انطلقت اليوم الثلاثاء جلسة جديدة من محاكمة الصحافي سليمان الريسوني، دون حضوره لقاعة المحكمة، وذلك تزامنا مع إكماله ثلاثة أشهر من الإضراب عن الطعام. وانطلقت جلسة المحاكمة دون حضور الريسوني الموجود رهن الاعتقال الاحتياطي لما يزيد عن سنة، وذلك رغم تأكيده أمس الاثنين على حرصه وتشبثه بالحضور، وإدانته لتغييبه تعسفا عن جلسات المحاكمة. وأكدت خلود المختاري زوجة الصحافي المعتقل بأن الريسوني راسل النيابة العامة وإدارة السجن من أجل الحضور إلى المحاكمة، لكنه لم يتلق أي جواب، في حين أكد دفاعه خلال الجلسة أنه مسلوب الإرادة، ويصر على حضور محاكمته. وقرر دفاع الصحافي الانسحاب من الجلسة بعدما رفضت المحكمة طلب إحضار سليمان إلى الجلسة، ورفضت باقي الطلبات، معتبرا أن استمرار محاكمته في غيابه هو مشاركة في جريمة ضده، خاصة مع ادعاء إدارة السجون والنيابة العامة أن الريسوني هو من يرفض الحضور. ويأتي غياب الريسوني عن هذه الجلسة، رغم إعلانه عن التوقف عن تناول السكريات منذ فاتح يوليوز الجاري، احتجاجا على تغييبه المتعمد عن جلسات المحاكمة، وعدم الاستجابة لطلبات دفاعه في نقله للإنعاش، وتمتيعه بالسراح المؤقت. ومنذ عدة جلسات والريسوني يغيب عن محاكمته، حيث سبق وأكد أنه طلب كرسيا متحركا وسيارة إسعاف لنقله نحو المحكمة، إلا أن طلبه قوبل بالرفض، قبل أن يوافق على الانتقال إلى المحكمة على أن تتحمل إدارة السجون مسؤولية ما قد يقع له، لكنه وبعد ارتداء ملابسه لم يأت أحد لاصطحابه للمحكمة التي كانت تعرف حضور منظمات حقوقية وطنية ودولية. وتدهور الوضع الصحي لسليمان الريسوني بسبب طول إضرابه عن الطعام، وأكدت زوجته أن حاله لا يصر الناظرين بعدما تشوه وجهه وجسده جراء معركة الأمعاء الفارغة، في حين أكد دفاعه أن حالته الصحية جد متدهورة، إذ لم يبق منه سوى هيكل عظمي. ويأتي تدهور الوضع الصحي للصحافي الريسوني، وسط تزايد المطالب الوطنية والدولية لشخصيات ومنظمات من مجالات وتيارات مختلفة بإطلاق سراحه واحترام قرينة البراءة، فضلا عن النداءات المتكررة لإنقاذ حياته، وهي المطالب والنداءات التي لم تلق إلى اليوم آذانا صاغية.