكنغهام بأن تأجيل زيارة الملك يرجع إلى "الوضع في فرنسا". وأضاف القصر في بيان رسمي: "إن صاحبي الجلالة يتطلعان بشدة إلى فرصة زيارة فرنسا في أقرب وقت ممكن". وقالت الحكومة البريطانية إن قرار التأجيل "اتُخذ بموافقة جميع الأطراف بعد أن طلب الرئيس الفرنسي من الحكومة البريطانية تأجيل الزيارة". وأشار قصر الإليزيه إلى اتصال بين الرئيس ماكرون والملك تشارلز صباح الجمعة، مضيفا أن زيارة الدولة سيتم تأجيلها إلى أقرب وقت ممكن، "حتى يتم الترحيب بجلالته في ظروف تناسب علاقتنا الودية". ليلة ساخنة وشهدت فرنسا ليلة ساخنة مساء الخميس، حيث اشتعلت النيران في مجلس بلدية مدينة بوردو، مع استمرار الاحتجاجات النقابية على خطط رفع سن التقاعد. Getty Images ونزل أكثر من مليون شخص إلى الشوارع في جميع أنحاء فرنسا الخميس، منهم 119 ألف شخص في العاصمة باريس، وفقا لأرقام وزارة الداخلية. وردت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في العاصمة، واعتقلت العشرات في جميع أنحاء البلاد. أكثر من مليون شخص يتظاهرون في فرنسا واشتعال النيران بمقر بلدية بوردو الحكومة الفرنسية تنجو من تصويت على سحب الثقة المعارضة الفرنسية تنتقد ماكرون بسبب التعديلات على نظام التقاعد وامتدت المظاهرات إلى قطاع النفط. وقال متحدث باسم شركة توتال إنرجيز، إن 31 في المئة من العاملين في مصافي ومستودعات النفط الفرنسية الكبرى أضربوا عن العمل، صباح الجمعة. Getty Images باريس شهدت اشتباكات بين الشرطة وملثمين حطموا نوافذ المتاجر وأشعلوا النيران الشوارع وأعلنت وزيرة الطاقة الفرنسية آنياس بانييه روناشير، عن استئناف شحنات الوقود من مصفاة جونفريفيل التابعة للشركة في نورماندي، صباح الجمعة، بعد تدخل الشرطة لتفريق العاملين الذين أغلقوها. واندلعت المظاهرات الغاضبة في البلاد بسبب تشريع يرفع سن التقاعد لمدة عامين ليصل إلى 64 عاما. ودعت النقابات العمالية إلى مزيد من الاحتجاجات يوم الثلاثاء المقبل، وكان من المقرر أن يزور تشارلز بوردو، جنوب غربي البلاد، والتي شهدت اشتعال النيران في الباب الأمامي لمبنى البلدية مساء الخميس، بعد يوم من الاحتجاجات والاشتباكات. ولم يتضح من المسؤول عن الحريق، لكن قوات الإطفاء تمكنت من إخماده بسرعة قبل أن يمتد إلى الداخل. وسعى وزير الداخلية إلى تهدئة أي المخاوف قبل زيارة الملك تشارلز المؤجلة. وقال ليلة الخميس إن الأمن "لا يمثل مشكلة" وأن الملك "سوف يحظى بترحيب جيد"، حسبما نقل عن الوزير. وفي باريس، شهدت المظاهرات السلمية بشكل عام اشتباكات عرضية بين الشرطة وملثمين من مثيري الشغب حطموا نوافذ المتاجر وخربوا محتويات الشوارع وهاجموا مطعم ماكدونالدز، وفقا لوكالة رويترز للأنباء. كما تم انقاذ ضابط شرطة فقد وعيه في الشارع، وتم نقله لمكان آمن. وقالت تقارير إن قوات الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع بعد تعرضها للرشق بالألعاب النارية من جانب المتظاهرين، وقبضت على 33 شخصا في العاصمة. Reuters عطلت الاضطرابات رحلات القطارات ومصافي النفط وعلقت رئيسة الوزراء الفرنسية، إليزابيث بورن، على المظاهرات الغاضبة وغردت على تويتر يوم الخميس: "التظاهر والتعبير عن الرفض حق. لكن العنف والتسيب الذي شهدناه اليوم غير مقبول. كل الامتنان للشرطة وقوات الإنقاذ". كما عطلت الاضطرابات رحلات القطارات ومصافي النفط وشهدت توقف المعلمين والعاملين في مطار شارل ديغول في باريس، عن العمل. كما تم إغلاق المزارات السياحية الشهيرة في باريس يوم الخميس، مثل برج إيفل وقصر فرساي، حيث كان من المقرر إقامة حفل عشاء للملك تشارلز والرئيس الفرنسي الأسبوع المقبل. وفي مدينة روين الشمالية، شوهدت شابة ملقاة على الأرض بعد إصابتها بجروح خطيرة في يدها. وقال شهود عيان إنها فقدت إبهامها بعد أن أصابتها ما يسمى بقنبلة "كرة ضوئية" أطلقتها الشرطة لتفريق المتظاهرين. ووقعت اشتباكات أخرى في مدن نانت ورين ولوريان الغربية. وتحدثت النقابات واليسار السياسي عن "نجاح" مظاهرات الخميس، لكن لا تزال هناك أسئلة عن سير الأوضاع في فرنسا. وتأمل الحكومة في أن تفقد الاحتجاجات زخمها وأن يؤدي العنف في الشوارع إلى إبعاد الناس عن المشاركة فيها. بينما تقول المعارضة إن الاحتجاجات لن تتراجع، لكن النقابات ستحتاج إلى وضع استراتيجية للاستمرار، بدلا من وعود بمزيد من الاحتجاجات مثلما حدث الخميس. جاءت الاضطرابات في أعقاب قرار الحكومة بفرض تشريع لرفع سن التقاعد دون تصويت في مجلس النواب، حيث يفتقر إلى الأغلبية المطلقة. ودافع الرئيس ماكرون عن هذه الخطوة، قائلا إن الإصلاح ضرورة.