تستعد النساء لتحقيق تقدم على صعيد حقوقهن في المغرب مع ترقب الغاء قانون موضع انتقادات شديدة يسمح لمغتصب قاصر بالافلات من السجن من خلال الاقتران بضحيته، غير ان الطريق نحو المساواة في الحقوق لا تزال طويلة كما تشهد وقائع مختلفة سجلت اخيرا. ففي خضم ما يسمى الربيع العربي اعدت المملكة دستورا في منتصف العام 2011 يكرس "المساواة في الحقوق والحريات"، فيما اضاف الفصل 19 منه ان الدولة تعمل على تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة. فقبل بضعة اشهر صدمت البلاد بانتحار الفتاة امينة الفيلالي (16 عاما) التي ارغمت على الزواج من مغتصبها لينجو بذلك من السجن بموجب الفصل 475 من القانون الجنائي. والاثنين، عبرت الحكومة الاسلامية عن دعمها لاقتراح قانون ينص على ابطال هذا الفصل الذي ينص على ان "من اختطف أو غرر بقاصر تقل سنه عن 18 سنة بدون استعمال عنف ولا تهديد ولا تدليس أو حاول ذلك، يعاقب بالحبس من سنة الى خمس سنوات وغرامة من مئتين الى خمسمئة درهم". لكن فقرته الثانية تقول "ومع ذلك فإن القاصرة التي اختطفت أو غرر بها، إذا كانت بالغة وتزوجت من اختطفها أو غرر بها فإنه لا يمكن متابعته الا بناء على شكوى من شخص له الحق في طلب إبطال الزواج، ولا يجوز الحكم بمؤاخذته إلا بعد صدور حكم بهذا البطلان فعلا". واكدت وزارة العدل والحريات المغربية الثلاثاء في بيان انها مستعدة للذهاب ابعد في تشديد العقوبات عبر رفعها الى عقوبة السجن 30 سنة بدلا من خمس سنوات حاليا. وعلق وزير العدل والحريات مصطفى الرميد على هذا الموضوع بقوله ان التعديلات من شأنها ان تضمن الحماية الضرورية للقاصرين من كل الاعتداءات الجنسية. وقال رئيس المجلس الوطني لحقوق الانسان (رسمي) ادريس اليزمي من جهته لوكالة فرانس برس ان الطريق باتت ممهدة في الوقت الحاضر لتصويت ايجابي من مجلسي البرلمان. واعتبر ان "المسالة ليست مجرد التأكيد على مبدأ المساواة بل رؤية كيف نذهب نحو المساواة"، لافتا الى ان المجلس الوطني لحقوق الانسان "كرس مذكرته الاولى لهذا الموضوع المركزي" وخصوصا انشاء هيئة عليا حول المساواة كما ينص الدستور. وبمبادرة من الملك محمد السادس اعد المغرب منذ العام 2004 قانونا جديدا للاحوال الشخصية (مدونة) يضع قيودا شديدة على تعدد الزوجات. لكن ورش العمل تبقى عديدة وخصوصا حول زواج القاصرين الذي تثير المعطيات بشأنه القلق. فقد اوردت صحيفة لوسوار ايكو ان حالات زواج القاصرين ارتفعت من 29847 في العام 2008 لتتجاوز عتبة 34 الفا في العام 2010. وثمة موضوع اخر مثير للقلق هو "العنف تجاه النساء" كما اشارت رئيسة الجمعية المغربية للحقوق الانسان خديجة الرياضي. واوضحت وزيرة المرأة والاسرة والتضامن والتنمية القروية بسيمة حقاوي وهي الوزيرة الوحيدة في الحكومة المغربية التي يهيمن عليها حزب العدالة والتنمية الاسلامي الفائز الاكبر في الانتخابات التشريعية في ،2011 ان ستة ملايين مغربية يقعن ضحايا العنف الجسدي او الشفوي، اكثر من النصف في الاطار الزوجي. وتشهد وقائع مختلفة حدثت اخيرا للمآسي التي تعشها بعض النساء في المغرب. ففي مطلع يناير اثارت محاولة انتحار - صورها احد الجيران- لخادمة موجة جديدة من الاضطراب. واكدت الشابة التي قفزت من الطابق الرابع لاحد المباني انها تعرضت للاغتصاب قبل سنتين ثم رفضتها عائلتها وعزت اقدامها على محاولة الانتحار الى "لامبالاة المحيطين بها ومواصلة استغلالها". وبحسب الجمعيات فان المملكة تعد حتى 80 الف قاصر يعملن كخادمات. والاسبوع الماضي، تمت تبرئة نائب مغربي في حكم استئناف بعدما كانت غرفة الجنايات الابتدائية حكمت بسجنه لعام في قضية اغتصاب اثارت ردود فعل غاضبة في المجتمع المدني. وقالت خديجة الرياضي ان الدستور سمح باحراز "تقدم نظري" لكن لم يتحقق حتى الان اي تقدم "ملموس"، مضيفة انه "بدون مأساة امينة الفيلالي لما تم التحدث حتى عن الفصل 475". واضاف ادريس العزمي "فضلا عن الاصلاحات التشريعية التي يتوجب اجراؤها سيكون هناك ايضا على الارجح عمل هام جدا ينبغي متابعته في مجال التربية والعقليات".