عن الحضور والغياب في خريطة برامج قنوات القطب الإعلامي العمومي كثيرا ما تطرح تساؤلات واستفسارات وعلامات استفهام كبرى عن مدى حضور أو غياب برمجة المادة الرياضية ضمن خريطة برامج قنواتنا التلفزية الوطنية، وكثيرا ما تتناسل ردود الفعل سواء تلك التي يبديها الجمهور الرياضي المتعطش للمزيد والأجود مما يقدم له على شاشة التلفزة المغربية بمختلف قنواتها، أو تلك التي تؤرق بال المشتغلين بالمجال الرياضي في بلادنا من ممارسين ومدربين ومسيرين ونوادي وفرق، في مختلف الألعاب والرياضات، والإعلام الرياضي والرأي العام الوطني. كتب الكثير عن نصيب الرياضة في برمجة تلفزاتنا ولم يجف المداد بعد، وتناقلت وسائل الإعلام الوطني المسموعة والمرئية انتقادات ومواقف وتصورات المشتغلين في الإعلام الرياضي، من مقدمي برامج رياضية ومعلقين ومعلنين ومنتجين وتطرقت لأراء الجمهور واقتراحات الفاعلين في القطاع، في برامج حوارية ولقاءات إعلامية، وفي روبورطاجات وتحقيقات وتقارير وأخبار بالصورة والصوت، كما تم تناول نفس الموضوع في ملتقيات وندوات وموائد مستديرة، ومع ذلك.. ومع ذلك يظل نفس التساؤل حاضرا يفرض نفسه بقوة: ما نصيب الرياضة في برمجة باقة قنوات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة؟ هل ما تقدمه قنواتنا التلفزية من برامج ومواد رياضية يلبي طموحات الجمهور المغربي ويستجيب لانتظارات الممارسين والفاعلين في الحقل الرياضي الوطني؟ هل ما تبثه تلفزاتنا من انتاجات رياضية وطنية هو في مستوى ما تنتجه وتقدمه نظيراتها من القنوات والفضائيات العربية، إن لم نقل القنوات الدولية المتخصصة؟ هل يفترض أن ما تنتجه وتقدمه القنوات الرياضية المتخصصة ( ضمن ما يعرف بالقنوات الموضوعاتية) من برامج ومواد ضمن خريطة برامجها اليومية والأسبوعية والشهرية أن يشجع ويحفز باقي القنوات الوطنية الأخرى حتى تبدل المزيد من المجهودات للرفع من مستوى منتوجها وبرامجها الرياضية؟؟ نفتح هذا القوس، لإثارة سؤال مدى حضور المواد والبرامج الرياضية في برمجة قنواتنا العمومية، من منطلق أن القنوات التلفزيونية هي ممول للرياضة الوطنية من خلال العقود التي تربطها بالعديد من الجامعات. وفي المقابل ينتصب أمامنا معطى الخصاص الملموس في البرامج الرياضية، التي تتحرى الجودة والتنوع وتحمل الجديد.في حين، وغير بعيد عنا، تصرف مبالغ خيالية، تقتني بها القنوات المشفرة حقوق بث البطولات الدولية.