اعتبر الباحث أحمد الزيداني، أن هناك محاولات لتشويه صورة المقاومة الريفية، مشيرا إلى أن التاريخ هو مجموعة من الأحداث الماضية، ودور المؤرخ دراسة وتحليل هذه الأحداث بعيداً عن "لو"، وذلك في سياق الذكرى المئوية لمعركة أنوال. ووجه الباحث المقيم بالديارالإسبانية، في حوار مع موقع لكم"، انتقادات شديدة لمضمون المقال الذي كتبه الأكاديمي المغربي امحمد جبرون، تحت عنوان "هل أخطأ الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي في قيادة المقاومة؟"، والذي دعا فيه إلى إعادة قراءة تاريخ الثورة الريفية وقادتها، مشيرا إلى أنه من المناسب جدا فسح المجال أمام نقاش تاريخي جاد حول المقاومة المسلحة المغربية بشكل عام: مالها وما عليها، بما فيها الثورة الريفية بعيدا عن أيديولوجية «قدماء المقاومين»، وفي ما يلي نص الحوار: في سياق الذكرى المئوية لمعركة أنوال، أصدر الأكاديمي المغربي امحمد جبرون ، مقالا طويلا تحت عنوان "هل أخطأ الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي في قيادة المقاومة؟"، دعا فيه إلى ما أسماه نقاش تاريخي جاد حول المقاومة المسلحة المغربية بشكل عام: مالها وما عليها، بما فيها الثورة الريفية بعيدا عن أيديولوجية «قدماء المقاومين»، ما هي أبرز الملاحظات التي يمكن أن تكونوا قد سجلتموها حول هذا المقال ؟ نصادف هذه السنة الذكرى المئوية لمعركة أنوال الخالدة، والتي تعتبر فتحاً في عالم الحروب والمعارك. فالمقاومة الريفية مليئة بالدروس والعبر، استفادت منها شعوب مختلفة في نضالها التحرري، لكن في بلاد الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي ما زال هناك من يشكك في الثورة وأهدافها ووطنية قادتها. يظهر أن صاحب المقال اعتمد على فقرتين ادعى أنها من كتاب محمد حسن الوزاني دون أن يحدد اسم الكتاب ولا الصفحة، لذلك ملاحظاتنا ستعتمد بالأساس على ما جاء في كتاب محمد حسن الوزاني، حياة وجهاد، التاريخ السياسي للحركة الوطنية التحريرية المغربية ،الجزء 2، حرب الريف. يقول في خلاصته: حرب الريف كانت أعظم ملحمة في تاريخ المقاومة المسلحة المغربية دفاعاً عن الوطن ووحدته، وسيادته واستقلاله ضد دولتي العدوان والاستعمار، فرنسا وإسبانيا، فالحركة الريفية كانت بهذه الصفة رد فعل قومي ضد الغزاة الأجانب كما كانت انطلاقة وطنية كبرى... بل أكثر من ذلك، كانت حرب الريف الثورية إنفجاراً جهادياً أيقظ الشعور القومي ، وألهم الحماس الوطني في الأمة المغربية وقوَّى ما كان في معظم جبالها وسهولها، وصحاريها من مقاومة مسلحة ضد العدو المحتل، وكل هذا حفز الشباب المغربي أكثر إلى أن يتهيأ للوثوب السياسي، ويتأهب للنضال التحرري ، وقد تسلم الراية من يد المجاهدين الذين طالما أبلوا في ميدان القتال بلاء حسناً، فأدوا الواجب أحسن الأداء شهداء وأحياء، وخلفوا للشباب الوطني رسالة سامية مقدسة هي رفع مشعل النهضة الوطنية في المغرب... حياة وجهاد ص 463. فيما يخص ما جاء في المقال، بالطبع نحتاج لفتح نقاش تاريخي حول مرحلة مهمة