عبر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم الخميس، عن قلقه إزاء اعتقال الناشط الحقوقي المغربي "ياسين بنصالح" بسبب منشور له على حسابه في "فيس بوك"، مُبديًا خشيته من تصاعد الممارسات التي من شأنها تهديد المكتسبات الحقوقية في المغرب. ودعا المرصد السلطات المغربية إلى إطلاق سراح "بنصالح" الناشط الحقوقي بقلعة السراغنة، وإسقاط جميع التهم الموجهة إليه، خاصة مع كونها تتعلق بقضية نشر يُحظر فيها سلب الحرية.
وطالب المرصد في بيان له السلطات المغربية باحترام التزاماتها بشأن ضرورة صون حرية التعبير، ووقف أي انتهاكات لحقوق الإنسان من شأنها المساس بالحقوق الأصيلة المكفولة على الصعيدين المحلي والدولي. وحث "الأورومتوسطي" السلطات على الالتزام ب"إعلان مراكش"، والذي اعتمدته جميع المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، والداعي إلى توسيع الفضاء المدني وتعزيز المدافعين عن حقوق الإنسان وحرياتهم وحمايتهم من الاعتقال والتعسف والمطاردة. ولفت البيان إلى أن الضابطة القضائية في مدينة "قلعة السراغنة" اعتقلت بنصالح يوم الاثنين الماضي بناءً على شكوى تقدم بها رئيس الشرطة القضائية إلى وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية، يطلب فيها اعتقال "بنصالح" بسبب منشور نشره على صفحته الخاصة في "فيس بوك"، انتقد فيه الأداء الأمني في المدينة، وأشار إلى وجود بؤر لترويج المخدرات، وحالة من الفوضى والفلتان الأمني. وبيّن المرصد أنّ "بنصالح" أُحيل بعد اعتقاله لجسلة المحاكمة، حيث حكم قاضي الجلسة بنقله إلى السجن في "قلعة السراغنة" من أجل محاكمته يوم الثلاثاء المقبل، بتهمة إهانة "هيئة منظمة" و"موظفين عموميين بسبب أدائهم مهامهم". وأشار البيان إلى أن هذه ليست هي المرة الأولى التي يتابع فيها الناشط الحقوقي بسبب تدوينة، إذ سبق أن حوكم بشهرين حبسا والغرامة. وشدّد المرصد الأورومتوسطي على أنّ اعتقال "بنصالح" يخالف القوانين المحلية والدولية ذات العلاقة، بما فيها الفصل 25 من الدستور الذي يكفل حرية الفكر والرأي والتعبير، فضلا عن القوانين والمواثيق الدولية التي تكفل بدورها هذا الحق.