يقولون إن التاريخ يكرر نفسه في بعض الحالات، وعلى أن مشيئة القدر تصنع في فترات أخرى أشياء تبدو فعلا غريبة، فللمرة السادسة على التوالي تضع قرعة نهائيات كأس إفريقيا للأمم المنتخب المغربي في مواجهة مباشرة مع البلد المضيف، ولم يسبق له في أي من المرات التفوق ولا تحقيق التعادل حتى، حيث أصبح المغاربة يؤمنون كل مرة تضع فيها القرعة الأسود في القفص نفسه مع أصحاب الضيافة، بخروج محبط وتسليم رقبتهم للمصير المنتظر وهو الخسارة. لذلك لا يلقي المغاربة بالاً للمواجهة الصادمة والحاسمة في الوقت نفسه والتي ستجرى غدا أمام منتخب جنوب إفريقيا بعد الورطة التي دخلها رشيد الطوسي ولاعبوه بمحض إرادتهم وهم يقبلون بتعادل ثان مخيب أمام منتخب مغمور صنع تاريخه على حساب الكرة المغربية، منتخب الرأس الأخضر الذي استطاع تسجيل أول أهدافه في أولى مشاركاته في أمم إفريقيا في مرمى عميد المنتخب المغربي نادر لمياغري. تعادل لا يسمن ولا يغني من متاعب في الجولة الختامية، إذ إن طريق العبور والتأهل أصبح مرهونا بالفوز على منتخب الأولاد دون انتظار للمعجزة في زمن نزلت فيه المعجزات. ففي نسخة 2000 في نيجيريا وجد أسود الأطلس أنفسهم في وضع مشابه في الجولة الأخيرة أمام نسور نيجيريا وكان يتعين عليهم وقتها التعادل فقط للتأهل رفقة المنتخب التونسي الشقيق قبل أن يخسر أشبال المدرب هنري ميشيل المباراة بهدفين نظيفين حكما عليه بالإقصاء المبكر ومغادرة الدورة من دورها الأول. نسخة 2004 كرست عقدة أصحاب الأرض وهذه المرة في الدور النهائي بعد خسارة المنتخب المغربي لقاءه أمام نسور قرطاج بهدفي سانتوس والجزيري ليقبل بالوصافة التي لم يكن ليراهن عليها أحد. وتواصل سيناريو الاستعصاء أمام البلد المضيف سنة 2006 لكن بشكل مختلف هذه المرة إذ احتكم المنتخبان المغربي والمصري لتعادل سلبي حكم في نهاية المطاف على مجموعة محمد فاخر بالخروج من الدور الأول بعد عبور الفراعنة وفيلة كوت ديفوار اللذين تقابلا في اللقاء النهائي لاحقا. وفي بطولة الأمم 2008 تواصل العزف الحزين نفسه بخسارة منتخب المغرب لقاءه الفاصل في الجولة الأخيرة أمام البلاك ستارز والخروج من الدور الأول كالعادة. غاب المغرب عن كأس الأمم 2010 في أنجولا لكنه وجد نفسه في نسخة 2012 مجبراً على ملاقاة الجابون المضيف ليخسر الأسود لقاءهم الفاصل أمام الفهود الجابونية بثلاثية أعلنت إفلاس مجموعة المدرب البلجيكي جيريتس والخروج التقليدي من الدور الأول بكل تداعياته النفسية على جمهور وشعب بأكمله ظل يتطلع لكأس ثانية بعد كأس بلاد الحبشة سنة 1976. هذه المرة في جيب المنتخب المغربي نقطتان من تعادلين، والفوز على منتخب جنوب إفريقيا صاحب الضيافة هو البوابة الرئيسة للمرور للدور الثاني، الشيء الذي يرى فيه المغاربة معادلة مستحيلة قياسا بسابق التجارب التي تكسرت فيها شوكة الأسود كلما واجهوا منتخب البلد المضيف،إلا إذا كان التاريخ لا يريد تكرار نفسه هذه المرة وهو ما يتمناه كل المغاربة. --- لقراءة المزيد عن أخبار "الكان" تابع لكم الرياضية بالضغط هنا.