من تاريخنا، وهذه حالة صحية بالمجتمعات التي تعنى بهويتها وتاريخها، لكن الشك في وطنية قادة المقاومة، لم يعد أمراً مقبولاً، فمنذ أكثر من نصف قرن تم حسم الموضوع من خلال دراسات وأبحاث علمية، وطنية ودولية، وهذا ما تؤكده وثائق جديدة تظهر من حين لآخر، يبدو أن كاتب المقال لم يطلع على هذه الدراسات والأبحاث. بالفعل هناك صفحات غامضة من تاريخ هذه المقاومة، وحسب تصريحات الأمير فإنه من أهم أسباب سقوط هذه التجربة الفريدة من نوعها بالعالم، أسباب داخلية، فلماذا لا يتم البحث فيها بنفس الموضوعية والتجرد والعلمية كما حدث مع المقاومين. نقطة أخرى لا تقل أهمية، و تتعلق بالحرب الكيميائية التي قادتها الدولتان بتواطؤ مع دول أخرى خاصةً بريطانيا وألمانيا، فما زالت الأبحاث المغربية ضعيفة في هذا الباب، وأغلب ما كتب في الموضوع تم نقله من أبحاث إسبانية، دون أدنى اعتبارات أخلاقية، وفوق كل هذا هناك غياب تام لأي دراسة حول استعمال فرنسا لهذا السلاح بالمغرب، فهذه الدولة تظاهرت برفضها استعمال هذا السلاح، لكنها بعد دخولها الحرب سنة 1925، لم تتردد باستعماله منذ البداية، بل أكثر من ذلك، فرنسا قصفت الريف بالسلاح الكيميائي سنة 1959 أي بعد استقلال المغرب(…)، وأمام هذا السكوت، نجد من يدعو لفتح نقاش تاريخي لتزييف وتحريف الحقائق التاريخية، ونبث النازعات الوطنية على أساس الكراهية. من أبرز ما أشار إليه جبرون في مقاله، هو (هل كانت نية" جماعة مولاي امحند " تأسيس دولة مستقلة في الريف وتفكيك الوحدة الترابية المغربية أم كانت تطمع لتحرير كامل المغرب؟) ما تعليقكم؟ يقول الوزاني في كتابه، "مباشرة بعد معركة أنوال دعا الأمير الخطابي سكان القبائل المنضوية تحت لواء الجهاد الوطني إلى إيفاد نوابهم والناطقين باسمهم إلى اجتماع عام، وعملاً بمبدأ الشورى تم تشكيل مجلس وطني من نواب القبائل المجاهدة يكون المرجع الأعلى، ويتولى وضع برنامج العمل، وخطة الجهاد، ويؤلف حكومة محلية وطنية تشرف على تدبير شؤون البلاد، ويكون من اختصاصها، التنظيم والتشريع في فترة الحرب". فحكومة الريف، كانت محلية لتدبير شؤون المنطقة وهي آخر ما وصلت إليه دساتير الديمقراطيات العالمية في تسيير بلدانها، بعد أزيد من خمسين سنة على إعلان حكومة الريف، ويضيف الوزاني في ص 367، " وباختصار فإن حكومة الريف حققت كثيراً من الإصلاحات الاجتماعية، والسياسية، والإدارية، والاقتصادية لتحويل حياة الريف إلى حياة عصرية متقدمة ومما استعملته في هذا، نشر التعليم وترغيب الناس فيه، وجميع الأجانب الذين تجولوا أنذاك بالريف اندهشوا للتطبيق المنجز، واعترفوا وأشادوا في الصحف والكتب، وكان الأمن والعدل منتشرين في كل مكان بالنسبة للمواطنين، وكان من نتيجة تلك التنظيمات والإصلاحات أن حلت الطمأنينة محل الاضطرابات، وتحسنت الأحوال الاقتصادية، وسادت أحكام الشريعة في كل الأرجاء، فأصبح بفضل هذا كله للثورة التحريرية الوطنية شأنها العظيم سواء في الداخل أو الخارج"، فإذا كان هذا حال الريف وهو في حرب مع قوتين أوروبيتين قبل قرن، فكيف لا يكون قادة المقاومة قدوة لأبناء الريف والمغرب في القرن الواحد والعشرين وهم يفتقدون أبسط حقوق يمكن أن يتمتع بها مواطن القرن الواحد والعشرين؟ بل نجد من يوجه لهم رسائل تنصحهم بإنكار تاريخ أجدادهم. وإذا كانت جمهورية الريف تسعى للانفصال، فكيف يمكننا فهم رسائل الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي إلى علماء المغرب؟ وهي رسائل بعيدة عن الصبغة القبلية المسيطرة في تلك الفترة، بل تجاوزتها لنطاق الوطن والأمة، ومضمونها تحرير البلاد من المستعمر كيفما كان لون رايته؟ بل وكيف يمكننا تفسير انتشار الثورة الريفية خارج الريف غرباً وجنوباً؟ أيضا من الإشارات التي خلفت نقاشا وسط المهتمين، هو ما اعتبره امحمد جبرون أن مصير الريف كان يمكن تفاديه لو أن محمد بن عبد الكريم الخطابي أحسن قراءة اللحظة التاريخية، واتخذ الموقف الصحيح من التاريخ والحاضر والمستقبل، مضيفا أن أبرز الأخطاء التي وقعت فيها الثورة الريفية والتي يجب الوقوف عندها بإمعان الموقف من السلطان والمخزن أو الوحدة تحت سيادة السلطان؛ وسوء قراءة الموقف الدولي من المقاومة وحركة التحرر بشكل عام في عقد الثلاثينيات؟ كيف ترون هذه القراءة؟ التاريخ هو مجموعة من الأحداث الماضية، ودور المؤرخ دراسة وتحليل هذه الأحداث بعيداً عن لو...وفي ثلاثينيات القرن الماضي، كان الأمير وعائلته يقضي عقوبة جائرة بعيداً عن بلاده بآلاف الأميال. فيما يخص موقف المقاومة وقائدها من السلطان، تجدر الإشارة إلى أن أغلب المؤرخين الذين تناولوا بالدراسة حياة الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي، ومنهم المؤرخة الإسبانية ماريا روسا دي مادارياغا، حسموا من خلال أبحاثهم عن طبيعة هذه العلاقة، ففي نفس يوم معركة أنوال 21 يوليو 1921، كتب الأمير باسم المقاومة رسائل للعلماء بتطوان وطنجة، تدعوا للجهاد لتحرير البلاد من المستعمر، وفي هذه الرسائل إشارة للسلطان المولى يوسف كأمير للمؤمنين. في 5 غشت من نفس السنة، ظهرت بشوارع طنجة ملصقات تدعو الشعب المغربي المسلم بدون استثناء للجهاد لتحرير كل المغرب من "العدو الأبدي"، إسبانيا المسيحية التي طردت المسلمين من الأندلس، وفي 1922 أرسل الأمير الخطابي بعثة خاصة لفاس لاستقبال السلطان وتقديم ولاء الريف، وأمام هذه المحاولات، نشرت السلطات الفرنسية، عبر أبواقها، أن عبد الكريم يريد السلطان لنفسه. وهذا ما أكده تقرير ليوطي لحكومته أواخر سنة 1924، " بأن عبد الكريم يعتبر السلطان الحقيقي بالمغرب بعد أن باع عبد الحفيظ البلاد لفرنسا اما مولاي يوسف فهو مجرد دمية بين يدي"، هناك تقرير مماثل حول الحالة السياسية والعسكرية في أبريل سنة 1925 – قبل أيام من بداية الحرب مع فرنسا- أعدته مصلحة الشؤون الأهلية والمخابرات بالإقامة الفرنسية، بمناسبة الاحتفال بانتصار المقاومة بجبالة واعتقال الريسوني، يؤكد التقرير أنه وعلى مدى ثلاثة أيام جاءت القبائل لمبايعة الخطابي الذي كان يرد عليهم " لست أنا السلطان، أنا قائد