انتقد الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب إخلاف حكومة أخنوش لوعودها المعسولة وشعارات الزيادات التي رفعتها خلال الانتخابات، معتبرة أنه وبعد مرور سنة على تعيينها لم يتحقق شيء. وأكدت المركزية النقابية في ندوة صحافية اليوم الخميس أن على الحكومة اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، فالكل يشتكي اليوم من الزيادات ومن الغلاء في كل المواد. واعتبرت النقابة أن الحكومة لم تف بالأمور الأساسية التي وعدت بها، ولم تقدم في الحوار الاجتماعي سوى أشياء بسيطة مثل عطلة الأبوة، وتفعيل بعض الإجراءات المتخذة في الحكومة السابقة. وتوقفت نقابة حزب العدالة والتنمية على الظروف الصعبة ومعاناة الأسر المغربية، خاصة منها الأسر الفقيرة والهشة والتي تتقاضى أجورا هزيلة، مع موجة الغلاء التي أعقبت مباشرة سنتين من الجائحة بكل تداعياتها السلبية على العائلات. وحذر الاتحاد من وصول المغاربة إلى مرحلة اليأس والاحتقان، وأن يسعى الجميع إلى الفرار من البلد، داعيا الحكومة إلى القيام بإجراءات استعجالية كما قامت بذلك بلدان أخرى، من قبيل تخفيض الضرائب، ونقص هوامش الربح، فلا يعقل أن تظل الحكومة تتفرج في الوقت الذي يكتوي فيه المغاربة بنار الزيادات. وتزامنا مع معاناة المغاربة، اعتبرت النقابة أنه غير المفهوم أن أرباب الشركات، خاصة المحروقات، يحققون أرباحا أكثر من السابق في هذه الظرفية، فرجال الأعمال وتجار المحروقات ربحوا ملايير الدارهم طيلة السنوات الماضية لا يزالون يضاعفون أرباحهم، ويصل هامش ربحهم لأكثر من درهم في لتر المحروقات أحيانا. ونبه مسؤولو الاتحاد خلال الندوة إلى تضاعف نسبة التضخم التي وصلت إلى 8 في المئة، ما يعني أن الأجرة لم تعد تحقق ما كانت تحققه في الماضي، فالقفة التي كانت ب150 درهم باتت اليوم ب250 درهما، معتبرة أن الرفع من الأجور وحده غير كاف في هذه الحالة، بل لا بد من عودة الأسعار إلى سابق عهدها. وحذرت المركزية النقابية من التطبيع مع الأرقام الفلكية للأسعار، والتأثر بالانخفاض البسيط الذي يطالها والقول إن الأسعار انخفضت، إذ لا بد من أن تعود لمستوياتها السابقة، وعلى الحكومة أن تتخذ الإجراءات اللازمة لذلك، وأن تبحث عن حلول لتدهور مستوى المعيشة، وتفكيك القدرة الشرائية. ورفضا لهذه الأوضاع، أعلنت النقابة عن تنظيم وقفة احتجاجية أمام البرلمان يوم 23 من الشهر الجاري، والتي ستكون انطلاقة لاحتجاجات أخرى جهوية وإقليمية وقطاعية مع أشكال أخرى احتجاجية كارتداء الشارات.