"العكشنة" كلمة مصرية أضحت كثيرة التداول في الوسط السياسي والإعلامي المصري بعد ثورة 25 يناير، وكتب عنها الكثير – مثل مقالات الإعلامي الكبير "وائل قنديل"-، وهي كلمة مشتقة من إسم الإعلامي المصري "توفيق عكاشة"، وتعني "الكذب البواح المثير للضحك"؛ ومن الأقدار أن يتواجد إسمان ل"عكاشة"؛ الأول هو "عكاشة" المصري –الذي سقطت عنه 6 أشهر سجنا في قضية سب وشتم زوجته بعد الادعاء بأنه "مجنون"- والذي يصنف كأكثر شخصية "إعلامية" مثيرة للاستغراب في شمال أفريقيا؛ والثاني هو "عكاشة" المغربي كأكبر سجن في شمال أفريقيا. فسبحان الله. و"العكشنة" ظاهرة مرتبطة بالإعلام "العلمانوي" المدافع عن مصالح "الدولة العميقة" و"الثورة المضادة" في وجه الإسلاميين/والديمقراطيين الذين وصلوا للحكم في دول الربيع بطرق ديمقراطية. والسبب وراء وصف "العكشنة" بأنها مثيرة للضحك فهو الكلام المتناقض، ومن أمثلثه في مصر، قول "العكش" كما يسميه المصريون، بأن "شفيق" حصل على 51 في المئة من الأصوات، مقابل 50 في المئة فقط "لمرسي"، وأن هذا الأخير–وهو مهندس في وكالة ناسا- زمن الحملة الانتخابية الرئاسية كان يداوي المحتاجين في عيادته الطبية ب 300 جنيه. وإذا كانت مصر تتميز بوجود العديد من "العكاشنة" في مختلف المجالات ولا سيما السياسية منها، فالأمر نفسه بالنسبة للمغرب. فا هو "العكش" الجديد زعيم حزب "الدجاجتين" يقول بأن الحكومة الحالية زادت في أسعار 2700 دواء تهم الفئات الفقيرة، مقابل تخفيض 350 دواء تهم أمراض الطبقات المحظوظة، فهل هناك أمراض خاصة بالفقراء وأخرى خاصة بالأغنياء؟؟؟ كما اتهم هذا "العكش" حزب العدالة والتنمية بخدمة الأجندة التركية –الإيرانية- الجزائرية- الإخوانية- القطرية، وقد نسي أن يضيف الأمريكية والإسرائيلية والحمساوية كما فعل زملائه في مصر، كما شبه "بن كيران" بأوفقير والدليمي. فهل بعد هذا الجنون من جنون؟؟؟ أما "العكش" صاحب "الوزن الثقيل" فقال بأن العدالة والتنمية يريد السيطرة ونشر "الظلامية" في مفاصل الدولة والمجتمع، أي أنه يريد ممارسة "العدلنة" على وزن "الأخونة" في مصر، ولو اطلع على لائحة المناصب السامية التي تمت دمقرطة الوصول إليها -بعدما كانت حكرا على "فصيلة نادرة" من المغاربة- لعلم أن الذين تم تعيينهم في المناصب الجديدة ومنهم أعضاء في حزبه يتجاوزون عدد أعضاء العدالة والتنمية "بسنوات ضوئية". أما "عكش" البام "فنحسه" هو إطلاقه "لعكشناته" بوجود "بن كيران" الذي لايبخل في "رد الصرف وفي البلاصة"، وقد كان آخر "عكشناته" هو اتهامه للوزير "الشوباني" بدعم إبنه للوصول لرئاسة جمعية الطلبة في تركيا؛ ولكن لأن "العكاشنة" يتشابهون في "فصائلهم الكلامية"، فعوض أن يقدموا استقالاتهم واعتذاراتهم عندما "يحصلون" ويفضحون تراهم يتسابقون في إطلاق "عكشنات" جديدة، رافعين شعار: "عشكن" ثم "عكشن" حتى تشغل خصمك. ملاحظة: إذا كانت في مصر ظهرت مجموعة من الكلمات للتعبير عن "العكشنة" في مختلف المجالات ك"البردعنة"، و"الحمدنة"، وزوج "العكش" كوصف لبعض الإعلاميات "المعكشنات"، ففي المغرب أصبحنا نجد "الشبطنة" و"الشكرنة" و"الشمسنة" و"السيطلة"، ونسأل الله تعالى ألا نصل لمرحلة "الشيطنة". هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.