المجاهدين". وفي نفس الإتجاه ذهبت رسالة حدو بن حمو مبعوث الأمير للجنرال شامبرون Chambrun قائد القوات الفرنسية بجهة فاس، حيث أبانت عن "احترام وإخلاص للسلطان". وانطلاقاً من أبريل سنة 1925، دخلت المقاومة في حرب مع فرنسا، وبعد أن قضت على الاستعمار الكلاسيكي بقيادة ليوطي جاء الماريشال بيتان المزهو بانتصاراته بالحرب العالمية الأولى، فاستقبله السلطان وطلب منه: "أرحنا سيدي المرشال من هذا الفتان"، فاعتبرته المقاومة سجيناً لدى الفرنسيين. أما الوزاني فيقول حول هذا الموضوع، " أن محمد بن عبد الكريم رفض أن يكون له لقب سلطان، بل رضي بلقب أمير الريف، ولم يكن إلا أمير الجهاد دون مدلول آخر، والقائد الأعلى لقوات المجاهدين... وقد منع الأمير محمد بن عبد الكريم أن يذكر اسمه في خطبة الجمعة بمساجد الريف كرئيس لدولته وحكومته..." ويضيف الوزاني أن جميع الذين لزموا الأمير مدة الثورة أو بعد عودته من المنفى – وكنت منهم- أيقنوا بأنه لم يكن له أي طموح إلى المُلك، بل كان يفكر في استقلال الوطن بعد أن يتحقق استقلال الريف أخداً بالمبدأ الذي يقتضي أن يمارس جميع المغاربة حقهم في اختيار حكامهم". ص 358. مما قاله الباحث جبرون، أن قيادة الثورة الريفية لم تُحقق أيا من المطالب التي نادت بها.. واضطرت في النهاية للتفاوض على سلامة الزعيم وعائلته، والمقربين منه، بعد أن فقدت كل إمكانية للاستمرار في الحرب والمقاومة، هل من تعليق أو توضيح بهذا الخصوص ؟ من المهم في القراءات النقدية أن نضع الأمور في سياقها التاريخي، فالمقاومة بشمال المغرب استطاعت أن تقف أمام كل التحديات الداخلية والخارجية لأكثر من خمس سنوات، فمن جهة تواطأ المخزن والزوايا مع المستعمر، ومن جهة أخرى وضعت إسبانيا كل صناعتها رهن إشارة جيشها، كما أن فرنسا أرسلت المارشال بيتان ليقود تحالفها مع إسبانيا – بعد عدة قرون من العداوة بينهما- يضم أزيد من 60 جنرالاً، وجيش يفوق عدد سكان الريف، يكفي لاحتلال القارة الإفريقية، وكما تعلم فمجموع مساحة الريف لا تتجاوز واحد في المائة من مساحة أوروبا التي جرت بها حرب عالمية لم تصل همجيتها ولو جزء ما عاناه الريفيين، هذا في حد ذاته إنجاز يحسب للمقاومة وقائدها، ولا ينكره إلا جاهل بحقائق تاريخ المنطقة. يقول الوزاني في الجزء الثاني من كتابه، "استعملت الدولتان جميع قواتها ووسائلها براً، وبحراً، وجواً، بما في ذلك أسلحتها الفتاكة كالغازات السامة، للقضاء على الثورة الوطنية التي لا يمكن أن يستقيم بانتصارها أمر الاستعمار المتسلط على المغرب باسم "الحماية" المزورة". أما عن (استسلام) الأمير، أؤكد على القوسين، فكان لإنقاذ الريف وشمال المغرب من إبادة محققة قادها جيشين أوروبيين بتواطؤ مع كل القوى الاستعمارية الغربية، ورغم الاستعمال المفرط للقوة لم يستطيعوا القضاء على المقاومة، وفضلت فرنسا التفاوض مع الخطابي بوجدة ما بين 18 أبريل و6 ماي 1926، أمام المعارضة الشديدة للماريشال المغرور الرافض لكل "محاولات السلام" مع "الهمج". نعم "استسلم" الأمير