أهل فاس كنت من بين الذين تفاءلوا بمشاركة المغرب الفاسي في نسخة كأس الإتحاد الإفريقي كواحد من الفرق التي لها الإمكانيات للذهاب بعيدا في هذه المنافسة الإفريقية، بالطبع لم يكن هذا التفاؤل اعتباطيا بل إنه ينطلق من عدة معطيات، أولها الإستقرار التقني الذي عاشه الفريق الفاسي بعد أن استقر الحال بمدرب كفء في شخص رشيد الطوسي عرف كيف يعيد التوازن التقني والنفسي لهذا الفريق، إذ كثيرا ما اغتال تغيير المدربين أحلام هذا الفريق الذي من المفروض أن يكون في مصاف الأندية القوية المغربية. ثاني هذه المعطيات هو ما قدمه المغرب الفاسي من أداء جيد ونتائج إيجابية جعلته ينهي الترتيب في مركز الوصيف عن جدارة واستحقاق ويؤكد أنه أبصم على موسم ناجح على جميع المستويات، أما ثالث هذه المعطيات التي جعلتنا نتفاءل بالنمور على المستوى الإفريقي، بل لا نستغرب من وصوله إلا النهائي هو الأداء الذي أبصم عليه مع انطلاق هذه المنافسة الإفريقية، حيث أعطى الانطباع أنه فريق يحمل كل المقومات من أجل لعب أدوار طلائعة والمنافسة بشراسة على التاج الإفريقي، لذلك لم يخب ظن الكثير من المتتبعين عندما أكدوا ما تمنيناه وما يستحقه هذا الفريق الذي اجتهد كثيرا ومنذ أكثر من سنتين ليصل إلى ما وصل إليه. بقي اليوم أن يكتمل هذا الحلم الذي انطلق صغيرا وبدأ يكبر مع توالي المباريات، ليكمل النمور الصفر رسالتهم التي كتبوها بمداد من ذهب ولتكتمل أيضا فرحة أهل فاس وجميع المغاربة وهم يروا بأم أعينهم أصدقاء رشيد الحماني وهم يصعدون على البوديوم الإفريقي لمعانقة الحلم الإفريقي.. ما زالت خطوة واحدة ليصعد هلال اللقب الإفريقي، لكنها ومع الأسف ليست أي خطوة، فقد تتبادر للمستمع أنها خطوة صغيرة هي ما تفصلنا عل شط اللقب، لكن الظاهر أن هذه الخطوة وعلى بساطة نطقها فإنها عامرة بالتضاريس الوعرة والفخاخ فالخصم ليس أي خصم، هو فريق تونسي شرب من ثدي كرة تونسية تلهت أنديتها بشراسة على الألقاب الإفريقية خاصة عندما يتعلق الأمر بمواجهة الأندية المغربية، خصم سيحط الرحال بالعاصمة العلمية وزاده هدف صغير، لكن وزنه ثمين وثمين جدا، هدف سيكون على المغرب الفاسي تذويبه واجتيازه إن أراد تحقيق روعة اللقب الإفريقي لأول مرة في تاريخه. نعرف أن رشيد الطوسي يعيش اليوم أحد أصعب اختباراته، يعرف أن وراءه الملايين من المغاربة الذين تدغدغ شعورهم هذه المباراة النهائية وتتلهف شهيتهم للقب يعني الكثير أمام فريق تونسي.. نعرف أن رشيد الطوسي لن يهدأ له البال وهو يعد عدته التكتيكية لكي لا يخرج هذا اللقب من المغرب، ويفكر في السلاح الفتاك ليحقق هذا الحلم، والظاهر أن هذا الضغط استشعرناه عندما غادر دكة الإحتياط قبل نهاية المباراة الأخيرة لفريقه أمام شباب المسيرة معبرا عن غضبه لما ضيعه لاعبوه من فرص، هو غضب نابع من ضغط المباراة النهائية التي تنتظر فريقه وليست هذه المواجهة، إذ ليست من عادة رشيد الطوسي أن تكون ردة فعله بالشكل الذي أقدم عليه في هذه المباراة، لذلك نستشعر أي مسؤولية هي الآن يحمل رشيد الطوسي على أكثافه وأي ثقل تكتيكي يفكر فيه، لأننا نُجمع أن المباراة في الأخير لن تكون سهلة على الجمهور المغربي والمسيرين والطاقم التقني واللاعبين أيضا، وهو ما يعطي الإنطباع أن رشيد الطوسي لن يغفل الجانب النفسي وهو يحضر لهذه المواجهة، إذ غالبا ما يكون الإستعداد النفسي الجيد أحد الأسباب التي يجب الأخذ بها من أجل النجاح، دون إستثناء طبعا الجانب التقني خاصة على مستوى الهجومي ما دام أن المغرب الفاسي يعيش مشكلا يتمثل في ضياع الفرص، هذا الإستعصاء الذي بدأ يعاني منه لاعبو الماص نتمنى أن تفك طلاسمه أمام الإفريقي وأن يجدوا الطريق الصحيح نحو الشباك، لأن تتويج المغرب الفاسي يمر عبر تسجيل الأهداف ولا شيء غيره، تتويج الماص يمر أيضا بحضور جماهيري كبير ومناقشة جيدة للمباراة، وبالله التوفيق يا أهل فاس.