أمسية كرنفالية بين نمور فاس وفرسان الإسماعيلية الماص يتحدى العناد والكوديم يستحضر الأمجاد فاتورة عالقة وحسابات سابقة في حوار الحقيقة المحطة الوردية الحالمة والكأس الغالية التي يطاردها كل اللاعبين ويتوق لها المسير وينتظرها على أحر من الجمر المدرب.. إنها نهاية كأس العرش الحدث الكروي الذي يحفل بالكثير من الإثارة وبجاذبية خاصة جدا، هذه المرة تحمل النسخة 54 طرفين تجمعهما قصة خاصة جدا تعود لأكثر من 4 عقود في حوار حملهما للحوار المباشر في نهائي إبتسم للكوديم على حساب النمور الصفر، وهي النتيجة التي خالفت كل الترشيحات حينها، المغرب الفاسي الراغب في استخلاص الفاتورة العلقة منذ 1966 والنادي المكناسي التواق لتأكيد أنه ليس رقما على الهامش وقادر على صياغة قلادة لقب ثان حتى ولو كان الطرف المنتصب أمامه يحمل صفة بطل إفريقيا.. في المتابعة التالية جرد بالأرقام والإحصاءات ومتابعة تقنية تجس نبض الطرفين قبل المواجهة المكشوفة والتي تقترب من خصوصيات الديربيات بكثير.. الطريق للمجد بمنعرجات خطيرة إنتصرت كأس العرش مرة أخرى لخصوصيات المفاجآت التي تحبل بها حين أطاحت بالكثير من الرؤوس النووية العملاقة في بداية المسار لتفتح الطريق على مصراعي الماص والكوديم ليكونا عريسي النهائي وبامتياز. منعرجات تراوحت بين الخطير والصعب التجاوز وقفت في طريق كل طرف، المغرب الفاسي يمكن القول أنه أصبح صاحب اختصاص بكثير من التميز في هذه المسابقة بتواجده الثالث في ظرف 4 مواسم في اللقاء الختامي، وهذه المرة كانت الحواجز شاقة للغاية خاصة بعد رحلتي الفريق لكل من مراكش وأكادير، حيث أكره على إخراج كل عتاده بالجنوب لتأمين مروره قبل اصطياد الوداد في المربع الذهبي، في حين حالف الحظ الكوديم بالإستقبال داخل قواعده في 3 مناسبات قطع من خلالها رأس كل من القرش وبعدها إتحاد المحمدية ثم الدفاع الجديدي بعد أن استهل المشوار بالإطاحة بالطاس.. عبر هذا الشكل كان المشوار وكان الخيار الأول والأخير هو العبور للمحطة الذهبية التي تفصل عن البوديوم بقليل.. أشقاء وتوابل الديربيات تزداد إثارة النهائي الحالي بتواجد طرفين جارين، والمواجهة بينهما عادة ما تكون حبلى بالكثير من المعطيات التي تقرب النزال من خصوصيات الديربيات، المغرب الفاسي يعرف جيدا أنه هو من تسبب في نزول الكوديم للقسم الثاني ذات يوم من أيام بطولة 1966 قبل أن يخسر أمامه أسبوع بعد ذلك في لقاء النهائي بفضل هدفي بوعزة والكرة الأكروباتية لحمادي حميدوش. فرسان الإسماعيلية الذين خاضوا مباراة نهائية ثانية بعد ذلك وخسروها أمام الوداد، لا يصلون للمحطات الفاصلة عن الذهب كثيرا لكنهم حين ينجحون في مسعاهم فإنهم يشحنون كل البطريات للتتويج بالذهب، والمغرب الفاسي الذي ندب حضه في آخر 5 نهايات يريد أن يواصل عزفه المنفرد وأن يضيف لقائمة المتحف الذهبي لقبا من طينة كأس العرش، وذلط لن يكون سهلا أمام منافس سيحمل معه عتاده وجماهيره للعاصمة للتأكيد على أنه طرف كبير في