جنبت قرعة أمم إفريقيا 2013 المنتخب المغربي لكرة القدم الوقوع في مجموعة الموت الرابعة والتي شهدت وجود كل من تونسوالجزائر والكوت ديفوار والتوغو، لكنها لم تجنبه السقوط في مجموعة البلد المنظم وهو الشبح المخيف لكل عشاق كرة القدم المغربية ومنتخبها الوطني. وساد جو من التفاؤل الحذر أوساط المهتمين لكون المجموعة متوازنة وضمت منتخبي أنغولا والرأس الأخضر واللذان لم يشكلا في السابق عقبة كبيرة لأسود الأطلس ولا يحتفظ لهم التاريخ بذكريات سيئة. ويبقى الشبح المخيف للمغرب هو سقوطهم في مجموعة البلد المنظم للمرة الخامسة في مشوارهم، حيث شهدت المرات الأربعة السابقة الخروج من الباب الصغير، كما واجهة المغرب البلد المنظم سابقا 3 مرات أخرى في أدوار متقدمة، إثنان في نصف النهائي وواحدة في النهائي والنتيجة لم تتغير الهزيمة الخروج أو فقدان اللقب. وبدأت حكاية المنتخب المغربي مع البلد المنظم في نهائيات 1980 حيث واجهوا نيجيريا في نصف النهائي وخرجوا بعد الهزيمة 0-1 ، وهي نفس النتيجة التي عرفتها المواجهة الثانية وفي نفس الدور وكانت في مصر 1986 وأمام الفراعنة. وشهدت أمم إفريقيا في نسخها السبعة الأخيرة مشاركة المغاربة 6 مرات واجهوا خلالها البلد المنظم في 5 منها وكانت النتيجة واحدة ولم تتغير هي الإقصاء أو الهزيمة. وخرج المغاربة من الدور الأول في نسخة 2000 بعد خسارتهم المقابلة الثالثة أمام نيجيريا شريكة الضيافة ب2-0، وكان يكفيهم تجنب الهدف الثاني لبلوغ ربع النهائي الذي كان في صالح المنتخب التونسي الذي تساوى مع المغاربة ب4 نقط، لكنه تأهل لتسجيله 3 أهداف وتلقيه 4 ،بينما سجل المغاربة هدف يتيم وتلقوا هدفين. ورغم كون نسخة 2004 تبقى ثاني أبرز مشاركة في تاريخ المغاربة بعد لقب 1976،إلا أنهم خسروا اللقب رفقة المدرب بادو الزاكي في النهائي بعد سقوطهم أمام البلد المنظم تونس بهدفين لهدف. وسجلت المغرب أسوء نتائجهم بعد الخروج من الدور الأول في نسخ 2006 و2008 و2012 والقاسم المشترك كان هو السقوط في مجموعة البلد المنظم. ففي نسخة 2006 خرج المغاربة بعد الهزيمة أمام الكوت ديفوار بهدف نظيف وتعادلين سلبيين أمام مصر وليبيا، بينما في نسخة 2008 كانت البداية بالفوز على نامبيا 5-1، ثم الهزيمة أمام غينيا 2-3 ،و المغادرة على يد غانا المستضيف ب2-0. ولازال الجمهور المغربي يحمل ذكريات سيئة عن النسخة الأخيرة بالغابون وغينيا الإستوائية، حيث ودع الأسود بعد الخسارة من تونس 1-2 والغابون شريك الضيافة 2-3 ولم ينفع الفوز على النيجر 1-0 سوى في حفظ ماء الوجه. وعلق أحد الظرفاء على توالي سقوط المنتخب المغربي في مجموعة البلد المستضيف في القرن الحالي، كون الجمهور المغربي أصبح يخشى أن تسقط أسود الأطلس في قرعة نهائيات أمم إفريقيا 2013 في مجموعة المغرب البلد المنظم، وهي نكتة رغم استحالتها تعبر عن الخوف من شبح الخروج والهزيمة. ويعرف رشيد الطاوسي و طاقمه التقني جيدا هذه المعطيات وسبق لوليد الركراكي مساعد المدرب أن عبر عن أمله في أن ترحم القرعة المنتخب المغربي من عقدة البلد المنظم، لكن نجم الوداد والمنتخب المغربي السابق عزيز بودربالة شاء أن يضع بلده في مجموعة لم يتمناها المغاربة، لكونه هو من سحب قرعة السلة الثالثة والتي ضمت إلى جانب المغرب كل من الجزائر و بوركينا فاصو و النيجر. وتبقى المقابلة الأولى أمام أنغولا في النهائيات القادمة حاسمة، لكون الفوز بها قد يجعل رشيد الطاوسي يحل عقدة ثانية ،بعدما أهل المغاربة لنهائيات تقام بجنوب إفريقيا للمرة الأولى في تاريخ كرة القدم المغرب، ويأمل عشاق الكرة أن يفك العقدة الثانية عبر التأهل من مجموعة البلد المنظم وعقدة ثالثة عبر تحقيق الفوز عليه، خصوصا أن المواجهات السبع السابقة للأسود مع المستضيفين شهدت 6 هزائم وتعادل يتيم.