مرت حوالي خمسة أشهر على انتظار المغرب مصادقة الكونغرس الأمريكي على بيعه طائرات صفقة تشمل أربع طائرات مسيرة متطورة للغاية من طراز "MQ-9B"، وبدلا من مصادقة الكونغرس، وجه بداية الأسبوع الجاري المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكي نيد برايس انتقادات للرباط بخصوص محاكمة الصحافيين وسجل حقوق الإنسان. وفي هذا الإطار، نقلت الصحيفة الإسبانية "لافنغورديا – lavanguardia" عن مصادر في الكونغرس الأمريكي أنَّ اللجنة الخارجية في مجلس النواب، التي يُسيطر عليه الديمقراطيون، عارضت منذ عدة أشهر مبادرتين رئيسيتين وردت في الاتفاق مع دونالد ترامب مقابل الاعتراف بمغربية الصحراء، وتتعلقان بفتح قنصلية أمريكية في الداخلة بمبرر عدم وجود دواعي ديمغرافية لذلك، وبيع المغرب طائرات بدون طيار مسلحة من طراز MQ-9B. وأكد المصدر ذاته أن الرئيس الحالي بايدن لم يفعل شيئًا للالتفاف حول "البلوكاج"، وتجاهل نوايا الرئيس السابق على الرغم من الدعم العام لمبنى الكابيتول لاتفاقيات "إبراهيم" التي روج لها ترامب بين إسرائيل ودول عربية مختلفة بما فيها المغرب، فإن طبيعة المعاملات للعديد من هذه الاتفاقيات، المصحوبة في كثير من الأحيان بمبيعات الأسلحة، تسببت في القلق منذ اللحظة الأولى بين المشرعين، فيما تبدو مناورات "الأسد الإفريقي"، التي تجري في المغريب، تخدم تعاونًا عسكريا لكنه بدونَ أثر سياسي في عهد الديمقراطيين. هل الأتراك بديلا؟ وفي مقابل تماطل أو تأخر الطرف الأمريكي، وقع المغرب، قبل شهور قليلة، عقدا لشراء طائرات الدرون الحربية التركية " Bayrakdar TB2″ وذكر موقع "ديفانس بوست" المتخصص في الصناعات العسكرية، أن القوات الملكية الجوية المغربية قدمت طلبا للحصول على تكنولوجيا الطائرات التركية التي تعتبر واحدة من أكثر الطائرات الآلية تطورا في مجال الدفاعات الجوية. ومن جهة أخرى كشفَ موقع "غلوبال ديفينس كروب- globaldefensecorp" المتخصص في الأسلحة، أن المغرب أبرم صفقة مع الشركة التركية "Aselsan" المصنعة للأسلحة، بقيمة 50,7 مليون دولار، من أجل الحصول على منظمومة "Koral-EW" وتُسمى أيضًا منظومة كورال للحرب الإلكترونية، وتتكون من وسائل اتصال عسكرية حديثة، وردارات، وأسلحة إلكترونية وأجهزة التحكم وإعطاء الأوامر. وتتوفر هذه المنظومة على نظام الملاحة وأسلحة أخرى، ولها القدرة على الوصول إلى الهدف في محيط 200 كيلومتر، وسيحصل عليها المغرب خلال سنتي 2023 و2024. وقال موقع " ديفانس وورلد" إن صفقة أخرى يبدو أنها أبرمت بشكل سري بين المغرب وتركيا، تتعلق بتزويد الجيش المغربي بعربات مدرعة حاملة للأسلحة، وقال المصدر إنه التقط شريط فيديو نشرته صفحة القوات المسلحة الملكية، وهي صفحة غير رسمية، يُظهر عربة من نوع "Ejder Yalçin" من الداخل، وأكد ذلك مصدر صناعي للموقع المذكور. ونشر ت نفس الصفحة، نقلا عن موقع گلوبال دفينس كورپ، أن المغرب بين سنتي 2023 و 2024 على منظومة الحرب الإلكترونية KORAL من شركة أسيلسان، عملاق صناعة الدفاع التركية، في إطار عقد تم توقيعه في يونيو الماضي بقيمة تناهز 42 مليون يورو.
وتعمل منظومة كورال بمدى يبلغ 200 كلم لكشف و تحليل اشارات الرادارات المعادية و خضاعها و التشويش عليها بل و توقيفها عن العمل. و قد أثبتث نجاعتها في تحييد خطر الدفاعات الجوية السورية عندما قامت تركيا بنشر قواتها في شمال سوريا. وقال مصنع نورول ماكينا التركي إنه لا يستطيع التعليق على ما إذا كان المغرب قد طلب عربات التنقل المردعة 4 × 4 وأن أسيلسان (شركة تركية للأسلحة) لم تحدد المغرب كواحد من عملائها حتى الآن. وأضاف المصدر "تركيا صدرت 20 ناقلة جند مدرعة مجهولة الهوية إلى دولة أفريقية أخرى، ويتعلق الأمر بتشاد في عام 2018، ويُعتقد أيضًا إنها مركبات إيجدر يالتشين. وبخصوص طائرات الدرون الحربية MQ-9B، قال المصدر ذاته إن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وقبل نهاية ولايته الرئاسية يوم 20 يناير الماضي، وافق أسابيع قبل ذلك التاريخ على بيع المغرب الطائرات المسيرة المذكورة، علما أنها المرة الأولى التي سيحصل فيها المغرب على سلاح متقدم للغاية لم يمضِ الكثير على دخوله الخدمة العسكرية في الجيش الأمريكي. وأكد المصدر ذاته أن صفقة أربع طائرات مسيرة كانت قيد التفعيل منذ شهور وقد يعطي الكونجرس إشارة خضراء في الأشهر المقبلة، ومن غير المعروف ما إذا كان العقد سيشمل أسلحة أو لا. وكان الديمقراطيون في عهد الرئيس الجديد عارضوا صفقة طائرات "إف 35" إلى الإمارات، وصفقات سلاح للسعودية. قبل أن يعلن البيت الأبيض تأجيل صفقة الإمارات وتجميد صفقات السعودية، ولم يقم بالتعليق على الصفقة الخاصة بالمغرب، فيما وكالة كشفت رويترز عن عزم البيت الأبيض الاستمرار في تصدير الطائرات بدون طيار إلى الدول التي طلبتها ومنها المغرب والتايوان.