ظهرت خلال المدة الأخيرة ظاهرة غريبة ومثيرة وتدعو إلى الشفقة في الصحافة الإلكترونية المغربية تعتمد على السب والشتم والبحث في الخصوصيات وكل المفردات التي تنهال من "الحقارة والوقاحة" كأساس لها، مستعينة بقاموس فريد من قبيل "فلان هبط السروال" و "وفلان نصاب ومرتزق" و"علان خائن ومبتز" خاصة اتجاه الأسماء والتنظيمات المعارضة، والغريب أن أصحاب هذه الظاهرة يوظفون هذه المصطلحات بمناسبة أو بدونها، وبطريقة تدعو إلى السخرية والضحك حتى أنك تجد نفسك أمام أناس لا يمكن مطلقا قبولهم أو تصينفهم حيث يعسر وضعهم في مكان محدد. وفي هذا السياق يتعرض الزميل علي أنوزلا مدير موقع "لكم" الشهير منذ مدة لهجوم وتحريض وتشويه غير مسبوق مس حياته الشخصية والعملية وعلاقاته..، آخرها ما نشره موقع إلكتروني "مشبوه" بمعية مواقع إلكترونية توصف بالمقربة يتعلق "بمحاولة انتحار علي أنوزلا بعد أن خاب ظنه بخصوص فشل مشروع توسيع مهمة المينورسو في الصحراء المغربية" حسب قصاصة ذلك الموقع، قبل أن تعمل على حذفه صباح اليوم الموالي في ضرب سافر لأخلاقيات المهنة، بعدما اتضح لها أنا فضيحتها ستكون "بالجلاجل" خاصة وأن رد فعل الرأي العام كان كبيرا بالنظر لمكانة علي أنوزلا الاعتبارية. ويأتي هذا الخبر "المضحك" في سياق نشر الموقع "المشبوه" ومن يدور في فلكه لهجوم منظم وغير محسوب العواقب ويبدو على أنه "مدفوع الأجر"، حيث يتم استغلال كل الفرص والإمكانات المتاحة لتشويه الصحفي البارز، ومحاولة إظهاره للرأي العام على أنه مجرد "مرتزق، نصاب، خائن.." وأن لا هم له سوى المال والتقرب من أسياده من قيادة البوليساريو والجزائر..خاصة بعد أن عبر عن موقف في قضية تطورات الصحراء من خلال مقاله الأخير الذي عنونه ب" لماذا الخوف من منورسو؟". لكن لماذا تخصيص هذا الكم الهائل من الاتهامات المجانية والتي هي بالتأكيد بعيدة كل البعد عن واقع هذا الصحافي الذي على ما يبدو أصبح "عصيا" على الترويض والاحتواء ؟ الجواب بكل بساطة نجده في ما يكتبه علي سواء في الجريدة الأولى "الموؤودة" أو اليوم في موقع "لكم" الذي بفضل خطه التحريري "المنحاز" أصبح أكثر انتشارا ومرشح فوق العادة أن يتربع على كرسي الصحافة الإلكترونية بالمغرب، لذلك ففي تقديري فإن هذه الهجمات التي تبدو منظمة خاصة وأنها تنشر بنفس الطريقة في عدد من المواقع الإلكترونية هي مقدمة لشيء ما "يطبخ" ضد الزميل علي أنوزلا لم تظهر معالمه بعد، وفي كثير من الأحيان بنفس الأسلوب والعناوين. إننا نحتاج اليوم إلى فتح نقاش جدي ومسؤول حول أخلاقيات الصحافة والنشر لأن هناك فوضى على هذا المستوى، حيث نرى كيف أنشئت مواقع إلكترونية خطها التحريري هو "تصفية حساب" مع أشخاص معينين وتنظيمات تنتمي لعالم المعارضة، فنجدها تنبش في المعطيات الشخصية والأسرية عوض سبرها أغوار الأفكار والمشاريع المجتمعية، وحسنا فعل الاتحاد المغربي للصحافة الإلكترونية عندما اقترح ضمن بيان التضامن الذي أصدره مع علي أنوزلا تنظيم ندوة حول أخلاقيات الصحافة والنشر بمشاركة كل مكونات الحقل الإعلامي بمختلف تلاوينه لتعميق النقاش وتقديم المقترحات.