بعث الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بمناسبة عيد استقلال بلاده. ورغم أن البرقية الملكية لم تذكر حادث إصابة ولد عبد العزيز العائد لتوه من مستشفى باريسي، إلا أنها حملت إشارات إلى حادث إصابته في شهر أكتوبر الماضي، عندما توجه الملك بالدعاء إلى "العلي القدير بأن يحفظ الرئيس الموريتاني من كل مكروه ويحيطه بألطافه الخفية٬ ليواصل مهامه السامية في قيادة شعبه الشقيق إلى المزيد من التقدم والنماء". كما أعربت البرقية الملكية للرئيس الموريتاني "عن أحر التهاني وأجمل المتمنيات بموفور الصحة والعافية وسابغ السعادة والهناء٬ وللشعب الموريتاني الشقيق بتحقيق ما يصبو إليه من اطراد التقدم والازدهار في ظل قيادته الرشيدة". وكانت الصحافة الموريتانية قد أشارت إلى أن الملك محمد السادس لم يتصل أويبرق للرئيس الموريتاني عقب إصابته بطلق ناري من جنوده. ونقلت نفس الصحافة أن مسؤولين موريتانيين أبلغوا دبلوماسيين أجانب بأن المغرب ربما يكون متورطا في حادث إصابة الرئيس الموريتاني. كما نقلت نفس الصحافة أن الرئيس الموريتاني رفض استقبال موفد من الملك محمد السادس أوفده لمعايدته عندما كان يعالج بباريس. وينتظر أن يعقد يوم الخميس 29 نوفمبر، الرئيس الموريتاني مؤتمرا صحافيا بنواكشوط قد يسلط فيه الضوء على الحادث الذي تعرض له والشائعات التي روجت حوله. وتمر العلاقات المغربية الموريتانية بمرحلة توتر صامتة منذ تولى ولد عبد العزيز السلطة في بلاده عقب انقلاب قاده على الرئيس السابق المنتخب، قبل أن يجري انتخابات وأعلن فوزه فيها رغم احتجاج معارضة بلاده. ولم يسبق للرئيس الموريتاني أن زار المغرب منذ أن تولى رآسة بلاده، كما خفت حركة الدبلوماسيين بين البلدين. وجاءت زيارة الرئيس الموريتاني إلى الجزائر لتثير ضده انتقادات حادة من قبل صحف مغربية محسوبة على السلطة في الرباط. إلى ذلك حملت الرسالة الملكية إلى الرئيس الموريتاني عبارات مجاملة من قبيل الإعراب عن "ارتياحه العميق لمتانة علاقات التعاون المثمر والتضامن الفاعل التي تربط البلدين٬ والتي تستمد قوتها ومقوماتها من القواسم التاريخية والحضارية العريقة التي تجمع الشعبين الشقيقين". كما أكد الملك حرصه القوي على مواصلة العمل سويا مع الرئيس الموريتاني "لتوطيد هذه العلاقات المتميزة والمضي بها قدما إلى أعلى المستويات بما يخدم المصالح العليا لشعبينا الشقيقين ويسهم في توطيد صرح الاتحاد المغاربي٬ كتكتل فاعل في محيطه الجهوي والدولي٬ بما يستجيب لتطلعات شعوب دوله الخمس إلى الوحدة والتكامل والاندماج٬ ورفع التحديات التنموية والأمنية التي تواجهها المنطقة". --- تعليق الصورة: الرئيس الموريتاني أثناء استقباله في مستشفاه الباريسي لوزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان