تعرف الساحة الرياضية بمدينة طنجة نقاشا وجدلا كبيرا، حول حضور السياسيين والمنتخبين في المجال الرياضي، وذلك في سياق كشف عبد الحميد أبرشان رئيس فريق اتحاد طنجة لكرة القدم يوم 29 مارس 2021، عن لائحةالمكتب المديري لفريق اتحاد طنجة لكرة القدم للموسم الرياضي 2021/2020 ولجانه. وكان لافتا للمتتبعين، حضور أسماء سياسية وانتخابية ضمن تشكيلة المكتب وفي أهم المسؤوليات كما هي العادة، لعل أبرزهم، عبد الحميد أبرشان رئيس الفريق (رئيس مجلس عمالة طنجةأصيلة) وأحد أبرز الوجوه الانتخابية لحزب الاتحاد الدستوري، قبل أن يغير وجهته الحزبية حسب المعطيات التي حصل عليها موقع "لكم" بعد اللقاء الذي جمعه بعزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار يوم الأربعاء الماضي 07 أبريل بالعاصمة الرباط، بالإضافة إلى حسن بلخيضر النائب الأول للرئيسوالناطق الرسمي للفريق، (أحد أبرز الوجوه المعارضة داخل المجلس الجماعي لطنجة، ونائب رئيس مجلس عمالة طنجةأصيلة)، وهناك أيضا عبد السلام العيدوني نائب الكاتب العام، (نائب عمدة طنجة مكلف بالإشراف علىقطاع حفظ الصحة و الوقاية الصحيةو قطاع السير والجولان، وقطاع النقلوعلى المحجز الجماعي، ورئيس مجموعة الجماعات الترابية البوغاز). ومن المعلوم أن نادي اتحاد طنجة تاريخيا، تناوب على رئاسته كل من، عبد السلام الأربعين، محمد بوهريز، عبد الحق بخات، محمد الخمسي، المرحوم العربي بوراس، أمين أصوفي، إبراهيم الذهبي، المرحوم محمد الأمين الخصاصي، عادل الدفوف، عبد الحميد أبرشان، وكلهم مروا بالأحزاب السياسية وشاركوا في الانتخابات. وفي الوقت الذي اعتبر فيه حسن بلخيضر الناطق الرسمي لنادي اتحاد طنجة لكرة القدم، أن تواجد هؤلاء السياسيين هو إضافة للنادي، خاصة وأنالتدبير الرياضي يعتمد على التجربة والممارسة، اعتبرت فعاليات متتبعة للشأن الرياضي المحلي، في تصريحات لموقع "لكم"، أن اللائحة المعلنة جاءت "بنكهة انتخابية وبتوابل رياضية"، مبرزين،أن "فارس البوغاز"هو في صلب الصراع السياسي و تجاذباته. رؤساء اتحاد طنجة والسياسة حسب رشيد الحديفي الباحث في تاريخ الرياضة بالمدينة، فإن جميع رؤساء فريق اتحاد طنجة لكرة القدم كانت لهم علاقة بالسياسة وشاركوا في الانتخابات وتحملوا مسؤوليات داخل المؤسسات المنتخبة، مشيرا إلى أنه بمجرد ذكر الأسماء التي مرت من رئاسة اتحاد طنجة، تثار معه الانتخابات والسياسة. وأشار الحديفي في حديث مع "لكم"، إلى أنه يتذكر في عهد الرئيس السابق لاتحاد طنجة عبد السلام الأربعين، كيف كانت ترفع شعارات الفريق في الحملة الانتخابية لحزب الاستقلال الذي كان يترشح الأربعين بإسمه. وبخصوص الائحة المعلنة، أشار المتحدث إلى أن ردود فعل المهتمين تباينت ما بين مرحب وغاضب على الأسماء المعلنة،مشيرا إلى أن هناك من يرى استغلال النادي في متاهات أخرى لا علاقة لها بالرياضة، معتبرا أن هناك تواجد قوي لما يصطلح عليهم ب"الكائنات الانتخابية"، وهي في غالبيتها تنتمي للحزبالذي ينتمي إليهرئيس النادي عبد الحميد أبرشان. وتساءل الحديفي، هل المكتب قيس على مقاس سياسي؟ قبل أن يضيف، إذا كان الأمر كذلك فأعتقد أن الضربة ستكون قاسية إذا فشل الفريق لا قدر الله في ضمان البقاء بقسم الصفوة، خاصة وأن المؤشرات تدل على أن اتحاد طنجة سيعاني هذا الموسم لا سيما وأن له ست هزائم وإذا استمر الأمر على ما هو عليه يمكن للمكتب أن يؤدي ضريبة كبيرة إذا تزامنت مع الحملة الانتخابية، متمنيا أن يكون الفريق بعيدا عن هذه المرحلة. واستدرك المتحدث، لا ننكر أن الائحة ضمت كذلك مجموعة من الأسماء التي تعتبر خارج الأمور السياسية، منها رشيد حسني المعروف بدعمه للمجال الرياضي المحلي، أيضا المحامي محمد أحكاز البعيد عن السياسة، وأنس السهلي، وباقي الأسماء ليست لها شهرة رياضية كبيرة في المدينة، مسجلا غياب نائب العمدة المكلف بالمجال الرياضي (العدالة والتنمية) الذي كان ضمن تشكيلة المكتب السابقة، معتبرا أن الأمر يتعلق بمقص سياسي أكثر منه رياضي، والأمور واضحة في هذا السياق. مكتب بدون مشروع وحول برنامج المكتب المسير المعلن، قال رشيد الحديفي، أن هذا يطرح العديد من الأسئلة بشأنه، كيف أن الرئيس أعلن عن أسماء فريقه دون أن يعلن معه عن مشروعه، موضحا أنه إذا أردنا محاسبة المكتب فعلى أي أساس ستكون المحاسبة، كل واحد من المكتب ماذا قدم؟ وهذه اللجن ماذا فعلت؟ وهو ما يجعلنا نطرح السؤال، هل العمل بمشروع وبرنامج أم بعشوائية؟ خاصة وأن النادي يعاني على مجموعة من المستويات منها، التكوين وكثرة الانتدابات. وسجل الباحث مجموعة من الملاحظات منها أنه الإعلان عن لائحة المكتب جاء بتأخر يفوق ثلاثة أشهر عن الجمع العام، كما أن عدد أعضاء المكتب يوازي نصف المنخرطين الذين حضروا الجمع العام الأخير الذي انعقد يوم 22 دجنبر بحوالي 54 منخرط، بحيث أن عدد أعضاء المكتب المعلن عنه وصل 26 عضو. طابع سياسي محض من جانبه، وفي تعليقه على أسماء المكتب الجديد، قال حسن المزدوجي المهتم بالشأن الرياضي المحلي، أنه من خلال إلقاء لمحة خفيفة على تشكيلة مكتب اتحاد طنجة لكرة القدم يتضح بما لا يدع مجالاً للشك ان سياسة الارضاءات وجبر الخواطر والمحاباة هي السائدة ناهيك عن طابعها السياسي المحض . واعتبر في تصريح لموقع "لكم"، أن أغلب الوجوه هي مستهلكة لم تأتي في السابق بأي جديد، بعضهم لا علاقة لهم بالرياضة، ومجموعة منهم من نفس الحزب مما يضفي على اللائحة نكهة انتخابية بتوابل رياضية ، مبرزا أن بعض الأعضاء ناس لا تربطهم بالرياضة سوى مصالح شخصية ضيقة. وخلص المزدوجي، إلى أنه في العموم المكتب مزيج من رجال اعمال واعلام وسياسة وسماسرة، متمنياأن يمر هذا العام بخير . مشروع النادي مرهون بنجاحات الرئيس السياسية أما محمد البشير العجوق الإعلامي الرياضي، فقد قال لموقع "لكم"، سيكون من غير المقبول القول أن فريق اتحاد طنجة بعيد عن معترك السياسية أو بمنأى عن الأحزاب السياسية، فيكفي النظر إلى