صب رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران جام غضبه في الجلسة الشهرية المخصصة لمسائلته بمجلس النواب، على حزب الأصالة والمعاصرة، الذي كان من وراء تأسيسه في العام 2009، فؤاد عالي الهمة، المستشار الملكي الذي يتمتع بنفوذ كبير في محيط القصر الملكي، بسبب قربه من الملك وبسبب طبيعة الملفات الكبرى المسندة إليه. أجوبة رئيس الحكومة عن أسئلة الفرق النيابية بشأن الوضع الحقوقي في المغرب، كانت تروم تبرير التجاوزات التي ارتكبتها السلطات العمومية ضد المحتجين في تعاطيها مع الحركات الاحتجاجية بمختلف أشكالها. كما أنها اتخذت طابعا عنيفا في مواجهة حزب الأصالة والمعاصرة، الذي ألمح رئيس الحكومة، بأن مشروعه كان يسعى إلى تونسة البلاد لولا ألطاف الربيع العربي. انتقادات عبد الاله بنكيران، الذي كانت علامات القلق بادية على قسمات وجهه وهو يرد على أسئلة المعارضة، لم تقتصر على اتهامه لحزب الأصالة والمعاصرة بالتسلط على المجتمع واكتساح نتائج انتخابات الجماعات المحلية للعام 2009، بل انه وجد الفرصة مواتية للرد بشكل مبطن، على اتهامات سابقة للقيادي في البام، الياس العمري، الذي اتهم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالتواطؤ مع حكومة العدالة والتنمية، إبان الانتخابات الجزئية في كل من مراكش وطنجة، والتي فاز فيها البيجيدي، وللرد كذلك على الاتهامات التي كالها عضو المكتب السياسي لنفس الحزب، بن عزوز، للأمن والجيش والمخابرات في اللقاء الذي عقده الحزب مع مهندسي الحزب. ومن بين الطرائف التي شهدتها جلسة مسائلة بنكيران، دعوته لحزب الأصالة والمعاصرة إلى المواجهة في الشارع ، في خطوة منه لإثبات عدم تخوفه منهم كما قال.