ذات يوم أحد من شهرفبراير سنة 2011 و في عزربيع ديمقراطي ساخن خرجت حشود غفيرة من خيرة أبناء هذه الأرض الطيبة منتفضة ضد الفساد والاستبداد تصدح بحناجرها " الشعب يريد إسقاط الفساد" و أصبحت ايام الاحاد فيمغربنا أيام احتجاج بامتياز. بحت الحناجر وسلبت الحريات واستشهد من استشهد فلا الفساد سقط ولا نحن استرددنا ولو جزءا يسيرا مما نهب في غفلة منا. لا زالت دار لقمان على حالها، لا زال الماغول والتتار يصول ويجول ويعيت في الأرض فسادا. كل ما حققناه هو "عفا الله عما سلف". واليوم ها قد حلت ذكرى يوم الأرض، أرضنا التي ارتوت بدماء شهدائنا الأبرار الذين استرخصوا أرواحهم من أجل تحريرها من يد الإستعمار لكي يعيش في كنفها الخلف بأمن وأمان . نمشي في مناكبها دونما خوف أو وجل ، نقتات بما تجود به حقولها ونستظل بأغصان أشجارها ، نشرب ونزيل أوساخنا بمياهها. أرضنا هاته ، ها هي اليوم عبارة عن أسهم مطروحة في سوق الريع ، حقول وضيعات وغابات وهضاب ، قدمت في محراب المولاة كقربان للأحباب والمريدين والمداهنين ورهط من الوصوليين والانتهازيين . اقتلعوا أغراسها ودكوا آبارها وأقاموا فوقها مشاريع خير ونماء يقتسمون أرباحها فيما بيهنم. مياه عذبة تجود بها بطن أرضنا المعطاء، جففت مع سبق الإصرار والترصد وعبئت في قارورات تباع وبدون مزاد. بحار استنزفت من طرف أباطرة لا نعرف من هم ولا من أين أتوا . رغم كل هذا الاستنزاف الممنهج الذي يقترف في حقها فهي ملاذنا الأبدي عندما يحين أجلنا المحتوم يتساوى في أحشاءها الشهيد مع الخائن ، الضحية والجلاد ، العادل والمستبد ، سارق الأحلام والمحبط............ أخيرا ننحني إجلالا في يومنا هذا أمام أرواح شهداء العز والكرامة شهداء الحركات التحررية في العالم . المجد والخلود لشهداء حركة 20 فبراير. المجد والخلود لكل شرفاء هذا الوطن الجميل الذين لم يبدلوا تبديلا. وكل عام وأرضنا تستنزف بخير.