كشفت نتائج دراسة أجرتها شركة "كاسبرسكي" المختصة في الأمن الإلكتروني أن حوالي 90 في المئة من أطفال المغرب يستعملون الهواتف الذكية بشكل يومي، و68 في المئة منهم يتوفرون على هواتفهم الخاصة. وأشارت الدراسة حول "مدى حماية الآباء المغاربة لأبنائهم على الأنترنت" إلى أن حوالي 90 في المئة من الآباء سبق وأن تجادلوا مع طفلهم حول أحد المواضيع المتعلقة بطريقة استخدام الأنترنيت، كما أن أزيد من نصفهم لا يثقون في استخدام أطفالهم للأجهزة والمحتويات الرقمية. ونبه التقرير إلى استخدام الأطفال للأنترنيت في التنمر، حيث سجلت الدراسة أن ثلث الآباء المغاربة كشفوا أن أطفالهم سبق وأن كانوا ضحايا التنمر عبر الأنترنيت، في حين أن 10 في المئة منهم أكدوا استدعاءهم من طرف مؤسسات أطفالهم بسبب المشاركة في إهانة أحد الأطفال عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي لا يعرف فيه حوالي نصف الآباء الطريقة التي يجب التعامل بها في حال تعرض أطفالهم للتنمر على الأنترنيت. وعلاقة بالمواضيع الجنسية، توقف التقرير عند كون 9 في المائة من الآباء المشاركين في الاستطلاع، أكدوا أن أبناءهم تعرضوا لمحتوى جنسي صادم خلال إبحارهم على الإنترنت، كما أن ربع العائلات أفادت بأن أطفالها سبق لهم مواجهة هذا النوع من المحتوى الذي يتجاوز سنهم. وحسب الدراسة، فلا يُمكن حصر مخاطر التعرض المفرط للشاشات والإنترنت بالتجارب السيئة التي يمكن أن يقوم بها الطفل على الإنترنت فقط، بل تتجاوز ذلك للوصول إلى المخاطر التي من شأنها أن تقف عائقا أمام نموه وقدرته الاجتماعية بالشكل السليم. وفي هذا الصدد، ترى ثلث العائلات المغربية أن صغارها أضحوا اجتماعيين أقل، منذ حصولهم على هاتف ذكي، وأشار 90 في المئة من الآباء إلى أنهم يشعرون بأنهم فقدوا التحكم التام على أبنائهم عندما يتعلق الأمر بعالم التكنولوجيا. وفي نفس الاتجاه، يرى 83 في المائة من الآباء المغاربة أن أطفالهم يواجهون في أغلب الأحيان محتوى عنيف على شبكة الإنترنت، كما أن 82 في المائة من الآباء يظنون أن الترفيه الرقمي يأخذ مساحة أكبر من اللازم في حياة أطفالهم، في حين أن 39 في المائة من الآباء المغاربة يمنعون على أبنائهم استخدام تطبيق "تيك توك"، رغم درايتهم الكاملة أنهم يتوفرون على حسابات ويشاهدون جميع المحتويات المنشورة عليه. ولضمان إبحار آمن للأطفال على الأنترنيت، نصحت الدراسة الآباء بمجموعة من الخطوات، على رأسها إرساء قواعد داخل المنزل والتمسك بها قدر الإمكان، مع ضرورة إدراك الأطفال أن وقت الشاشة محدود وغير مسموح بمشاهدتها على امتداد ساعات اليوم، كما أن الهاتف الذكي ممنوع على سبيل المثال خلال الأكل أو أثناء القيام بالواجبات المدرسية، وأن للوالدين الحق في الإطلاع على المحتويات المنشورة وغيرها من النقاط الأخرى.