حظيت واقعة منع سلطات تطوان، الفنان "شابلن طنجة"، من تقديم عروضه الساخرة بشوارع الحمامة البيضاء، بتضامن واسع من طرف رواد مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أن شوارعنا لم تعد تحتمل الضحك. وأشرف هو شاب طنجي يمارس بعض الحركات الشبيهة بحركات رائد الكوميديا الانجليزي، يعتمد في فنه على تقليد حركات المارة أثناء مرورهم بجانبه في الشارع، حركات باعثة عن الضحك ينتجها ويستهلكها الشارع نفسه. وخلال نهاية الأسبوع الماضي، فوجئ أشرف الملقب ب "شابلن طنجة"، بمداهمة عون سلطة له في أحد شوارع تطوان مطالبا اياه بالكف عن القيام بحركاته ومغادرة الشارع فورا، ثم تطور الأمر سريعا إذ أتت دورية للشرطة نفذت أمر الابعاد، حسب ما أفاد به موقع "لكم"، عبد الغني الدهدوه رئيس الجمعية المغربية لرسامي الكاريكاتير. واستغرب الدهدوه في ذات التصريح، من ادعاء بعض المنابر المحلية، أن الناس ضاقوا ذرعا بحركات الفتى الطنجي واشتكوا به للمسؤولين، وهو أمر غريب حقا أن يشتكي الناس من حركات بهلوانية بسيطة ويعتبرونها إساءة وتنمر ضدهم، مع أن ما يقوم به الشاب الطنجي يوجد نظيره في عواصم عالمية معروفة بدعمها لفنون الشارع! ومن وجهة نظر، الفنان الدهدوه، فإننا في حاجة الى المزيد من نظائر أشرف، الذين يضخون دماء الحياة في شوارعنا المتجهمة الملآى بمظاهر البؤس: أطفال وأرامل يتسولون، يافعون يحشرون أنوفهم في قناني الالوان والسليسيون. وأشار المتحدث، إلى أننا في حاجة أيضا إلى من يؤنسن شوارعنا ويضع عليها مسحة من النغم والحركات البهلوانية وغيرها، معتبرا أن المغرب كان ولازال منتجا للفرجة والضحك ومعروف عالميا بفن الحلقة وهي من ركائز فنون الشارع الذي ينتسب إليه أشرف، معبرا عن تضامنه الغير مشروط مع أشرف. يشار إلى أن أشرف "شابلن طنجة"، جعل من ساحات طنجة وخاصة "سور المعكازين" مسرحا لأنشطته الفنية الساخرة، ولم يسبق أن ضايقته السلطات أو منعته، حسب العديد من المتتبعين.