بسم الله الرحمان الرحيم المعارضة والموالاة في الجمهورية الاسلامية الموريتانية نددتا بما تعرض له الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز شمال مدينة نواكشوط على بعد خمسة وثلاثين كيلومترا . وابل من الرصاص أطلقه على سيارة الرئيس ضابطان أحدهما من الشرق الموريتاني المحاذي لأزواد من ولاية الحوض الشرقي ، والثاني من الجنوب الغربي، وينتمي لولاية الترارزة . أما مكان الحادث فهو قريب من ام التونسي التي يعرف الموريتانيون رمزيتها في الجهاد ضد المستعمر الفرنسي ... أما الزمان فهو الايام الاخيرة من ذي القعدة، والمؤمنون قلوبهم وجلة معلقة ببيت الله والمشاعر المقدسة وزيارة شفيع المذنبين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، والإعداد للاحتفالات بعيد الاضحى المبارك . الروايات مجمعة على ان السيد الرئيس اصيب بنيران صديقة ورصاص حميم اخترق جسم الرئيس من نواحي عدة غلطا أما السبب فهو اهبة الجيش الموريتاني وجاهزيته في محاربة الارهاب ،وعدم التنسيق بين الأجهزة الأمنية، الجيش من جهة وحرس الرئيس من جهة ثانية. شكت فرقة من الجيش في سيارة ذات دفع رباعي لاندكريزر لا تنصاع للأوامر ولا يرهبها اطلاق النار في الهواء تحذيرا، وتختار الطرق غير السالكة ، فأمطروها بوابل من الرصاص ليكتشفوا ان بداخلها فخامة الرئيس ينزف دما. تضيف الروايات أن الرئيس الشجاع اعطى امرا مباشرا لحرسه الخاص للتدخل قصد تطويق المجموعة المغيرة قبل ان يتوجه الى المشفى العسكري بنواكشوط الذي تلقى فيه العلاج الاول قبل ان ينتقل الى باريس لإتمام العلاج في مشفى عسكري هو المشفى نفسه الذي عالج الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ... هل هي جميعها الصدف ؟ أم هي مؤامرة حبكت بعناية زمانا ومكانا وفاعلين ؟ وعن سابق اسرار وترصد ؟ وهل الرصاص رصاص رحمة دفاع عن الوطن والمواطنين في مواجهة الارهاب العابر للصحراء ؟ام ان الرصاص رصاص نقمة يرمي الى تصفية الجنرال محمد ولد عبد العزيز وتغييبه ابديا عن المسرح السياسي الموريتاني ؟ فالتصريح الموزون الذي ادلى به السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز لوسائل الاعلام الرسمية وهو على سريره في المشفى العسكري بنواكشوط يدعم الوجه الاول للرواية، أي: محض الصدف والأغلاط الأمنية التي كادت ان تؤدي بحياة الرئيس ليس إلا . ولكن بعض المحللين يرى ان هذا التصريح يدخل في باب العفو عند المقدرة ، وطمأنة بعض فرق الجيش حتى ينتهي التحقيق من جهة ، وطمأنة الجماهيرالداعمة لبرنامج الرئيس المراهنة على حسن تسييره لدواليب الدولة و التي حجت بكثرة الى المشفى لتطلع على وضعه الصحي من جهة ثانية . ولا يختفي التصريح الارتباك الحاصل ولا ينير خفايا الحادث،ولا يحل الغازه وضبابيته. ولاشك أن الرئيس لم يجد الوقت الكافي للتفكير في خطابه،وربما يكون لا يملك كل المعلومات قبل انهاء التحقيق، ولانشغال كبار المسؤولين في الدولة بوضعه الصحي . ونحن ايضا لا نرغب في الرجم بالغيب ، وثقتنا كبيرة في نزاهة فرق الدرك الموريتاني الذي يضطلع بمهام التحقيق في الحادث المؤلم في الوقت الحالي . ونتذكر ان الموريتانيين لا يقتلون رؤسائهم ويتحاشون ذلك حتى في اشد انقلاباتهم عنفا ، فالمختار ولد دادا اول رئيس لموريتانيا بعد استقلالها مات في بيته امنا مستقرا في نواكشوط ،ومصطفى ولد السالك في بيته لا يضيقه أحد ومحمد محمود ولد لولي في بيته في انواكشوط ومحمد خونا ولد هيدالة لا يزال حيا يرزق يمارس مهامه الخاصة ويتمتع بحقوقه المدنية كاملة غير منقوصة ، واعلي ولد محمد فال يمارس السياسة ...ومعاوية ولد سيدي احمد الطايع اختار الدوحة عاصمة قطر ويعيش فيها بهدوء بعيدا عن صخب نواكشوط التي حكمها اكثر من عشرين عاما . ولم يسجل عبر التاريخ السياسي الحديث لموريتانيا اغتيال احد رؤسائها ويقول خبراء التاريخ الموريتاني الحديث ان رؤسائها يقتلون ولا يقتلون ... فلماذا يصبح الرئيس محمد ولد عبد العزيز هدفا لنيران عدوة او صديقة ورصاص رحمة او رصاص نقمة ؟ باحث متخصص في الشؤون الصحراوية والموريتانية