سجل تقرير صادر عن منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية، بخصوص عاملات المنازل القاصرات في المغرب، وجود ما يزيد عن 66 ألف طفلة تقل أعمارهن عن 15 سنة يعملن بالمنازل في ظروف لاإنسانية ودون حماية، وأكد التقرير أن أغلبهن تتعرضن للعنف الجسدي واللفظي لاعتداءات جنسية من طرف المشغلين. وأشار التقرير الذي قدمته المنظمة الدولية فيد ندوة صحفية عقدتها اليوم الخميس 16 نونبر بالرباط، إلى وجود طفلات صغيرات تلبغ أعمار بعضهن 8 سنوات، يعلمن كخادمات في المنازل، ويتعرضن للأذى البدني والعمل لساعات طويلة تتجاوز 12 ساعة يوميا على مدار أيام الأسبوع السبعة، وذلك مقابل أجور زهيدة تتراوح ما بين 100 درهم و700 درهم شهريا. وقالت جو بيكر مديرة المناصرة لحقوق الأطفال بمنظمة هيومن رايتس ووتش، بأن هؤلاء الفتيات تتعرض للاستغلال والانتهاكات والإجبار على العمل ساعات طويلة مقابل أجور متدنية، مع حرمانهن من التعليم ورفض منحهن الطعام الكافي أحيانا"، وطالبت من الحكومة اتخاذ إجراءات محددة لحماية عاملات المنازل القاصرات وتطبيق القانون بما يكفل الحماية لهن. واستند التقرير الذي أنجزته المنظمة الدولية، على إجراء بحوث ميدانية، ومقابلة 20 خادمة منازل اشتغلن في سن أقل من 15 سنة، وبدأت 15 منهن العمل قبل سن 12 عاما، كما قابلت المنظمة مسوؤلين حكوميين ومحامين ومعلمين وممثلين لمنظمات المجتمع المدني ومنظمات دولية. وأكد التقرير، أن أغلب الفتيات اللواتي قابلتهن المنظمة، تعرضن للأذى البدني والشفهي على يد أصحاب العمل، وقالت بعض الفتيات، طبقا للتقرير، إن المشغلين قاموا بضربهن بأيديهم والأحزمة والعصي الخشبية والأحدية والمواسير البلاستيكية، كما تعرضت بعض الخادمات لمضايقات جنسية واعتداءات جنسية من قبل المشغلين وأقاربهم الذكور. ووصفت جو بيكر ظروف عمل هؤلاء الفتيات بأنه "بشعة" ولا تخضع لأي مراقبة من طرف مفتشي الشغل، نظرا لعزلتهن داخل المنازل التي يشتغلن فيها، ودعت جو بيكر إلى التصدي لعزلة واستضعاف عاملات المنازل القاصرات بنظام فعال من أجل إبعاد الفتيات تحت سن 15 عاما من هذه البيوت، مع مراقبة ظروف عمل الفتيات بين 15 و17 عاما. وأورد التقرير شهادات طفلات قاصرات اشتغلن في ظروف قاسية داخل المنازل، ومنها شهادة الطفلة "فاطمة.ك" التي بدأت العمل في الدارالبيضاء وهي في سن التاسعة من عمرها، وقالت "في البداية كانت صاحبة عملي تصفعني، لكن في المرة الثانية استخدمت ماسورة بلاستيكية، كانت تضربني إذا كسرت شيئا ما أو إذا تشاجرت مع إبنها، كانت تصفعني على وجهي أو على كتفي". وتحكي الطفلة "مليكة.س" التي بدأت العمل في سن 11 عاما، أنها كانت تعمل في منزل كبير، قائلة "لا يتوقف العمل في البيت أبدا، عندما أنتهي من تنظيف الأرض، تأمرني السيدة بتنظيفها مرة أخرى". أما "عزيزة.س" البالغة من العمر 13 سنة، وبدأت العمل في الدارالبيضاء وهي في سن التاسعة من عمرها، فقالت "ذات مرة سافرة صاحبة المنزل فثمل ابنها وحاول اغتصابي، دفعته وجريت إلى خارج المنزل". وبالنسبة للطفلة "سميرة.ب" التي بدأت العمل في سن العاشرة من عمرها، قالت "لم أكن أتناول الفطور حتى أنظف الأرض، وحتى أنتهي من المهام الصباحية الأخرى وحتى أطهو الغذاء، لم أكن أتناول العشاء قبل أن تنام الأسرة، كانت الأسرة تتناول الغداء لكن لا يتركون لي أي طعام منه".