تعليق - شهد عيد العمال مفارقات سياسية وصفت بالغريبة لدى المتتبعين والمراقبين للوضع السياسي بالبلد، وتجلت أبرز هذه المشاهد في خروج عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة في مسيرة بالبيضاء مع الدراع النقابي لحزبه في مظاهرة ضد 'حكومته'، كما أطلق حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال النار على الحكومة رغم وجود حزبه بها كمكون أساسي لبقائها واستقرارها بل وتضمن مقال في جريدة "المساء" ليوم الأربعاء فاتح ماي تصريحا لشباط يقول إن 'المغاربة لم يبق لهم أي حل مع هذه الحكومة سوى الخروج للشارع لإسقاطها'، أما في فاس فقد تضامن 'مناضلوا' الإتحاد المغربي للشغل مع الشرطة وساندوها في اعتقال طالبين وطالبة بعد أن هتف مجموعة من الطلاب حسب مصادر من داخل المسيرة التي شهدتها المدينة 'بإسقاط النظام'، في حين المعطلون والذي لا يملكون شغلا ولا يعنيهم "فاتح ماي" حسب أحدهم فقد كانوا يتعرضون لقمع اعتادوا عليه أمام البرلمان، ولما حاولت إحدى السيدات التضامن معهم لم يتردد أمنيون بزيهم الميداني في سحلها وضربها في مشهد شبيه بالحادثة التي وقعت في ميدان التحرير، وأغضبت المصريين على العسكر بعد سحلهم لفتاة وتجريدها من حجابها أثناء مشاركتها في الاحتجاجات المناوئة للمجلس العسكري آنذاك. وقد انعكس المشهد الذي ساد الشارع المغربي على منتديات التواصل الاجتماعي، حيث قارن بعض الفيسبوكيين بين مشهد خروج رئيس الحكومة ضد نفسه وخروج الزعيم الراحل معمر القذافي في أول أيام الثورة الليبية في مظاهرة بطرابلس هاتفا مع المتظاهرين بإسقاط الحكومة. أما حميد شباط فقد تعرض لجملة انتقادات واسعة من في بعض الصفحات المحسوبة على أعضاء البيجيدي ووصلت الانتقادات حد دعوته إلى الانسحاب من الحكومة إن كان لا يقبل بها و يرى أنها فاشلة. أما إحدى صفحات المعارضة الراديكالية فقد علقت على ما حدث اليوم بالجملة التالية 'المغرب سيطر عليه المجانين للأسف... والشعب في غيبوبة'، وقد كان الكاريكاتير حاضرا في المنشورات حيث بث عدد من الناشطين رسوما كاريكاتيرية ساخرة من بعض الشخصيات النقابية. وأكد مراقبون أن عيد العمال لهذه السنة سيكون له ما بعده على الساحة السياسية، خصوصا أن اجتماع الأغلبية الحكومية الذي من المنتظر أن يناقش الأزمة الاقتصادية التي يمر منها المغرب سيجري يوما واحدا بعد التصريحات النارية لحميد شباط بهذه المناسبة، وهو ما يؤكد أن الإجتماع سيمر في جو من التوتر بين الأغلبية التي تعاني من خلافات مسبقا قد زاد هذا اليوم تعميقها من دون شك.