دعت حركة "حماس" الفلسطينية، السبت، المغرب إلى التراجع العاجل عن الاتفاقيات الأمنية والعسكرية التي وقعتها مع إسرائيل مؤخرا، وقطع علاقته معها. ودانت الحركة، في بيان "توقيع اتفاقيات لا سيما عسكرية وأمنية بين المغرب والعدو الصهيوني"، واعتبرت أن ذلك "لا يمكن تبريره تحت أي ذرائع". ووصفت "حماس" تلك الخطوة ب"الانتكاسة"، معتبرة أنها "لن تؤدي سوى إلى استباحة السيادة المغربية، ومزيد من سفك دماء الشعب الفلسطيني، وارتكاب الجرائم والانتهاكات بحقه". وأضافت أن "المصالح الاستراتيجية لأمتنا العربية والمغرب جزء منها، لا يمكن أن تتحقق بالتحالف مع عدو الأمة وعدو شعبنا الفلسطيني الذي يرتكب الجرائم والانتهاكات اليومية". وقالت الحركة، إن "مكانة المغرب التاريخية ودور شعبه تجاه فلسطين والقدس لا يمكن أن يستقيم مع التطبيع والتحالف مع العدو الصهيوني، والإسهام في دمجه في المنطقة". واعتبرت "استقبال المغرب لوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس خطيئة كبرى بحق الشعب الفلسطيني وقضيته"، واصفة إياه ب"مجرم الحرب الذي لطالما افتخر بقتل العرب والفلسطينيين". وطالبت الحركة المغرب، "بالاستجابة لتطلعات الشعوب العربية والإسلامية، والعمل على محاصرة إسرائيل وعزلها، ودعم صمود الشعب الفلسطيني". والثلاثاء، وصل غانتس إلى العاصمة المغربية، في أول زيارة رسمية هي الأولى من نوعها لوزير دفاع إسرائيلي، استمرت حتى الخميس. وخلال الزيارة وقَّع المغرب وإسرائيل، مذكرات تفاهم للتعاون في مجالات منها الاستخبارات، والصناعات الدفاعية، والأمن السيبراني، والتدريب المشترك، فيما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه تم كذلك إبرام صفقة تبيع بموجبها إسرائيل مسيرات وأسلحة للمغرب. وكانت إسرائيل والمغرب قد أعلنتا نهاية العام الماضي، عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد توقفها منذ عام 2002. ومنذ ذلك الحين، تم افتتاح سفارة لإسرائيل بالمغرب خلال زيارة قام بها وزير الخارجية يائير لابيد إلى الرباط في غشت الماضي، كما أُعيد افتتاح مكتب الاتصال المغربي في تل أبيب وتدشين خط طيران مباشر بين البلدين. وأثارت إعادة التطبيع للعلاقات بين الرباط وتل أبيب انتقادات واسعة في المغرب، جراء استمرار احتلال إسرائيل لأراضٍ في أكثر من دولة عربية، ورفضها قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967، ومواصلة انتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني.