فيما تواصلت الأحد الاشتباكات بين محتجين والشرطة في تركيا وسط تأكيدات رسمية باعتقال نحو ألف شخص، نددت منظمة العفو الدولية بالاستخدام "المشين" للقوة المفرطة ضد المظاهرات السلمية. وأنقرة تنفي وجود إرهاصات "ربيع تركي". حثت منظمة العفو الدولية "آمنستي" السلطات في تركيا على اتخاذ خطوات عاجلة لمنع سقوط المزيد من القتلى والجرحى والسماح للمتظاهرين بممارسة حقوقهم الأساسية، وذلك بعد تقارير عن مقتل شخصين على الأقل وجرح أكثر من ألف متظاهر في إسطنبول خلال اليومين الماضيين. وقالت المنظمة إن استخدام الشرطة للقوة المفرطة قد يكون أمراً روتينياً في تركيا، إلا أن التعامل بقوة مبالغ فيها مع احتجاجات سلمية بصورة كاملة في ميدان تقسيم كانت "حقاً مشينة". وقال جون دالهوسين، مدير المنظمة في أوروبا، إن هذا أشعل الوضع في شوارع إسطنبول، إذ أصيب العشرات. وأضافت المنظمة أنها تلقت معلومات عن أن المحتجين المصابين في المعتقلات وفي الشوارع مُنعوا من الحصول على الرعاية الطبية اللازمة. وانتقدت المنظمة عدم قيام السلطات بإبداء ما يشير إلى اتخاذها الخطوات المطلوبة لضمان أمن المتظاهرين والمواطنين بصورة عامة رغم تزايد الأزمة. تواصل الاشتباكات يأتي ذلك وسط تواصل الاشتباكات بين رجال الشرطة ومحتجين في مناطق بمدينتي إسطنبولوأنقرة الأحد (الثاني من يونيو/ حزيران 2013). لكن الشوارع كانت أهدأ بشكل عام مقارنة باليومين السابقين، حسب ما رصدت وكالة روتيرز. وأفادت الوكالة أن مئات المحتجين أشعلوا النيران في منطقة تونالي بالعاصمة أنقرة، في حين أطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع ومسحوق الفلفل لصد مجموعات من الشبان كانوا يلقون الحجارة قرب مكتب رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان في إسطنبول. مئات المعتقلين وعشرات الجرحى خلال يومين من الاحتجاجات العنيفة وكان ميدان تقسيم الواقع وسط إسطنبول، حيث تركزت الاحتجاجات، أهدأ بعد سحب شرطة مكافحة الشغب شاحناتها المدرعة في ساعة متأخرة من مساء السبت. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان، الذي يواجه إحدى أكبر حركات الاحتجاج منذ تولي حزبه الحكم عام 2002، قد أمر قوات الأمن بالانسحاب عصر السبت من ساحة تقسيم وحديقة جيزي، التي كان إعلان العزم على هدمها الشرارة التي أشعلت الصدامات. مستشار إردوغان: الحدث عن "ربيع تركي" غير واقعي وأعلن وزير الداخلية التركي مساء أمس أن الصدامات العنيفة التي دارت يومي الجمعة والسبت في إسطنبول والعديد من المدن التركية الأخرى أسفرت عن سقوط 79 جريحاً، هم 53 مدنياً و26 شرطياً، واعتقال 939 متظاهراً خلال أكثر من 900 تظاهرة جرت في 48 مدينة في سائر أنحاء البلاد. ولم تؤكد السلطات المعلومات التي ذكرتها منظمة العفو الدولية بشأن سقوط قتيلين. سياسياً، أتهم طه كينتش، مستشار رئيس الوزراء التركي، المعارضة بتحويل "الأمر من محاولة لاقتلاع شجرة إلى محاولة لاقتلاع إردوغان، وهذا أمر لا يمكن أن يتم بهذه الطريقة"، حسب تعبيره. وأضاف، في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرتها الأحد: "لقد عرفوا (المعارضون) أنهم لن يستطيعوا أن يهزموا إردوغان في صناديق الاقتراع، بعدما أظهرت استطلاعات الرأي أنه يحظى بتأييد يبلغ 52 في المئة بين الأتراك ، فلجأوا إلى هذه الوسائل". وأعتبر كينتش أن ما يُقال عن "ربيع تركي" أمر غير واقعي، لأنه "لا دكتاتورية في تركيا، والحكم يتم تداوله عبر انتخابات عامة شفافة وديمقراطية".