كشف عثمان الفردوس وزير الثقافة والشباب والرياضة، عن خطة حكومية لإنقاذ الصحافة الورقية بعد أن توقفت عن الصدور لثلاثة أشهر بسبب جائحة كورونا، تصل قيمتها المالية إلى 205 مليون درهم. وأوضح الوزير في الاجتماع الذي عقدته لجنة الثقافة والتعليم والاتصال بمجلس النواب، اليوم الجمعة، أنه نظرا للإكراهات التي بات يعرفها مؤخرا قطاع الصحافة، بسبب ارتفاع كلفة الإنتاج في الورق والطباعة والتوزيع والتراجع الكبير للمقروئية، وظهور نماذج جديدة للصحافة متمثلة في الصحافة الإلكترونية، فإن هذا النموذج الاقتصادي عرف هزة قوية.
وأضاف الوزير أن الصحافة الورقية تعرف اليوم تراجعا حادا في مبيعاتها. مشيرا إلى أن الوضع الاقتصادي للمقاولات الصحفية أصبح يتسم بالهشاشة والارتكاز المطلق على الدعم العمومي، لذلك لا بد من الخروج من هذا الوضع عبر إجراءات تطبق على المدى البعيد. وأبرز الفردوس أن الدعم العمومي للمقاولات الصحفية انتقل من 45 مليون درهم سنة 2005 إلى 58 مليون درهم في السنة الماضية. وأشار أنه عقد لقاء مع مهنيي الصحافة المكتوبة، موضحا أن الدعم التقليدي غير كافي، وينبغي التفكير في خطة استثنائية لمعالجة هذا الوضع. وأكد الفردوس أن وزارته اشتغلت على مخطط استعجالي لإنقاذ الصحافة الورقية يبدأ بتخصيص 75 مليون درهم تتكفل الدولة فيها بكتلة الأجور في المقاولات لثلاثة أشهر، هي يوليوز غشت وشتنبر. ولفت الفردوس إلى أن 130 مقاولة صحفية تقدمت للاستفادة من الدعم، وتبين من خلال دراسة ملفاتها أن الكثير منها تعاني من ظروف صعبة. وأوضح أن الشق الثاني من هذه الخطة يشمل ضخ أموال في السلسلة الاقتصادية لقطاع الصحافة المكتوبة، وضخ مبلغ 15 مليون درهم للمطابع، ودعم التوزيع، من خلال دعم شركة "سابريس" التي تعرف مشاكل خاصة يصل إلى 15 مليون درهم، مشيرا أن وزارة المالية ستتكفل بإعادة رسملة الشركة. وأبرز الوزير أنه ضمن مبلغ 205 مليون درهم، سيخصص دعم بقيمة 15 مليون درهم للإذاعات الخاصة.