التركيبة الأخيرة للمكتب المديري الجديد الذي يرأسه عبد الحميد أبرشان لنتأكد بما لا يدع مجالا للشك أن فارس البوغاز في صلب الصراع السياسي و تجاذباته. وأوضح العجوق، في تصريح لموقع "لكم"، أن اتحاد طنجة لا يشكل استثناء على هذا المستوى، فظاهرة الزواج القسري بين السياسية و الرياضة و تحديد لعبة كرة القدم الأكثر شعبية عبر العالم تعرفها جل الأندية الوطنية (مع بعض الاستثناءات)، حيث تصبح الكرة عند كل استحقاق انتخابي قنطرة لتسويق وجوه "جديدة" و أداة لتوسيع قاعدتهم الجماهيرية بما يضمن لهم الوصول لأكبر عدد من الناخبين أملا في كسب أصواتهم. ورأى المتحدث،أن هذا الزواج القائم بين السياسة والرياضة سيف ذو حدين، فمن ايجابيته يضيف البشير العجوق انالفريق الذي يقوده سياسي نافذ أو الذي يضم في عضويته تمثيلية سياسية يستفيد من العلاقات المتشعبة لهؤلاء الساسة،بما يضمن حصول هذا الفريق على بعض الامتيازات سواء كانت مادية أو غيرها، فكما هو معروف فإن أغلب الأندية تعتمد في مداخيلها على منح الهيئات المنتخبة و بالتالي نفوذ مسيري هذه الأندية قد يكون واحدا من العوامل في تحديد نسبة هذه المنح، و ما دمنا نتحدث عن اتحاد طنجة فإن الفريق يحصل تقريبا على نصف ميزانية تسييره السنوية من الهيئات المنتخبة الثلاث (مجلس المدينة و مجلس العمالة و مجلس الجهة). وأبرز الإعلامي الرياضي، أن نفوذ السياسي وعلاقاته يسمحأيضا بفتح قنوات التواصل مع المؤسسات الاقتصاديةرغبة في الحصول على مستشهرين كباريضخون في صندوق الفريق دعما ماليا كبيرا. أما منناحية سلبياتتواجد السياسي في المجال الرياضي، فقد اختصرها المتتبع الرياضي، في نقطتين أساسيتين، الأولى أن الفريق قد يقع ضحية لصراع سياسي، فتقفل في وجهه صنابير الدعم و يجد نفسه أمام "فيتو" حزب منافس، والثانية أن الفريق لا يكون مؤسسة قائمة الذات بل فريق مرتبط بهذا الشخص أو ذاك، حيث يصبح مشروع النادي وخاصة الطويل المدى مرهونا بنجاحات الرئيس السياسية، وبالتالي أي انتكاسة سياسية لهذا الرئيس تعني فشلا حتميا لهذا النادي. تشكيلة المكتب المديري عادية جدا حسن بلخيضر، النائب الأول لرئيس فريق اتحاد طنجة لكرة القدم والناطق الرسمي، فقد اعتبر في حديث مع موقع "لكم"، أن تشكيلة المكتب المديري عادية جدا، مشيرا إلى أنها نفسها تقريبا التي دبرت الموسم الماضي، مؤكدا أن الرئيس حاول الحفاظ على ركائزها وتدعيمها حيث ان التدبير الرياضي يعتمد على التجربة والممارسة. وحول ما راج حول إقصاء بعض الأسماء خاصة المنتمية للخصوم السياسيين، أكد بلخيضر على أنه لايوجد هناك أي اقصاء، وأن عزيز الصمدي (نائب عمدة طنجة المنتمي لحزب العدالة والتنمية) انتقل الى تسيير فريق محلي آخر. ولم يفت الناطق الرسمي باسم اتحاد طنجة التأكيد على أن مشاركة السياسي في الرياضة هو اضافة لها، وليس العكس ومن يتوهم ان هناك استغلال للرياضة فهو لا يعرف الواقع،فممكن لمن يدبر الرياضة ان تحد من شعبيته وليس العكس.