توصل موقع "لكم. كوم" بشهادة ثانية لأحد طلبة "ظهر المهراز" ويدعى "عبد النبي شعول"، المعتقل بسجن عين قادوس بفاس على خلفية أحداث جامعية. وورد في شهادة المذكور أنه تعرض خلال 48 ساعة من بادية شهر ماي الأخير، لأبشع أشكال التعذيب داخل ولاية أمن فاس علي يد العديد من رجال الأمن، مشيرا إلى أن أحدهم خاطبه بالقول: "غادي نسحق دين مك شخصيا، وغادي نتكلف أنا بيدي نغتاصبك". ووفقا لنفس الشهادة فإن مسؤولا أمنيا كبيرا خاطبه بالقول:"جاوب الرب دموك شنو ختاريتي". وذكر المعتقل أن أحد رجال الأمن سحب قضيبه التناسلي أمامه وحاول اغتصابه قبل أن يعترض على ذلك رجل أمن آخر مخافة "الفضيحة" بحسبه، مؤكدا أن رجال الأمن جرذوه من ملابسه وتركوه مرميا على الأرض يواجه آلامه لوحده. يشار إلى أن وزير العدل والحريات مصطفى الرميد، تهعد يوم الأحد 9 ماي، في اتصال هاتفي مع الموقع، بفتح تحقيق نزيه في الشهادة الأولى للمعتقل محمد رضا الدرقاوي. وهذا نص الشهادة، التي نعتذر لصاحبها على حجب مقدمتها الطويلة: المعتقل السياسي: عبد النبي شعول. السجن المحلي عين قادوس فاس رقم الاعتقال: 83333 شهادة حول التعذيب إنه الإجرام، إجرام النظام وإجرام حواري النظام... ورغم ذلك، سنصمد ... ولن نخون... لكوني مناضل ثوري لا يمكنني بالبث والمطلق أن أتواجد خارج الجماهير أو بعيدا عنها، أو أن أتخلف عن معارك وخطوات نضالية...، وبالتالي كان وجودي إلى جانب رفاقي ورفيقاتي والجماهير الطلابية في محطة فاتح ماي – العيد الأممي للطبقة العاملة – مهمة نضالية لا يمكن التخلف عنها، فمنذ انطلاق التظاهرة من مكانها المعهود عمل النظام على استنفار قواه القمعية العلنية والسرية، ضاربا طوقا قمعيا رهيبا من كل جوانب الشكل النضالي إلى حدود شارع "محمد الخامس" في وسط مدينة فاس، وبعد تحديده للهدف بشكل دقيق، سيتم اختطافي من وسط التظاهرة أمام مرأى ومسمع الآلاف من الناس (عمال وعاملات، موظفين ومهنيين ومستخدمين وأساتذة ومعطلين وطلبة وتلاميذ...)، بعدما حوصر الطلاب من الأمام والخلف والأطراف الجانبية، عملية اختطاف كلفتهم الاستعانة بعشرات من رجال القمع مدججين بالهراوات الخشبية والحديدية وفرقة خاصة تدعى "النشطاء" مختصة في رصد تحركات المناضلين واختطافهم بطرق وأساليب احترافية، في لحظة انتبه الكل لما يجري من حوله، وأنا ممدد فوق الأرض على وجهي وهم فوقي بكل ثقل أجسادهم، سيختلق مسؤول هاته العصابة الإجرامية أكذوبة مفضوحة لتزييف هويتي كمناضل، إذ صرخ قائلا للناس المندهشة من جراء هذا المشهد المثير: "هاذا شفار ديال بورطابل"، في لمح البصر سيأخذني بالقوة والضرب ومصفد اليدين لمسافة تقارب 100 متر، ليبعدني عن أعين المتظاهرين، بحيث أصعدوني إلى سيارة أجرة صغيرة، مهددين صاحبها إن لم يتوجه بسرعة إلى مقر "الولاية الكبرى" سيضربونه، لكن السائق لحظة وصوله إلى شارع فلورونس سيأمره أحد "المسؤولين الكبار" بالتوقف، تم ركب معنا باتجاه مقر التعذيب والاجرام، عند وصولنا ستنضاف عناصر