نُشر في إحدى المواقع "الإخبارية" يدعى "تلكسبريس"، والتي لا يمكن وصفها بأقل من المشبوهة، مقالا عبارة عن صك إتهام مع كثير من القدف والسباب، في حق مدير إحدى المواقع الإلكترونية المعروفة بمواقفها الجريئة في التعبير والتحليل "لكم"، والتي ما أن تنشر مقالة أو رأيا حتى يصل لهيبها إلى الخانعين، فترتعد فرائسهم من الخوف بسبب تقصيرهم في الخدمة المجندين لها لإرضاء جهات معينة. عبر مقالات كلها سباب وشتائم بالمجان في حق أشخاص لم يعتبروهم في يوم من الأيام لاخصوما ولا أعداء لهم، ولا هم مصنفون ضمن خانة الأشخاص الذين يمكن إعتباهم كذلك. فأصبحت بالمرصاد، متربصة بكل مقال أو إفتتاحية تنشر لتبحث بين ثناياه عن الكلمات والمرادفات "المشبوهة"، فتجتهد في تأويلها حسب الطلب، بحثا عن ما يدين صاحب المقال. فأحيانا بالعمالة ومرة بالخيانة وفي مرات بالتطاول والجرأة التي يعتبرونها في قوامسهم الممسوخة ممنوعة! لاتتردد في كل مناسبة تلك المواقع التي أصبحت معروفة لدى الجميع أنها في كل مرة تحس فيها بخنجر الحقيقة والوضوح يهددها خاصرتها، أو إن صح التعبير مؤخرتها، التي شرّعتها لمن يدفع أكثر، مقابل خدمات لا ندري لحد الآن هل إستلمت مستحقاتها أم لا؟ تجند كتيبتها المعدة لذلك من أجل تنفيذ المهمة،وهذا فقط لكي نتحلى بقليل من الموضوعية. ونعود الى دواعي هذا السجال الذي لا يُجدي نفعا مع أناس باعوا ضمائرهم وحسهم الإنساني كليا، بعدما زاغوا عن مهمتهم في التعبير الصادق والحر عن الرأي، مع ضمان الحق في الإختلاف بدل القفز في كل الاتجاهات بحثا عن طرف الخبز و"الله يحسن العون". كما أن ما تناساه صاحب المقال المطول في القدح والسباب، هو أن سبب هذا الإنحطاط والوظاعة والقذارة، التي وصل إليها مستوى بعض من يدعون أنفسهم صحفيون، ولهم منابر إعلامية يستطيعون من خلال إيصال "الحقيقة" التي لا ينكرها إلا جاحد، هم من يدافع عنهم أمثال هؤلاء المأجورين الذين باعوا أنفسهم للشيطان بلا وازع أو رادع. كما أن ما يحير في الأمر أكثر، بعد التأكد من طبيعة الواقفين وراء هذه الحملة المسعورة على الصحفيي المزعج بجرأته التي لم يستوعبوا بعد، أن مصدرها فقط جرعة من الحرية التي يسعى الانسان الى تحقيقها في وجوده، كتعبير حضاري راقي بالإستقلالية، كالطيور المحلقة التي لا تأبى السقوط إلا مرة واحدة حين تموت. هو قمة الإنفصام والحالة المرضية المستفحلة التي يعاني منها أصحاب عقد النقص الواضحة، الذين يحاولون التحدث عن العمالة والخيانة ليلصقوها كرها بغيرهم، بعدما أصبحت تشكل جزءا مهما من جهازهم التنفسي والهضمي كذلك. بعدما تبين للقاصي والداني، أنهم في تلك الجبهة لا يدخرون أي جهد في التشهير بالناس، مع توزيع كل أنواع الإتهامات ذات اليمين وذات الشمال، في حق كل من يختار التعبير عن رأيه خارج ذلك الإجماع والتوافق المخزني المزعوم،فتلكم هي قمة العمالة والخيانة والنذالة والإسترزاق. هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.