والمقربين منه، دون أن يلتزم بالدعوة لإيقاف المقاومة، وهذا في حد ذاته سابقة سياسية وعسكرية في التاريخ المعاصر. فالمقاومة بعد استسلامه استمرت بالشمال لأكثر من سنة، أما فرنسافاستمرت المقاومة بمنطقتها – جبال الأطلس- حتى سنة 1934. فالرجل كان العقبة الوحيدة أمام توسع الإسبان بشمال المغرب، والتهديد الوحيد للوجود الفرنسي بشمال إفريقيا في الربع الأول من القرن الماضي، وبعد عودته من منفاه بجزيرة لارينيون 1947 حتى خروجها من الجزائر سنة 1962، حيث قاد المقاومة من القاهرة، من خلال لجنة تحرير المغرب العربي. فقط تجدر الإشارة أنه بعد القضاء على المقاومة بشمال المغرب، احتفلت فرنسا وحلفائها بالانتصار على الريفيين، فاجتمع تحت قوس النصر، يوم 14 يوليو 1927، الرئيس الفرنسي ورئيس حكومته والماريشال بيتان، والدكتاتور الإسباني، والسلطان مولاي يوسف وبعض أعيان المغرب، وبالمناسبة تم تأسيس مسجد باريس. من حين لآخر تظهر مقالات تدعو إلى إعادة قراءة تاريخ الثورة الريفية وقادتها، ماذا يمكنك أن تقول حول هذا الموضوع ؟ لن نجد أفضل مما خلص إليه محمد حسن الوزاني، في كتابه، يقول: ثورة الريف التحريرية، نفخت الروح في النفوس، وأحيت الضمائر، ومهدت السُبل، ورسمت الإتجاهات للجيل الناهض، فالشعب المغربي مدينٌ لها بما أحدثته من أثر فعال في نهضته الوطنية، وحركته السياسية، و وثبته التحريرية... (حياة وجهاد ج2 ص 464) الملحمة الريفية لم تكن تهدد فقط الاستعمار بالمغرب، بل في كل العالم المستعمر ولا سيما في العالم الإسلامي، وكما قال مالك بن نبي، الريفيون كانوا أسوداً يكافحون وحشاً يفترسنا جميعاً، وبطولات الريفيين كانت تثأر لشعبٍ لا يستطيع الثأر لنفسه" والريفيون كانوا يقاتلون من أجل الخلود وليس فقط من أجل البقاء. أما عن قائد الثورة وزعيمها، الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي، يقول أمير البيان، شكيب أرسلان، لا نبالغ إذا قلنا إن الأمير محمد عبد الكريم هو بطل الإسلام، وأسده الضرغام، والعلم المفرد، الذي سار بذكره القاصي والداني. لا بل إذا نظر الناس بعين الإنصاف، يجدونه بطل العصر الحاضر بين جميع الأمم، لا بين المسلمين وحدهم ". وفيما يخص موضوع "الجمهورية الريفية" الذي أثار جدلاً سطحياً، يهدف إلى إنكار حقيقة تاريخية لحاجة في نفس المشككين، فمن واجب مؤرخي الريف كيفما كانوا، وخاصةً إن كان مغربياً، أن يدونه بكل نزاهة وأمانة للحقيقة والتاريخ، فلا يلبس فيه الحق بالباطل، ولا يتخذه وسيلة وفرصة لخدمة أغراضه الشخصية، فيضلل بها القراء، ويشكك الباحثين، ويخفي – بدافع الانتهازية، والنفاق، والتزليف، والتنكر- حقيقة التاريخ الوطني عن الأجيال المغربية خاصة. أرى أنه من المناسب هنا أن أذكر صاحب المقال والذين يعملون معه في مشاريع لتشويه صورة المقاومة و قادتها، من خلال كتابات شادة أو "أعمال فنية" حقيرة، بالعودة لدراسة تاريخ المنطقة بعيداً عن أمراضهم الخبيثة، كما يمكنهم الاستفادة من ما وصلت إليه شعوب العالم في كتابة تاريخها.