قمعية أخرى للمجموعة التي اختطفتني، وسنصعد جميعا إلى الطابق العلوي في إحدى غرف التعذيب، أجلسوني في ركن الغرفة، قيدوا يداي مع قضيب حديدي بطريقة محكمة حتى انتابني ألم فظيع على مستوى عظام يداي، أما الرفيقة فاطمة الزهراء والرفيق أسامة وأحد الطلبة، أجلسوهم في مكان واحد بدون قيد في الركن المقابل، آنذاك بدأ وفود الجلادين "الكبار" تزورنا وتخاطبنا بألفاظ نابية لا تليق إلا بمقامهم الوضيع، والفرح والسرور بادية على وجوههم، "مالك الزام... ما بغيتيش دير عقلك"، "وأشداك عند العمال ففاتح ماي"، "عذبتينا عاد شدناك"، "وفين المناضل، أنا متبع كل صغيرة وكبيرة كاديرها..."، "باش كاتعجبنا نت كتخرج ليها ديريكت وبوجهك أحمر"، "علاش ما هربتيش بحال هادوك واش ما خفتيش من الاعتقال؟" ، "أفين غادي يهرب راحنا مبيكيين عليه، منين خرج من الجامعة حتى شديناه"، "سير ألقو..."، "خاليتينا بلا راحة هاد النهار"، " مادمت مادايرش عقلك وداخل سوق كر... غادي تعيش حياتك فالحبس، أو نقتلوا دين مك..."، "العلوي فراسك، راه اللحظة لي تسوطينا عليه أنا والدرايري لي معايا، دين مهم الطلبة لي كانوا وراه كانوا كيضربونا بالركل...". هذه الدردشة المختصرة جدا دارت بين عشرات الجلادين وهم يحيطون بي من كل الجوانب، بعدها بمدة قصيرة سيتم تقييدنا أنا والرفيق أسامة وادخالنا إلى غرفة أخرى، سألوني على رقم البطاقة "الوطنية" أجبتهم: "ما حافضش رقمها"، فرد علي أحدهم: " زيدها فراسك، أسميتك والنمرة ديال لاكارط ديالك العالم حافظها"، برهة دخل علينا إثنان من رجال القمع، جلاد و"جلادة" (افتكرت سلسلة لابركاد، المساومات في الجلد...) الأول بدأ يطرح علي الأسئلة ويسجل على ورقة بيضاء إسمي وعائلتي ومستواي الدراسي، والثانية تفعل نفس الشيء مع الرفيق أسامة في نفس المكان، بغثة دخل رئيس الجلادين "ع س"، مسؤول أمني كبير" فصرخ بقوة في وجههما "أش كديروا المرض، آش هاذ الخدمة ديال الزفت، احتاشي واحد ما يتكلم معاهم، احتا نعطيكم لوردر"، ثم خلع "الجاكيط" وأجمع قميصه إلى المرفقين وانصرف غاضبا، لم تمر إلا ثوان قليلة فأخرجوني إلى غرفة أخرى ويداي مصفدتين وراء ظهري، فلما أدخلوني وجدت ذلك الجلاد الذي ينادونه "بالرئيس"، قبل أن يتكلم معي، نادى على أكثر من عشر جلادين كمساعدين له في التعذيب، وضعوني في وسطهم طريح "الضس"، وجلس رئيسهم فوق كرسي وجها لوجه معي، فقال بلغة فصيحة: "شعول، سبق لي تعذيبك في المرة السابقة، الآن سأطرح عليك أمران لا ثالث لهما، إما ستقول كل شيء وستحافظ على كرامتك وآدميتك، وإما ستفقد كرامتك ورجولتك"، ثم اضطر ليتكلم بالدارجة: "غادي نسحق دين مك شخصيا، وغادي نتكلف أنا بيدي نغتاصبك"، "جاوب الرب دموك شنو ختاريتي" فأجبته: "أنا يالاه خارج من السجن ومستعد نرجع ليه"، بسرعة البرق وضعوا "البانظا" على عيناي ويداي مقيدتان وراء ظهري، ومددوني على بطني وأغلقوا الباب بالمفتاح والنوافذ باحكام، وأعلن الرئيس أوامره وتعليماته المقدسة ببدء المجزرة، فانطلق البعض يعذبني فقط بالركل والصفع، والبعض الآخر انهال علي بالهراوات في كافة انحاء جسدي لساعات طويلة وبدون انقطاع، حتى انقطع صراخي وخَرَّتْ قواي الجسدية وانهارت أعصابي، حين ذاك سيعيد علي السؤال الذي رفضت الإجابة عليه: "غادي تهدر أو لا؟" فلم أجبه، فأمر أحدهم بإدخال كرسي خشبي طويل، فوضعوني فوقه على ظهري هذه المرة، وقيدوا يداي تحت الكرسي، وجلس أربع جلادين على رجلي، وأحد منهمك في الضرب على مستوى بطني وجهازي التناسلي بالزرواطة، أما "الرئيس" ومن معه وضعوا قطعة ثوب خشنة "الشيفون" على فمي وربطوا أطرافه وراء رأسي، وقام وضع مادة ذات رائحة نتنة تزكم الأنوف وتسبب القي والاختناق السريع، فوق فمي، وشرعوا يصبون الماء فوقها بشكل مسترسل، حتى اختنقت وكدت ألفظ أنفاسي الأخيرة، مدة هذه العملية تستغرق أكثر من 30 دقيقة، وتكررت أكثر من 20 مرة بعدها مباشرة فقدت الوعي بشكل كلي لمدة طويلة فلما استيقظت وجدت نفسي عاريا من ملابسي، فلم يترك إلا شورت صغير (سليب)، ممددا على بطني فوق "الضس" البارد جدا، عائما في الماء، والنوافذ مفتوحة على مصراعيها، إنها عملية تعذيب تدعى "الماء والريح"، ووجهي منتفخ بالضرب والصفع، لا أستطيع لمسه، أذناي لا أسمع شيئا بهما إلا أصوات بعيدة غير مفهومة المعنى، يداي ورجلي اليمنى لا أستطيع تحريكهما بالبث والمطلق، وعواصف الآلام ونوبات عصيبة تجتاحني، والدم يسيل من ظهري وكثفي اليسرى ويداي ورجلي وفمي، أنزلوا "البانظة" عن عيناي، وأنا في حالة كارثية لا أستطيع الحركة أو الكلام، فصرخ رئيسهم في وجهي شامتا ومتلذذا بالإنجاز "الوطني" الذي صنعه: "واش هاد الشي لي بغيتي غير العصا والتكرفيص"، حدقت في وجهه – وجه جلاد لن أنساه ما دمت حيا – وأطلت النظر، دون أن أتكلم، فصفعني مساعديه حتى طرحت أرضا، وأخرج أحدهم قضيبه التناسلي محاولا اغتصابي، فمنعه أحد قائلا له: "أرب غالوظ ما غتصبناه ما والو، غير كذب علينا وخلق الضجة، أما هاد الجلاخة إلى غتصبناه بصح غادي يدير لينا فضيحة" فلما أراد إيقافي وحاولوا أن يجلسوني على الكرسي، لم يقو جسدي على التحمل، كل عضو من أعضائي لا يتحرك بإرادته، لا كلام، لا حركة، قيئ مستمر، دماء غزيرة تنزف من فمي وأنفي، لون جسدي تحول إلى لون أزرق، تنفسي متقطع، ... سأبقى على هذه الحالة لمدة طويلة، حتى جاءهم الأمر بنقلي بشكل استعجالي وفي سرية تامة إلى مكان مجهول، حملوني على أكتافهم وكأني خروف العيد سقط بيد "الشناقة" إلى مرأب سيارات القمع، فأركبوني "سيارة الإسعاف"، رافقني عشرة من الجلادين ويداي مقيدتين مع السرير، إلى أن أدخلوني مستشفى آنذاك عرفت الوجهة التي أرسلوني إليها، إنه مستشفى الغساني، أدخلوني إلى قاعة "العلاج"، صرخت كثيرا من شدة آلام التعذيب الهمجي أمام الجلادين، قاموا بإعطاء أوامر وتعليمات رئيسهم إلى الطبيب، ثم تقدم هذا الأخير وهم يحيطون به من كل الجوانب: "شنوا سميتك؟ مالك شنوا كاي ضرك؟" أجبته بصوت عال من شدة ما أعانيه من آلام وجراح بليغة: "شوف مزيان حالتي، شوف يدي ورجلي وأنفي وظهري... وغادي يبان ليك شنو تاي ضرني" فرد علي بجواب مفاجئ: "واش كتاكل القرقوبي؟ أنت بسيكوباط" آن ذاك تأكدت من المآمرة التي اتفقوا على حبكها جميعا، وأن الطبيب لا يختلف عنهم إلا "بالطابلية البيضا"، وبسرعة نادى على ممرضة قدمت له مواد سائلة في قنينات زجاجية مجهولة الإسم، وضعوها في حقنة (picure) ثم قال لي: "غادي نضرب ليك هاد الشوكة وغادي تبرى بالزربة"، لم أشعر بنفسي حتى صرخت فوجهه: "أنت متواطئ معهم، أنت باغي تحمقني صَحَّ، تحمل مسؤوليتك"، فبدأ صوتي يسمع في كل أرجاء المستشفى، حتى استفاق بعض المرضى أمامي وشاهدوهم يرغمونني على تلقي هذا العلاج – الحقنة – ضدا على ارادتي، فتراجعوا عن فعلتهم، جاء المدير العام للمستشفى وتكلم معي بلطف، فقلت له: "أنني لا أريد العلاج"، وصرخت في وجه الجلادين الذين رافقوني: "ردوني للولاية، أنا باغيكم تقتلوني، بغيت نموت في الولاية على يديكم"، فحصلت ضجة كبيرة داخل المستشفى، بعدما حملوني على أكتافهم وأرجعوني في سيارة بيضاء "صطافيط"، وعلى طول المسافة يمطرونني بالسب والقذف والشتم، يهددونني بالمزيد من التعذيب والتنكيل، فلما وصلت رموني في قاعة كبيرة بالطابق السفلي المجاورة "للسيلونات" المتواجدة في "لاكاب"، فبدأ أحد الجلادين يقدفني بأحد الركلات وكأنني كرة للعب الرياضة، ركلات مسددة بدقة باتجاه الأعضاء التي تعرضت للتعذيب ببشاعة والتي لا أستطيع تحريكها، بعدما أزال لي "السمطة" و"السبرديلة" ثم جرني كجثة هامدة من يد واحدة حتى أوصلني "للسيلون" رقم 5، في حالة صحية جد متدهورة، تمددت على الاسمنت القارس حوالي ساعة من الزمن، برهة شاهدة الرفيق أسامة مارا في "الكولوار" بادلني التحية بعينيه، ثم أدخله إلى "السيلون" المقابل، رقم 15 لم أتذوق طعم النوم أو الأكل، ليلة جحيمية، وشمت في ذاكرتي المليئة بالحقد الدفين اتجاه من عذبني وعذب رفاقي وشعبي، في اليوم الثاني أعيد نفس المشهد، ونفس الجلادين الذين أذاقوني المرارة في اليوم الأول، فصار أحدهم يطرح علي الأسئلة حول مقاطعة الامتحانات المشبوهة بكلية الآداب، وقال لي: "غادي دوز حياتك فالحبس، وغادي نعيش مك فالبؤس"، و"علاش رفعت شعار اسقاط النظام؟"، "أنت هو الرأس المذبر (وأضاف اسمين أو ثلاث لرفاق معي) اللي قاطعوا الامتحان، ودين مكم نجحتوا المقاطعة، وصنعتوا كوكتيل مولوتوف" ثم قال لي: "تفرج فيديوات الطلبة ؟؟ " يعترفون بالصوت والصورة بإسمي وأسماء رفاق آخيرن، ويعطينا معطيات دقيقة حول تحرك المناضلين وأشياء أخرى لا أستطيع ذكرها لعامة الناس هنا، نظرا لدقتها، بعد مشاهدتي لهذه المقاطع من الفيديو، قال لي: "شوف جاوب ولا كاع لا تجاوب، المحضر واجد ها هو فهاد USB، وكل واحد غادي نديرولوا الرواية لي بغينا، هادي أولدي هي خدمتنا..." فلما رفضت التجاوب معه، قام اثنان من عناصر القمع بصفعي وجَرِّي من رأسي ونتف شعري لمدة طويلة، حتى أغمي علي من شدة هذا التعذيب السادي، بعدها أنزلوني إلى "السيلون" بطريقة