معادلة المراهنة، وليس بالجسر الذي يسهل عبوره لتحقيق الأهداف وتصحيح الأوضاع.. توابل من هذا النوع كفيلة بأن تشعل المباراة في عز الصقيع.. النمور وعقدة إسمها النهائي المغرب الفاسي الحلقة الثانية والفريدة في النهائي الكبير المنتظر لا يقل شأنا عن الفتح وتاريخه ناصع ورائع لا يعكسه اللقبان المتحصل عليهما سنتي 1980 حين نجح حميد خراك الدكتور الحالي في علم النفس من فك شراكة التعادل المرسوم حينها مع الإتحاد القاسمي وعاد النمور ليضعوا يدهم على اللقب الثاني سنة 1988 ضد الجيش الملكي بجيله الخطير والذهبي بالرباط تحديدا بالضربات الترجيحية بعد نهاية فاصل المباراة بالأصفار. غير أن هذا المجد الذي بناه فريق العاصمة العلمية في الثمانينات إنطفأت شعلته خلال الألفية الحالية بخسارة ثلاثة نهايات على التوالي ضد الوداد 2001 وهدف العنصري والرجاء سنة بعد ذلك بفضل ثنائية موسى سليمان وبيضوضان وهدف وادوش ضد الجيش 2008، على أن هذه الإخفاقات التي تكررت خلال القرن الحالي كان الماص قد شرب من كأسها سنوات 1966 ضد الجار المكناسي الخصم المقبل بفضل هدفي بوعزة وحميدوش وخلالها كان الفريق هو من تسبب في نزول الكوديم للدرجة الموالية.. و1971 ضد الجيش الملكي بعد ضربات الترجيح الشهيرة بين علال والهزاز، و1974 ضد الرجاء وهدف العرابي، و1993ٍ ضد الكوكب المراكشي والتوقيع كان حينها للغزواني، قبل أن يعصف الفتح الموسم المنصرم بأحلام النمور ويتسبب له في عقدة حقيقية إسمها النهائي. تاريخ يتحدث أيضا على 17 مباراة لنصف النهاية ونهايات بلا بصمة إذا ما قورنت بعددها وحجم الإخفاقات المسجلة والتي تؤشر على حالة نفسية مثيرة لكثير من التخوفات لأنصاره؟ طاليب - الطوسي: من يلدغ الثاني؟ الخلاصة الجميلة لهذه المباراة النهائية هو أن اللقب سيدخل الريبيرتوار الخاص بالأطر الوطنية مجددا، بعد أن كان عموتا هو آخر من اعتلى البوديوم، طاليب الذي جرب التتويج رفقة الوداد في مناسبتين يريد هذه المرة أن يكون فارس النهائي من موقع الربان الأول وليس المساعد وكي يدخل سجل الكبار الذين سبقوه سيكون مطالبا بتحقيق المعادلة الصعبة وهي حرمان الطوسي من التتويج ، ومعه زيادة درجة الألم للربان الفاسي الذي يجعل من الكأس الفضية الهدف الأقصى الذي عجز عن بلوغه في سابق المرات.. الطوسي خسر نهايتين ويسعى بأن تكون الثالثة ثابتة هذه المرة بطعم الذهب، وبتجاوزه حاجز الإفريقي لا يرى مدرب النمور سبيلا لإهداء فاس لقبا ثالثا عبر تاريخ مشاركاتها في الكأس الفضية والثاني هذه السنة في انتظار السوبر والبطولة.. رهانان وطموحان مشروعان لإطارين وطنيين المطلوب منهما أن يخرجا كافة الأسلحة وأن يوظفا الكومندو الموضوع تحت تصرفهما بالشكل الذي يفيد في نهاية المطاف الفرجة أولا، ورغبة الأنصار ثانيا. حوار المؤمل منه أن يخرج من الحسابات الضيقة ومن كماشة السجالات التكتيكية التي تقتل الفرجة، وكل ذلك لرفع كوطتهما في بورصة القيم الخاصة بالمدربين.. متابعة وإحصاءات: