وقّع المغرب اتفاقية جديدة مع شركة "شاريوت أويل" آند غاز البريطانية، لنقل كميات الغاز المكتشفة في حقل "أنشوا" إلى العملاء المحتملين، بوساطة أنبوب غاز المغرب العربي وأوروبا. وكشفت "شاريوت أويل"، في بيان صادر عنها يوم الأربعاء 7 سبتمبرعن توقيعها اتفاقًا مع المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن من أجل استخدام أنبوب غاز المغرب العربي وأوروبا، ما من شأنه نقل الغاز الطبيعي المكتشف من حقل "أنشوا" بالعرائش إلى الزبائن في أوروبا. يأتي ذلك في إطار استعدادات المغرب لبدء الإنتاج من حقول الغاز المغربية في ترخيص ليكسوس بحلول عام 2024، حسب ما أكدته المنصة البحثية المتخصصة في أسواق الطاقة "طاقة". غاز عالي الجودة أكدت الشركة البريطانية، التي تمتلك 75% من حصة التنقيب في منطقة "ليكسوس"، أن حقل أنشوا-2" في ساحل العرائش يحتوي على كميات هائلة من الغاز الطبيعي بعد انتهاء عمليات الحفر الأولي منذ أشهر. وأشارت شاريوت في مارس الماضي، إلى أن تحليل بيانات حقل غاز أنشوا 2 أثبت احتواءه على غاز جاف عالي الجودة، مع وجود أكثر من 96% من الميثان في جميع مكامن الغاز ال7 المكتشفة، دون شوائب. وأكدت أن التقييمات المستقلة التي أُنجزت في حقل غاز أنشوا 2 كشفت عن موارد غازية مهمة في الحقل، مع مزيد من آفاق الاستكشاف المحددة في رخصة ليكسوس والرخص المجاورة. وتتراوح الموارد المحتملة لهذه الحقول ما بين 377 مليار قدم مربع و754 مليار قدم مربع. حقل تاندرارة وبالموازاة مع الأمال التي تعد بهو حقول اليكسوس، يأتي خبر قرب إنتاج الغاز المسال انطلاقا من حقل تندرارة في نهاية عام 2023، حسب موقع"طاقة" نقلا عن شركة "ساوند إينرجي" البريطانية. ويتوقع نفس المصدر أن يبدأ إنتاج الغاز الطبيعي بدءا من هذه السنة ويستمر حتى سنة 2067، مع استشراف أن يصل الإنتاج ذروته عام 2026 بإجمالي 50 مليون قدم مكعبة يوميا، الأمر الذي يتطلب تحققه حفر ما يقارب 8 آبار في الحقل المذكور لاستخراج 377,7 مليار قدم مكعبة، وهي قيمة الاحتياطات من الغاز القابلة للاستخراج من حقل تندرارة الذي تم اكتشافه سنة 1966 شرق البلاد. وحسب تقرير صادر عن الشركة البريطانية سوف تستهدف في المرحلة الأولى إنتاج محطة صغيرة الحجم للغاز المسال بدأت عملية بنائها منذ مارس 2022، قبل الانتقال لتطوير الحقل الكامل، حيث يشمل تركيب خط أنابيب لتصدير الغاز بطول 120 كيلومتر. ويظهر اسم شركة "أفريقيا غاز"، التابعة لهولدينغ "أكوا" المملوك لرئيس الحكومة عزيز أخنوش، في هذا المشروع، إذ ستكون هي الجهة التي ستتسلم الغاز الطبيعي للنقل والتوزيع والبيع إلى السوق الصناعية المغربية، وفق ذات المنصة التي أكدت أن المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب سيستخدم الغاز لتزويد محطات الكهرباء التي تعمل بالغاز والمتصلة بخط أنابيب غاز المغرب العربي وأروبا بالوقود، فبموجب اتفاقية البيع والشراء سيكون على الشركاء تسليم الغاز إلى الخط المذكور بحجم يصل إلى 350 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا لمدة عشر سنوات. ولا يقتصر الأمر على حقل تندرارة وحدها، وإن كان المشروع قد بدأ بها بداية وخطا مراحل متقدمة في الاتفاق بما فيها مع بنك التجاري وفا بنك فيما يتعلق بتمويل الديون، حيث أن شركة "ساوند إينرجي " البريطانية لها تصريح بالتنقيب في حقلي أنوال وتندرارة الكبرى، على مساحة تزيد على 23 ألف كيلومتر مربع، لكن الحفر لم يتجاوز لحد الآن 13 بئرا، كما تمتلك الشركة ترخيصا بحوض الصويرة يمساحة تبلغ 4712 كيلومتر مربع ويضم 44 بئرا قديما حفرت منذ الخمسينات إلى حد الآن. الأرقام والتوقعات التي كشف عنها تقرير الشركة البريطانية النصف السنوي لستة أشهر المنتهية من سنة 2022، لها أهمية بالغة في التوقعات الاستراتيجية فيما يخص تزويد السوق المغربية بالغاز، ويتعداها إلى تغير المعادلة جيوسياسيا مع الجارة الشرقية للمغرب، الجزائر، ومع الشركاء الأوروبيين الذين يعتمدونها في التزود بالغاز، مع كل الإشكالات التي طرحها خط الأنابيب الذي يمر عبر الأراضي المغربية، وما نجم عن ذلك من شد وجذب مع إسبانيا قبل أن يتم تسوية الخلافات المرشحة في كل وقت للتأزم.