أطلق مثقفون مغاربة وعالميون حملة تضامن مع المؤرخ المعطي منجب، مطالبين بإيقاف حملات التضييق ضده. وأكدوا في بلاغ لهم، وقعته شخصيات عديدة من بينها الشاعر والكاتب عبد اللطيف اللعبي، والفيلسوف الأمريكي نعوم تشومسكي، والأنثروبولوجي عبد الله حمودي، والكاتب الفرنسي جيل بيرو، أنه بعد الإضراب اللامحدود عن الطعام الذي خاضه المؤرخ المغربي المعطي منجب سنة 2015، والذي دام حوالي الشهر، ها هو يعود لاتخاذ نفس الإجراء، لجلب انتباه الرأي العام الوطني والدولي إلى المحنة التي يعانى منها منذ سنوات عديدة. وشددوا على أن منجب يتعرض لعملية قتل بطيئة بأوامر من السلطة السياسية التي أعلنت حربا دون هوادة على كل الأصوات التي ترتفع في المغرب للتنديد بالتعسف، وقمع حركات الاحتجاج الاجتماعية، وتقليص هامش الحريات الذي بات يضيق أكثر فأكثر، لا سيما حرية الصحافة. وأشار البلاغ أن "جريمة" معطي منجب، مؤلف العديد من الكتب وعشرات المقالات العلمية، أنه من الأصوات التي لها صدى قوي داخل البلد وخارجه، و من أجل هذا شكل موضوع مضايقات أمنية وإعلامية وقضائية مستمرة، ومن أجل هذا تعرض لحملة تشهير واسعة واتهامات بالجملة منها "المساس بأمن الدولة، إضعاف ولاء المواطنين للمؤسسات، التجسس واستقبال أموال من الخارج، وغسيل الأموال، وعلاقات جنسية خارج إطار الزواج والمثلية الجنسية". ولفتوا إلى أن هذه المضايقات تقع بأحدث وسائل التعدي على الخصوصية بل وتمتد إلى أقرب أفراد عائلته. وأعرب الموقعون عن البلاغ، عن تضامنهم القوي مع المعطي منجب في الكفاح الذي يخوضه من أجل وضع حد للمضايقات التي يتعرض لها، والاعتداء على كرامته الإنسانية وسلامته الأخلاقية والفكرية. واستنكر الموقعون على البلاغ الأساليب الجديدة التي تستخدمها السلطات المغربية، والتي انضافت إلى الأساليب القديمة، في مهاجمة الحريات. ومن بين الأسماء الموقعة على البلاغ أيضا، ريتشارد فولك أستاذ فخري، بجامعة برينستون والمقرر السابق للأمم المتحدة بشأن غزة، ماري كريستين فيرجيات، ناشطة في مجال حقوق الإنسان ونائبة في البرلمان الأوروبي من 2009 إلى 2019، وجان لوي روميغا، النائب السابق بالبرلمان الفرنسي، وبرنارد دريانو رئيس مركز دراسات ومبادرات التضامن الدولي، المتحدث باسم الشبكة الدولية "هلسنكي سيتيزنس"، إضافة إلى مجموعة من المؤرخين والأكاديميين من دول مختلفة.