لم أكن أتصور أن مجرد إدلاء مدير موقع لكم علي أنوزلا برأيه في تدبير ملف الصحراء و أقول تدبير و ليس "مغربة" الصحراء، لأن موقف علي واضح هو نفسه موقف 35 مليون علي مغربي و مغربية, بحيث لا نحتاج إلى محاكم للتفتيش أو دروس من كل من هب و دب في المواطنة و تحديد خريطة المغرب ! فقط الرجل عبر على غرار الملايين من المغاربة الذين لا تعجبهم طريقة تدبير الملف بذلك الشكل المبتذل ؟ حيث احتكار "المخزن" للملف و توظيفه السياسي. إذ أصبح كل من يعارضه أو حتى يناقشه أو يجادله يتهمه بتهم جاهزة لا تحتاج إلى إعداد مسبق! و الحال أن الصحراء و غيرها من المناطق هي ملك للمغاربة و ليست ملك احتكار "للمخزن". و معارضة المخزن العتيق لا تعني بأي حال من الأحوال تخوين من يعارض سياسته الريعية. و عليه؛ لا يحق لشلة العام زين قصفنا بدروس في الدعم و التقوية في التربية المخزنية عوض التربية الوطنية و المواطنة. إنه لا يُصدَّق حجم الهجوم الذي يتعرض له علي و غيره من محاولات ضارية للشيطنة و التكفير السياسي و رفع حجاب المواطنة عنهم، لأنهم فقط عبروا عن رأيهم في طريقة تدبير الملف! حتى أنه استبيحت أعراضهم، و البارحة استبيح دم علي إذ نشرت بعض الثكنات "الإعلامية" المرتزقة خبر إقدامه على الانتحار طبعا في 3D ! نتيجة جرعة زائدة من "الفودكا" ! و لن أستغرب إذا ما نُشر خبر كاذب من أخبار وكالة فُودْكَا بْرِيسْ مفاده أن عبدو ربه قد أقدم على الانتحار !و لكن هذه المرة ليس نتيجة "الفُودْكَا" مثل علي ، بل ربما نتيجة جرعة زائدة من الزنجبيل أو "اللبن الحامض" أو ربما مشروب عود الأرك... و لأنها حملة منضمة، فقد سبقها تمهيد و مراحل إقصائية. إذ وصل قلم علي إلى قبة باليما، حيث همز بعض المتقاضين لرواتب معتبرة منددين بالأقلام التي لا تتبنى إديولوجية العام زين ! فهل أصبح العم مفيد بهذه الهشاشة و الهزالة التي مجرد مقال أو مقالين من الممكن أن تهدد "صفوفه المتراصة" ؟ لا أعرف هل المطلوب من المتحفظين و المنتقدين كيفية تدبير ملف الصحراء إظهار فضيلة الصمت و السكوت؟ أم المطلوب هو كتابة مقالات مادحة لسياسة العم مفيد، و المناقب السياسية الحميدة للسيدة "طامو" ؟ و كذا عن العبقرية الفذة في تدبير الملف بدء بإنشاء سياسة دبلوماسية ريعية تقوم على الريع بكل معانيه في الصحراء....أم المطلوب هو مرافقة الوفود السياحية التي تنشط ضمن الدبلوماسية الانتهازية و حضور مهازل تضييع المال العام.... إن ما يحدث من هستيريا من شأنها أن تزيد الطين بلة، فالمنهجية الفوكلورية التي يتم التعامل بها مع الملف و الاستعانة بالطبل و المزمار، و حشد جمعيات المجتمع المخزني حشدا بأساليب عتيقة في مناسبات لتبذير المال العام، و تكفير و شيطنة كل من تحفظ على سياسة التدبير المتهاكلة ...هي كلها دلالات على الارتجالية الكاملة. بل إنهم في الوقت الذي يتحدثون فيه عن مزايا الدستور الثوري غير المسبوق و الصلاحيات الرهيبة لرئيس الحكومة ! يتقزم دوره في تدبير الملف، و يضحي مجرد ستاندار و سيكرتير و تريتور يقوم بدعوة المدعوين بينما يتولى "الملأ" مهمة تسير الحفل و الاجتماعات التي وجودها كعدمها طالما الأحزاب السياسية مجرد "نزلاء كُومَة" يتم إخراجهم بين الفينة و الأخرى من غرف الإنعاش و التنفس الصناعي لترديد عبارات بعينها. بل من الممكن تسجيل هذه المداخلات الرهيبة في استدويوهات دار البريهي. لكي يتم إخراجها عند الحاجة طالما العبارات هي هي و الوجوه هي نفسها ! من أجل ترشيد للنفقات العمومية سيما و نحن في زمن التقشف و شد الحزام ! بصدق لا أعرف ما المطلوب ؟ إن ما كتبته و تكتبه بعض الأقلام "المستقلة" و الأقلام "المواطنة" على الشبكات الاجتماعية من تعبيرها و ضجرها على طريقة إدارة الملف، هو الترجمة الحقيقية لحالة الاستياء العام الذي يعيشه الشارع المغربي، و الترجمة الحقيقية عن "القرف" المستمر و المهازل المتتالية. و بعد كل هذه المهازل يحدثونك عن المواطنة و رص الصفوف و الظرفية الحرجة ؟ و عوض محاولة تقييم الذات و مراجعتها و تحكيم العقل . ينتقل المزمار من الحديث عن رص الصفوف و التعبئة إلى الحديث عن الانتصار الدبلوماسي الباهر الكاسح الماحق الذي حققه العم مفيد على العم سام! من الممكن أن يكون في رواية "العم مفيد" انتصارا دبلوماسيا كاسرا رادعا جعل العم سام في نصف ملابسه يرتعد من العواقب الوخيمة التي قد تناله سيما إذا أعلن العم مفيد فرض عقوبات اقتصادية عليه! بيد أنه لا يجب نسيان بأن العم سام قد أصبح منحازا بشكل غير مسبوق للمعسكر الآخر ! و لا ننسى أيضا أنه قد تم تدويل أو شبه تدويل "لمسألة حقوق الإنسان" في أقاليمنا الجنوبية ! حيث سنعيش في الأشهر القادمة حملة ابتزاز و استفزاز غير مسبوقة من طرف عدد لا يحصى من المراقبين سواء الحقوقيين أو الحكوميين... و لا أعتقد أننا سنمع بأخبار من قبيل منع وفد ما أو طرده كما كان يحدث من قبل. و كلما قبلنا و سعنا من عباءتنا كلما زادت عدد الاستفزازات و الابتزازات ..... أرجو أن لا ينساق علي و غير علي إلى استفزازات الثكنات "الإعلامية" و وكالات "فودكا بريس"، حتى لا تصبح المسألة شخصية. كما أرجو أن لا تفهم كلماتي على أنها توقيع على بياض لعلي و غيره؟ فأنا أدافع دفاعا مطلقا عن حقهم في التعبير الحضاري المسؤول من دون شرط أو قيد أو تنصيب لمحاكم التفتيش و أجهزة محاكمة النوايا. و إن كنت أختلف معه/و مع غيره في عدد من القضايا و الرؤى و زوايا النظر. من دون أن يصل الخلاف إلى حد التكفير السياسي و الإعدام الإعلامي المسلط على رقبة كل من سولت له نفسه و تجرأ و اعترض أو حتى تحفظ ....