وحشية، ثم رموني على "الضس"، فلم تمر إلا ساعات قليلة أصعدوني على إيقاع ونغمات الضرب والسب والشتم والتهديد، فوجدت محضرا على شكل كتيب صغير فوق المكتب، فأمروني بالإمضاء عليه، فرفضت التوقيع على أوراق رواية لا أعلم محتواها، فصرخ في وجهي أحد الأنذال: "غادي نسينيو مك صَحَّ، وبسيف على القح.... دموك"، فقاموا بتعصيب عيناي وقيدوا يداي ووضعوا قلما بيدي، وشرع يمضون كما يحلوا لهم، ولما انتهوا من هذه الجريمة، أنزلوا "البانظة" والقيد، وخاطبني أحد الجلادين: "إوا ما بغيتيش تسني بخاطرك، ها حنا سنيناك بطريقتنا"، بعدها أخدوا ذلك المحضر الملفق والمطبوخ، وانصرفوا جميعا تاركين إياي لوحدي، لم تدم إلا دقائق قليلة، دخل علي عنصران من جهاز "DST" سألني أحدهم عن حالتي الصحية، فلم أجبه، تم لاذ بالصمت أمامي لمدة طويلة، وشرع يتقمص دور إنسان متعاطف معي، لم أتفاعل معه، ثم قال لي: "اسمع أشعول، أنا عارف أنهم تكرفسوا عليك بزاف، ولكن أنت ما بغيتيش دير عقلك وتديها في مستقبلك، وفي عائلتك، يالاه خرجتي من الحبس، وستمريتي فالصداع، شنوا كاي عجبك فهاد الشي؟ ..." ثم أضاف بلغة عربية فصيحة: "إنك تملك مؤهلات فكرية وسياسية ممتازة، وقدرتك على التحريض والتشهير كبيرة، لكنك تستغل ذكاؤك في محيط الغباء و..." ثم أضاف أيضا: "شوف أشعول اعتقال ديالك، جا بأوامر عليا من أجل خلق التوازنات السياسية فالساحة، ومازال غادي نجيبوا 2 أو 3 وراك، وأنت راك عارفهم مزيان، حقاش مالي كتجمعوا كاملين فالساحة كالديروا الروينة، خاص النص فالحبس والنص برا". بعدما انتهى من هذه الدروس الحسنية والخطب العمياء، انصرف وتركني، ثم دخل علي أحد الجلادين وأنزلني إلى "لاكاب". هكذا مرت علي 48 ساعة من العذاب الأليم والتعذيب بمختلف أشكاله والإرهاب النفسي المتواصل... إنهم مجرمون محترفون. صباح يوم الجمعة 03 ماي، توجه بنا أنا والرفيق أسامة وأحد معتقلي "الحق العام" باتجاه المحكمة الابتدائية، أحالوا ذلك المعتقل على "المحكمة"، وأرجعونا معا إلى "محكمة الاستئناف"، أحلت على أنظار "نائب وكيل الملك"، قبل أن أتكلم قال لي وهو يضحك: "واش جابوك أشعول عوتاني"، ثم أمر بإحالتي على أنظار "قاضي التحقيق"، فبمجرد أن رأى وجهي كشر عن أنيابه، ثم رشقني برزنامة من التهم الثقيلة ذات "طابع جنائي" محض، حاولت الإجابة والرد على هاته التهم الملفقة، قاطعني بعنف قائلا "لكاتب الضبط" اكتب ما يلي: "يحال المتهم عبد النبي شعول على الاعتقال الاحتياطي بسجن عين قادوس بفاس من أجل سلامة التحقيق". فبمجرد قدومي إلى سجن عين قادوس، استقبلني مدير السجن قائلا لي: "ختار 4 ديال طلبة معاك وغادي تسكن في الحي الجنائي بوحدكم" ومجموعة من الاغراءات المباشرة وأخرى بلغة مرموزة، فرفضتها رفضا قاطعا، وطلبت أن أنضاف بجانب رفاقي المعتقلين السياسيين المتواجدين بالغرفة 9 حي التوبة. مزيدا من الصمود والمقاومة، مزيدا من تعميق الارتباط الجذري بالجماهير. إما أن نكون عظماء فوق الأرض.. إما أن نكون عظاما تحتها.