الحياة كلعبة الورق "الضامص" فيها ذاكرة لا اسم لها ولا هوية، ذاكرة مرضية بالترسبات، مجنونة بالحكايات، متعبة، قاصرة، عاجزة عن إطفاء الحرائق والقذائف البركانية المتطايرة في كل مكان، وفي النهاية التعامل مع الخيارات التي تقدما لعبة الورق، يختلف من شخص إلى آخر، من ذاكرة إلى أخرى، فرص الربح والكسب في جميع الحالات ليست ثابتة، حتى بين الأسوياء والعقلاء واللاعبين المحترفين، دائما تحكمها قوانين جريان النهر، حيث لا يمكن للمرء أن يستحم في نفس المياه مرتين، الحظ لا يبتسم لك في كل مرة، لكل يوم مزاجه و ترسباته ونيرانه وقذائفه... " الحياة تؤكل بالمهل"، كما هو الحال في لعبة الورق، المهم هو "أحضي يديك"، واحترس من أن يكتشف خصمك نقط ضعفك، عندها سيكون ظهرك مكشوفا، لن تستطيع التصدي لقوة الهجوم، الذي سيكون في جميع الأحوال مباغتا، و مكلفا لمسارك ومستقبلك وحياتك... "لا تثق ولا تأمن وخى في بلاد الأمان"، إذا كان من المفروض أن تقرأ سورة ياسين حتى تشعر ببعض الأمن والاستقرار النفسي و الروحي، فضع بجانبك حجرة أو اثنتين، لأن خصمك لن يكون رحيما بك إذا غفوت قليلا، وانشغلت عن نفسك بأشياء أخرى. لا بد إذن من سلاح رادع من أجل تامين الحماية اللازمة لصنع المجد، حتى وان كان القدر متربصا بك باستمرار ولازمك كظلك، فكما قيل قديما " الحضا كيغلب القضا". السلاح هو الذي يصنع المجد، ويحقق الفارق، وينتصر على الترسبات، سواء في عالم الحيوان أو عالم الإنسان، وحتى في عالم الأنبياء المرتبطين بالسماء، لا ينتصر منهم إلا من اعتمد على سلاح روحي أو مادي لنشر دعوته، أم العزل فيعلقون على المصاليب. ثم " احسب اللعب"، لأن الحساب صابون، احسب أيام عمرك التي استهلكتها، وأيام عمرك المتبقية، احسب التواريخ الفاصلة بين الأحداث، بين النيران المشتعلة، بين المسافات، بين الفراغات الفاصلة بين الأمكنة، احفظ الصور، وسجل الأسماء، واحذر صمت الجبال قبل غروب شمس يومك، وكن متأكدا أنه في اللحظة التي تخطط لانجاز فتح عظيم، يفاجئك في الحين، زائر عبر الباب الخلفي الذي تركته بدون حراسة. عش يومك واحسب له حسابه، وراقب يوم خصمك وجارك وأخيك، واحسب له كذالك حسابه، المراقبة الدائمة والحساب الدقيق وحدهما الكفيلان بتأمين فرص النجاح وحمايتك من مفاجآة الحياة غير المتوقعة. ثم " كول ما جاك" اغتنم الفرص المتاحة أمامك، واعرف أن أخطاؤك هي فرص للآخرين، وأخطاء الآخرين هي فرص لك، الفرصة الأولى قدر، والثانية تأكيد للقدر، والثالثة عفوا ليست هناك فرصة ثالثة، ليس هناك إلا هزيمة الهزيمة، لأنك انتظرت كثيرا، وترددت في حسم مصيرك ومستقبلك، التأخر في رد الفعل معناه منح خصمك المزيد من القوة،...المزيد من الوقت لتهيئ نفسه استعدادا لاصطياد فرصك،...لا تتردد إذن في حسم اختيارك ... حتى لا تسقط حياتك ضحية لفرصك الضائعة بوعي أو بدون وعي.