إن جسد المرأة لم يكن قط سلاحا و لكن يكون كذلك أبدا، رغم تصريح بعض الناشطات النسويات المنتميات للجيل الماضي بالعكس ، لأن الجسد مخلوق يجب احترامه، حبه و الحرس عليه. لقد راقبت باهتمام ظاهرة "الفيمن"، و التي تنبثق عن مبادئ بعيدة شيئا ما عن المشاكل التي يتخبط فيها العالم العربي اليوم حيث الهم الأول للحكام الجدد هو توسيع نطاق نفوذهم عبر إعادة أسلمة المنطقة سياسيا حسب طرقهم الخاصة. والسؤال الذي يطرح نفسه ، حين نشاهد الفتيات يتظاهرن عاريات أمام السفارات و القنصليات، هو هل يمكن استيراد جذور حركة مرتبطة بالاحتجاج لأجل الديمقراطية بروسيا وأوكرانيا لبلداننا العربية ؟ و هل سيكون لها تأثير على العقول المتطرفة المجمدة تحت ذريعة الإسلام. رغم أن الديكتاتورية هي دوما ديكتاتورية أينما كانت، لكن كيف لهذه الحركة أن تحتج ضد الإسلاميين بالعالم العربي، و في نفس الوقت ضد "بوتن" بروسيا رغم حربه على إسلاميي الشيشان، و ضد الفاتكان بروما، دوما بنفس الشعارات ؟ و بنفس طريقة التعري؟ و ما شأن التعري بالإحتجاج ضد الإسلاميين ؟ لا يفوتنا الدعم الإعلامي الذي يساعد على انتشار ظاهرة "فيمن" بهذه السرعة في منطقة المغرب العربي، رغم وجود سابق لشباب سلك طرقا ناجعة في المطالبة بالحريات أرغمت الحكومات على السقوط أو الرضوخ لمطالبهم، و بالتالي نجد أن حركة "فيمن" تخدم قبل كل شيء مصالح السلفيين، بإعطاء صورة مغلوطة عن ثورة التغيير و الحرية دون مبادئ نبيلة، و بالتالي تهدد كل ما بناه شباب الربيع و معاركهم اليومية من أجل استرجاع ثورتهم من أيدي السلفيين، و من جهة أخرى تمنح ذريعة قوية لمن يرغب في قمع المرأة و هضم حقوقها، و هنا نطرح السؤال: من يقف وراء "فيمن" اللواتي يحاولن السيطرة على احتجاجات النساء بالعالم العربي؟ ماذا يختفي وراء هذا "الشكل الإدعائي" للمطالبة بالحرية ؟ استعمال الجسد للاحتجاج داخل مجتمع يحاول المتطرفون السيطرة عليه، يعتبر خطرا على كل النساء و يقيد كل الحركات الكلاسيكية في المضي قدما بالمطالبة بحقوق الإنسان، و قد اتضح ذلك من ردود فعل بعض المسؤولين الحكوميين المتأسلمين، حتى النساء منهم، اللواتي شبَهن المتظاهرات بالحيوانات عوض التعبير عن رأيهم المعارض بطريقة مقنعة، و وضع المواطن أمام حرية اختيار هذا التيار أو ذلك ، و هذا يعني أن السيدة الوزيرة كانت جد مُهيأة لهذا التصريح، دون اعتبار من يعارض المنقبات أيضا . *صحفية و برلمانية سابقة بإيطاليا