توصلت لجنة تحقيق فرنسية إلى أن أكثر من 216 ألف طفل كانوا ضحايا انتهاكات جنسية ارتكبها رجال دين كاثوليك في فرنسا منذ 1950. كشف جون مارك سوفي، رئيس لجنة التحقيق المستقلة في ندوة صحفية، اليوم الثلاثاء، أن بين 2900 و3200 شخص تورطوا في جرائم جنسية ضد الأطفال في الكنيسة الكاثوليكية في فرنسا خلال سبعين عاما، كما ورد في تقرير غير مسبوق سينشر الثلاثاء بعد انتظار طويل. وبعد عامين ونصف العام من العمل، نشرت اللجنة المستقلة المعنية بالاعتداءات الجنسية على الأطفال في الكنيسة منذ 1950، في تقرير يقع في "2500 صفحة" بما في ذلك الملاحق المرتبطة به، على حد قوله. وانشئت اللجنة المستقلة في خريف 2018 وتضم 22 عضوا متطوعين ويتمتعون بمهارات في مجالات عدة (قانونية وطبية ونفسية واجتماعية وتعليمية وحماية الطفل والتاريخ والعلوم الاجتماعية واللاهوت وغيرها). وكشفت تقرير لجنة التقرير أن أعمار الضحايا من الأطفال تتراوح بين 8 و13 سنة. أعربت الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية الثلاثاء عن شعورها ب"العار والهول" بعد صدور التقرير الذي خلص إلى أن الانتهاكات الجنسية على الأطفال ظاهرة منتشرة في الكنيسة، طالبة "الصفح" من الضحايا. وقال رئيس مجمع أساقفة فرنسا المنسنيور إريك دو مولان بوفور "أود في هذا اليوم أن أطلب منكم الصفح، أطلب الصفح من كل واحد وواحدة" وقبل سنوات شهد الرأي العام الفرنسي حالة سخط واسعة، جراء الكشف عن نقل توظيف الرهبان ، تبث تورطهم بالتحرش الجنسي بالأطفال إلى أفريقيا، بدلا من عزلهم ومحاسبتهم أمام القانون. وتعاني الكنيسة الكاثوليكية منذ عقود من اتهامات مشابهة بحق عشرات آلاف الأطفال، في مناطق واسعة من العالم، بدءاً من تشيلي في القارة اللاتينية الجنوبية، وحتى أستراليا في أقصى الشرق. وفيما عبر للفاتيكان عن شعوره ب"الخجل والأسف"، كلما تفجرت فضيحة من وكان السفير السابق للفاتيكان في واشنطن، وكبير الأساقفة، كارلو ماريا فيغانو، قد دعا البابا فرانسيس للاستقالة جراء تستره على حالات التحرش الجنسي بالأطفال ضمن حدود الكنائس، ما أدى إلى أخذ العالم الكاثوليكي لهذه النوع من التهم على محمل الجد. ونشرت منظمة الأممالمتحدة، عام 2014، تقريرا حول حالات التحرش الجنسي بالأطفال في الكنيسة الكاثوليكية. وجاء في التقرير، أن الفاتيكان يقوم بالتستر على قضايا التحرش الجنسي في الكنائس الكاثوليكية في الكثير من الدول حول العالم. وحسب دراسة أجراها معهد جون جاي التابع لمؤتمر كبراء الأساقفة الكاثوليك في الولاياتالمتحدة، عام 2004، فقد تعرض 10 آلاف و667 طفلا للتحرش الجنسي من قِبل أكثر من 4 آلاف راهب كاثوليكي، ما بين عامي (1950-2002).