قال مصطفى بكوري الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة في لقاء عقده حزبه بمدينة مكناس، أول أمس الجمعة 9 نونبر، أن الدولة لم تعد تنتج النخب والأغلبية وصلوا إلى المناصب العليا بمحض الصدفة، معتبرا أن النخب هي "قمة الهرم" في جميع الميادين الثقافية والفكرية والرياضية والمهنية والاجتماعية. وأوضح بكوري، خلال لقاء تواصلي مع أطر الحزب بجهة مكناس تافيلالت نظم تحت شعار "دور النخب المحلية بين تحديات التنمية ورهانات العدالة الاجتماعية"، أنه بدون إدماج النخب المحلية في مسلسل الحركية الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والسياسية بالبلاد سيكون لكل المكتسبات القانونية والمؤسساتية "مصير غامض" ، مؤكدا أن هذا المصير يكون أكثر وضوحا بمساهمة هذه النخب وإدماجها في هذا المسلسل. وشدد بكوري ، خلال هذا اللقاء، الذي يندرج في إطار الحركة التحضيرية لبناء هياكل الحزب، على أهمية هذا الإدماج والاندماج على المستوى المحلي خاصة وأن المغرب، يضيف الباكوري، عرف لعقود، لاسيما فترة الثمانينات، فراغا في ما يتعلق بمساهمة النخب في صياغة السياسات وتدبير الشأن المحلي وبناء مستقبل الجهات والأقاليم والمجالات الترابية على المستوى المحلي، مشيرا إلى أنه نظرا لضعف تواجد النخب المحلية خلال تلك الفترة لم يتم استغلال ما كانت تتوفر عليه العديد من الجهات وأقاليم المملكة من مؤهلات طبيعية وطاقات بشرية. وأكد على أن مساهمة النخب المحلية في جميع مناحي الشأن العام هو ضرورة "استراتيجية وتاريخية"، داعيا هذه النخب إلأى أن تتحمل مسؤوليتها لتحقيق تحديين اثنين أولهما يتمثل في القدرة على إنتاج النخب وألا يكون إنتاج هذه النخب نتيجة "صدفة" بل من خلال العمل على خلق آليات مؤسساتية لإنتاج هذه النخب عبر تفعيل مضامين ما تم تحقيقه من مكتسبات ومواصلة العمل لتقويتها. أما التحدي الثاني، يضيف بكوري، والذي يعد من مسؤولية النخب ، فيتمثل في تأطير المواطنين وتأهيلهم وتوعيتهم بحقوقهم وواجباتهم، مؤكدا أنه إذا "تمكنا" من تحقيق، ولو بالتدريج، نتائج إيجابية إزاء هذه التحديات فسنكون قد قطعنا شوطا مهما في مواصلة طريق المستقبل بطريقة تضمن الإشراك الإيجابي للجميع. وبخصوص موقف الحزب من عملية إدماج النخب المحلية، أبرز الأمين العام ، أن الحزب كان له، منذ البداية، موقف "واضح وصريح" بأهمية إعطاء النخب بمختلف أنواعها والمجالات التي تنشط فيها الفرصة لإدماجهم في صياغة السياسات العامة وتدبير الشأن المحلي، معتبرا ان إدماج لنخب هو عملية استراتيجية بالنبسة للحزب. من جهة أخرى، توقف بكوري عند مرحلة سياسة التقويم الهيكلي التي عرفها المغرب، مشيرا إلى أنه "لسنا بمنأى من عودة التدبير العام للأولويات الاقتصادية والاجتماعية خلال مرحلة التقويم الهيكلي التي كان من نتائجه"إغفال وتوقيف جميع الاستثمارات في جميع المرافق"، مبرزا أن الاكراهات التي فرضت سياسة التقويم الهيكلي "قد تكون واردة وقد تأتي فيما بعد". كما تطرق بكوري إلى الجهوية الموسعة، مشيرا إلى أن هذا الورش الذي يعد "ثورة" في المسار الطويل للمغرب "لن ينجح بدون استحضار العنصر البشري وأهمية انخراط النخب المحلية في هذا المسار"، معتبرا أن هذا الورش "التاريخي" هو من أهم الأوراش التي يمكن أن يعول عليها المغرب للانتقال من مرحلة إلى مرحلة جديدة. أما بخصوص موقف حزب الأصالة والمعاصرة من عمل الحكومة، اعتبر بكوري أن عمل الحكومة لا يستجيب لانتظارات ومتطلبات وأولويات المواطنين، مضيفا أن ذلك قد يكون له "أحيانا" مبررات لكن في "معظم الأحيان" ليست له مبررات، ومعتبرا أن السبب في ذلك يرجع إلى ضعف المهنية والخبرة واستحضار هذه الأولويات. وأكد أن حزبه سيقوم من موقعه في المعارضة على الضغط على الحكومة من أجل استدراك ما يجب استدراكه واستشعار أهمية العامل الزمني. وعن بناء هياكل الحزب، أكد الأمين العام للحزب، أنه "وصلنا إلى موعد البناء الموافق للتوجهات الاستراتيجية للحزب والمعتمد على التشاركية وفتح الفرص لجميع المؤهلات التي تتوفر عليها مختلف الجهات والأقاليم"، مشيرا إلى أن أربعة أشهر القادمة ستكون لها أهمية تاريخية بالنسبة للحزب حيث، يضيف الباكوري، سينعقد أول مؤتمر جهوي للحزب بطنجة يوم السبت المقبل. وأشار، في هذا السياق، إلى أن من شأن هذا المسلسل "أن يعطينا جسما متجددا بطاقات ومؤهلات من النخب وتطوير العمل الحزبي والانفتاح على جميع شرائح المجتمع"، مبرزا أنه سيتم تعزيز هذا المسلسل بالهياكل الموازية ك"حركة للشباب" و"حركة للنساء" وهما حركتان بدأ التحضير لعقد مؤتمريهما على التوالي يومي 23 فبراير وثامن مارس المقبلين، إضافة إلى إحداث منتديات مهنية تمكن جميع الفاعلين المهنيين من القيام بالانشطة الفكرية والمبادراتية الملائمة للمشروع الحزبي وتوجهاته.