عبيد أعبيد – تحدث تقرير "صادم" عن حالة "قاتمة" يعيشها المساجين ومعتقلي الرأي السياسي بسجن "عين قادوس" بفاس، وأشار إلى جلادي السجن يتسابقون من أجل طمس واقع الجرائم والتعذيب، ويظهرون خطاب الاصلاح وإعادة الادماج في الإعلام، غير أن واقع السجن مليئ بالشناعة والجهل والقهر والموت"، ويحوي السجن المذكور أكثر من 2030 سجين في حالة إعتقال إحتياطي، منهم من قضى 5 سنوات دون النطق في حكمه، حسب التقرير . أحياء سجنية "مكتضة" على الأخر رصد التقرير الموقع من قبل "المعتقلين السياسيين" في سجن "عين قادوس" بفاس، حصل موقع "لكم.كوم" على نسخة منه، البنية الداخلية للسجن الأنف الذكر، والتي إعتبرها التقرير ب"المروعة" و"الحاطة من الإنسانية"، و يتكون سجن "عيس القادوس" بفاس، وهو من أشهر السجون المغربية، من "الحي الجنائي"، هو من أقدم الاحياء التي شيدت على يد الاستعمار الفرنسي داخل السجن، يقطن بداخله حوالي 410 سجين، موزعين على 31 عنبر (خلية صغيرة مساحتها 4,5 متر مربع) تحوي 250 سجين، أي بمعدل 8 سجناء يزدحمون في ظروف غير صحية في عنبر واحد، و4 غرف، تحوي 160 سجين، أي 40 سجين في كل غرفة . إضافة إلى "حي الجنحي" وهو من أبرز الأحياء السكنية اكتظاظا واتساخا وقهرا وتعذيبا للسجناء داخل سجن "عين قادوس"، يتواجد به حوالي 750 سجين، متفرقين على 10 غرف، و6 عنابر وفق التوزيع التالي: - 36 سجين متواجدين داخل 6 عنابر، بمعدل 6 سجناء داخل عنبر واحد، ومساحته العنبر الواحد داخل هذا الحي تقدر ب 0.5 متر عرض على 2 متر طول، وهو بمثابة سرداب تحت الأرض تنعدم فيه التهوية، ويوجد داخله مرحاض ضيق جدا من حيث المساحة. - 714 سجين موزعين على 10 غرف بمعدل متوسط 71,4 سجين في كل غرفة، ومساحتها لا تتجاوز 4 أمتار عرضا و6 أمتار طولا، وغالبا ما يتواجد في بعض الغرف أكثر من 100 سجين ، وأخرى ما بين 30 أو 40 سجين. حسب التقرير ذاته . كما تضم بنية السجن موضوع التقرير، حي أخر يسمى "حي الجديد" وهو الحي الذي توفي فيه أحد المعتقلين السياسيين (جوهر فتاح)، ويحتوي على أكثر من 160 سجين، موزعة على 4 غرف، أي بمعدل 40 سجين في كل غرفة واحدة، مساحتها لا تتجاوز 9 متر مربع . "حي التوبة" هو الأخر إحدى الأحياء التي رصد فيها التقرير الميداني من داخل سجن "عين قادوس" الشهير، وهو حي يزج فيه إدارة السجن كل المعتقلين السياسيين الذي يتم تعذيبهم حد الموت، يضم 500 سجين موزعين على 11 غرفة، أ] بمعدل 46 سجين في كل غرفة . إضافة إلى "حي الأحداث" حيث مكان سجن القاصرين، إذ يحوي 50 قاصر- حدث، لا تتجاوز أعمارهم 16 سنة، ومنهم من لا يتتجاوز أعمارهم 12 سنة. و 4 تلاميذ . وكلهم موزعين على 6 غرف صغيرة المساحة، أي بمعدل 9 سجناء في الغرفة الواحدة . أما عن "حي النساء" الذي يضم أكثر من 56 سجينة، لم يعلم أي معطيات حوله . وحول السجناء المسنين، قال التقرير، بأن "غرفة المسنين" وهو قاعة واحدة مساحتها لا تتعدى 5 أمتار عرض و10 أمتار طول، يتواجد داخلها حوالي 50 سجين مسن، يعيشون ظروفا "كارثية" بحكم كبر سنهم وعدم قدرتهم على خدمة أنفسهم اعتمادا على مجهوداتهم الخاصة، الأمر الذي يزيد من تأزيم وضعيتهم الصحية، ويضيف التقرير بأن معظمهم مصابون بأمراض جسدية مزمنة ونفسية مضطربة وحادة، و3 سجناء منهم مصابين بمرض السكري ولا يتلقون العلاجات الطبية اللازمة. ورصد التقرير المعد، واقع الإكتضاض للمساجين خارج الغرف، إذ وصل عامل الإكتضاض إلى "قاعة المطبخ" يقطنها حوالي 40 سجين، كلهم يشتغلون كعمال ومستخدمين في الطهي وتوزيع " الصوبا" على باقي السجناء، ويشتغلون طيلة تواجدهم في السجن ليل نهار دون أجر أو تعويض مادي على خدماتهم اليومية الشاقة، وعندما يطالبون بذلك –حسب التقرير- يتم معاقبتهم عن طريق ترحيلهم إلى الحي الجنحي ("quartier arabe") باعتباره أقسى اقامة سجنية، ووضعهم إُثر ذلك في غرفة مكتضة بالسجناء وقساوة ظروف الحياة داخلها كعقاب لهم. وتحوي "قاعة العلاج" هي الأخرى داخل السجن، والتي يقطنها فقط السجناء المصابين بأمراض خطيرة أومن أجرى عملية جراحية وبترت إحدى أطرافه العضوية، وحاليا يتواجد فيها 14 سجين مريض، يوجدون هناك لأسباب لا تعرفها إلا ادراة السجن وطبيب المصحة السجنية الذي رخص لهم التواجد في هذا المكان المخصص للمرضى، يزعم التقرير . إغراق السجن ب"الكوكايين والمخدرات" إتهم التقريرإدارة سجن "عين قادوس" بإغراق المساجين بالممنوعات من "كوكاكيين ومخدرات بكل أنواعها" عن طريق إتجارها مع أباطرة السموم والممنوعات من خارج أسوار السجن. ويضيف التقرير، بأن هذه المخدرات الصلبة وغير الصلبة تجد ططريقها للسجناء عن طريق إدارة السجن، وكذا بعض السجناء . مشيرا إلى أن إدارة السجن تحكم حراستها على جميع أحياء السجن، دون "الحي الجنائي" حيث معتقلي الحق العام، من أجل التحكم في خريطة ترويج المخدرات وضبط التحكم في مروجيها لكي تفرض عليهم الاتاوات الشهرية كغيرهم مقابل السماح لهم بالتزود المستمر والمنتظم بكميات المخدرات المناسبة والكافية. يضيف التقرير . وحينما يتأخر مروجي المخدرات في توزيع بضائعهم المسمومة على السجناء أو عندما يرتفع سعرها وخاصة في شهر رمضان الأبرك، يقول التقرير بأن ظواهر خطيرة تظهر، وتحدث مشاهد مؤلمة، إذ يشرع السجناء المدمنين على ضرب وجرح أجسادهم بآلات حادة تدعى " الفروي" وأخرى تسمى " الدفاش"، أما النافذين منهم يمارسون العنف على من هم أقل مالا وشأنا داخل السجن، وهناك حالة أخرى في هذا الصدد، (يضيف التقرير ) بعض السجناء يضربون أنفسهم بأيديهم حتى يسيل منهم الدم، وذلك من أجل خلق مبرر للتوجه نحو المصحة واغتنام الفرصة للتزود بكمية من المخدرات من بعض مروجيها الذين يقطنون هنالك . طبيب واحد ل"2000" سجين تحدث التقرير الصادر، على هول واقع التطبيب داخل سجن "عين قادوس" الذي يتوفر على مصحة واحدة داخل قاعة بها مكتب طبيب واحد، مقابل أكثر من 2000 سجين، وحسب التقرير، تتحول حصة العلاج داخل هذه المصحة بالنسبة لغالبية السجناء إلى حصة "تعذيب جسدي ونفسي يوميةّ"، لا يتلقون فيها أي علاج حقيقي، خاصة عند غياب عدد كاف من الاطباء والممرضين، إذ يوجد طبيب واحد و6 ممرضين يتناوبون فيما بينهم، الامر الذي يجعل السجناء عرضة للأمراض الخطيرة دون علاج، وفتح المجال لانتشارها وخاصة ما تعرفه الغرف والعنابر من قلة التهوية وغياب أشعة الشمس وانتشار الروائح والاوساخ والحشرات، وهو ما يزيد من تخصيب البيئة لتكاثر الامراض المزمنة والمعدية. وهذا الوضع المتسم بغياب التطبيب اللازم والمتابعة الصحية، نتج عنه حالات وفاة في صفوف بعض السجناء، كما دفع بعضهم إلى الانتحار بدل القبول بأمر الواقع، وسجل التقرير في شهر أبريل المنصرم، 6 محاولات انتحار، نجى منها 5 حالات بأعجوبة، والحالة السادسة لقيت مصرعها بموت سجين داخل "حي التوبة"، كما سجل ايضا قيام بعض الممرضين بعدم توزيع الادوية على السجناء إلا بعد تلقيهم مبالغ مالية مقابل ذلك، وبيع اقراص "القرقوبي ( Rosina ,valuim ... ) لبعض السجناء، وهؤلاء الأخيرين يعيدون بيعها بأثمان مرتفعة ليست للحالات المصابة بل للحالات السليمة.