يتندر العديد من المغاربة من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي منذ عدة أيام بأخبار البرلمان المغربي، وذلك بعد سلسلة من المفارقات التي حصلت في الآونة الأخيرة أثناء الجلسات النيابية، من تصوير النواب وهم في سبات عميق إلى حضور أحد النواب في حال سكر إلى المجلس، وآخرها لقطة تلفزيونية تظهر احد النواب أثناء جلسة مناقشة قانون المالية منشغلا بلعب السوليتر "الكارتا" او لعبة الورق على جهاز آي باد. تقرير: جانيت نمور الأمر الذي دفع بالبعض إلى إطلاق نعوت قاسية ومهينة على البرلمان مثل "بار مان" وبرلمان المهازل الكبرى وبرلمان "ولاد السوق" و "مسرح النواب". واندفع البعض إلى حد المطالبة بتقليص عدد النواب وحتى إلغائه. وقال احد المعلقين "...لقد رأينا من يدخل سكران ومن يدخل يده في انفه ومن هو نائم ومن يشخر ومن يفعل القيلولة ومن يلعب بالهاتف النقال وفي الأخير الدولة تمنحهم دراهم ويطلبون الزيادة والتعويضات. فعلى الدولة أن لا تعاقب هؤلاء البرلمانيين بل عليها أن تغلقه لأنه يضرنا أكثر مما ينفعنا". نلعب الغرزة منذ عدة ايام تفاجأ الجميع بما اسماه البعض "فضيحة اللغة المبتذلة" التي اعتمدها النائب فوزي بنعلال وهو يترأس إحدى جلسات مجلس المستشارين بقوله لأحد النواب: "ومالي غادي نمشي نضرب الغرزة". للملاحظة فإن "الغرزة" هي عندما يملأ العامل في الحقل كيسا من القمح أو الشعير (خيشة زرقة) يتم ضرب غرزة في فمها أو مدخلها بواسطة خيط ومخيط ليتم غرزها أي تخييطها ويقوم بهذه العملية الغراز في الكميات الكبيرة من القمح. هذا الكلام أثار الكثير من الاستهجان من اسلوب التخاطب بين النواب. وكان هناك الكثير من التعليقات القاسية والمهينة على موقع يوتوب تعليقا على فيلم قصير عن تلك الجلسة وبلغ عدد المشاهدين له أكثر من 92 ألف مشاهد خلال يومين، ووضع الفيديو تحت عنوان "كلام سوقي ومستوى منحط في البرلمان المغربي". ومن احدى التعليقات على الفيديو قول احدهم: "هؤلاء من اشتروا الكرسي ب100 درهم .. هؤلاء هم حكام المغرب .. هؤلاء هم حماة الدعارة و الفسق بهذي البلاد .. هؤلاء هم الديوثيين الجدد". نائب "لعبة السوليتر" كشفت عدسة كاميرا تلفزيون دوزيم المغربي بالصدفة اثناء تغطيتها لجلسة مناقشة قانون المالية 2013 انشغال احد النواب بلعبة سوليتر، وهي لعبة ورق ولكن على جهاز آي باد. وظهر في آخر لقطة ولمدة 19 ثانية وهو يقلب الأوراق. بسرعة البرق انتشرت صوره على مواقع التواصل الاجتماعي ورافقتها تعليقات لاذعة وساخرة، فعلق موقع هسبرس بالقول: "بعد نضرب الغرزة ..برلماني يلعب الكارطا في مجلس النواب"...وقال الموقع: "يبدو أن قُدر للبرلمان المغربي ان يكون بالفعل فضاء..او "سيركا" كما سماه الملك الراحل الحسن الثاني للعديد من مشاهد العبث والممارسات التي قد يستشف منها الاستهانة بالأدوار السياسية والتشريعية الهامة الملقاة على عاتق نائب الأمة..". صفحة "رصد المغربية" على الفيسبوك وضعت الصورة وعلقت فوقها التالي: "نواب الأمة منهمكون في العمل على مشاريعكم المضنية. انشر لفضح بار لامان!!!". فقام على الفور 227 شخص بمشاركتها على صفحتهم. وعلق البعض بالقول: "إذا رأيت الناس يعبدون الحمار فعليك بالحشيش" وقال آخر "مثل الطالب الكسول" وسخر معلق من اسم البرلمان وقال: "هادا سميتو بر الآمان ماشي برلمان" (هذا اسمه بر الآمان وليس برلمان). صفحة "لكم" على الفيسبوك وضعت الخبر ووضعت أيضا أغنية يتم تناقلها على صفحات الفيسبوك "تسخر من آداء البرلمانيين والوزراء تحت قبة البرلمان". احد المعلقين على الموقع قال: "دعوه يلعب فالكل يلعب بهدا البرلمان وما الفرق بطريقة اللعب على الاقل هدا لعب صريح". برلمان بلا سلطة التشريع كان هناك الكثير من الانتقاد لأداء النواب مثل تغيب الكثيرين منهم عن جلسات مجلس النواب وخاصة الجلسة الأهم وهي جلسة مناقشة قانون المالية. وقالت إحدى المعلقات: "مصير شعب وأمة يتم التصويت على قانون المالية وعدد كبير من النوام عفوا النواب والمستشارين في غياب متكرر او سبات عميق". وذلك في إشارة الى الصور التي التقطها احد المصورين لبعض النواب وهم في سبات عميق في مجلس النواب. وعلق آخر بالقول: "غياب 202 برلماني عن جلسة لا تنعقد إلا مرة واحدة كل سنة وانشغال بعض الحاضرين منهم باللعب كأطفال السنة الأولى ابتدائي وتهديد المتغيبين باقتطاعات شهرية من رواتبهم، هذا كله يدل على ان البرلمان المغربي لا يتطلب لكي يشتغل اكثر من 100 عضو بالغرفتين". كما كان هناك تعليقات منتقدة للملك ومنها قول احد المعلقين على موقع "لكم": "ماذا تريده ان يفعل اذا كان البرلمان لا يملك سلطة التشريع وحتى الحكومة لا تملك سلطة التنفيذ، الكل مجرد ديكور في هذا البلد، والقصر يمسك بجميع السلطات التشريعية والتنفيذية وحتى القضائية هنيئا لنا بالدستور الجديد". --- المصدر: ينشر باتفاق شراكة مع "إذاعة هولندا العالمية"