قالت لجنة تحقيق مستقلة، الثلاثاء، إن أكثر من 216 ألف طفل وقعوا ضحايا لانتهاكات أو اعتداءات جنسية ارتكبها رجال دين كاثوليك في فرنسا بين عامي 1950 و2020. وقال رئيس لجنة التحقيق حول الاعتداء الجنسي في الكنيسة الكاثوليكية بفرنسا، جان مارك سوفيه، أثناء عرضه للتقرير أمام الصحفيين، إن "الإساءة الجنسية التي تعرض لها الأطفال كانت ممنهجة"، حسبما نقل موقع "فرانس 24". وأضاف أن "الكنيسة لم تتخذ الإجراءات اللازمة لمنع الانتهاكات، وغضت الطرف عنها أيضا، وفشلت في الإبلاغ عن الاعتداءات، وفي بعض الأحيان جعلت الأطفال عن قصد على اتصال مع المعتدين". ولفت سوفيه إلى أن "المشكلة لا تزال قائمة"، مشيرا أن "الكنيسة أبدت حتى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين لامبالاة تامة تجاه الضحايا، وبدأت فقط في تغيير موقفها فعليا منذ عام 2015". وأشار إلى أن "اللجنة نفسها حددت حوالي ألفين و700 ضحية، لكن دراسة واسعة النطاق أجرتها مجموعات بحثية واستطلاعية قدرت أن هناك حوالي 216 ألف ضحية". وأردف: "هذا العدد يمكن أن يصل إلى 330 ألفا إذا ما أضفنا الإساءات من قبل المعتدين العلمانيين العاملين في مؤسسات الكنيسة الكاثوليكية من معلمين في مدارس كاثوليكية وعاملين في منظمات للشبيبة وغيرهم". وأحدث التقرير الأخير هزة في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، بعد سلسلة من فضائح الاعتداء الجنسي في جميع أنحاء العالم، والتي غالبا ما تشمل الأطفال على مدار العشرين عاما الماضية، حسب المصدر نفسه. وأنشأ الأساقفة الكاثوليك في فرنسا اللجنة، التي عملت بشكل مستقل عن الكنيسة، نهاية عام 2018، لتسليط الضوء على الانتهاكات واستعادة ثقة الجمهور بالكنيسة في وقت تتضاءل فيه التجمعات. وفي السياق، قال فرانسوا ديفو، مؤسس جمعية "تحرير الكلمة" التي تهتم بضحايا الاعتداءات الجنسية في الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية، لممثلي الكنيسة "أنتم عار على إنسانيتنا". وأضاف ديفو خلال عرض التقرير: "في هذا الجحيم كانت هناك جرائم جماعية شنيعة، وخيانة للثقة وللأطفال"، كما اتهم الكنيسة ب"الجبن". ووجد التقرير، المؤلف من ألفين و500 صفحة تقريبا، أن "الغالبية العظمى من الضحايا هم من الفتيان في سن ما قبل المراهقة، من خلفيات اجتماعية مختلفة". وأوضح التقرير أن "الكنيسة الكاثوليكية، بعد دائرة الأسرة والأصدقاء، هي البيئة التي ينتشر فيها العنف الجنسي بشكل أكبر".