التقرير أعد عام 2009 وكشف عن 'اختلاسات' في عهد أنس العلمي علم موقع "لكم. كوم" أن المجلس الأعلى للحسابات في عهد رئيسه السابق أحمد الميداوي قام بافتحاص "بريد المغرب"، في عهد مدير عام هذه المؤسسة السابق أنس العلمي، لكن تقرير قضاة المجلس الأعلى لم ير النور حتى يومنا هذا. وحسب مصادر مقربة من التقرير الذي حٌجب، فقد كشف عن عدة تجاوزات واختلالات، بل و"اختلاسات" في موازنة هذه المؤسسة العمومية قبل أن تتحول إلى بنك في عهد العلمي الذي تمت ترقيته إلى مدير عام لمؤسسة "صندوق الإيداع والتدبير". وكان العلمي قد عين في فبراير 2006 من قبل الملك مديرا عاما ل "بريد المغرب"، وهو المنصب الذي ظل يحتله إلى غاية 2009 تاريخ تعيينه على رأس "صندوق الإيداع والتدبير" خلفا لمصطفى الباكوري. وليس من باب الصدفة أن من سيخلف العلمي على رأس بريد المغرب ليس سوى أمين بنجلون التويمي، القادم من مجموعة "التجاري وفا بنك"، المؤسسة البنكية التابعة للهولدينغ الملكي. يذكر أن المجلس الأعلى للحسابات نشر في تقريره السنوي الخاص بعام 2009، نتائج افتحاصه لمؤسسة "القرض العقاري والسياحي"، ونتائج افتحاصه ل "المكتب الوطني للمطارات"، ونتيجة لتلك التقارير تم التحقيق مع رئيسي هاتين المؤسستين، خالد عليوة، وعبد الحنين بنعلو قبل أن تقرر النيابة العامة متابعتهما في حالة اعتقال على خلفية وجود اختلالات واختلاسات مالية في المؤسستين اللتين أشرفا عليها. وطبقا لمقتضيات الدستور الجديد فإن المجلس الأعلى للحسابات أصبح ملزما بنشر جميع أعماله بما فيها تقاريه الخاصة حسب ما ينص عليه الفصل 148 الذي يقول صراحة ينشر المجلس الأعلى للحسابات جميع أعماله، بما فيها التقارير الخاصة والمقررات القضائية.."، والتي غالبا ما لاتجد طريقها إلى النشر ضمن تقريره السنوي الذي يٌعتمد النشر فيه على معيار الانتقائية. وفي زيارة سريعة لموقع "بريد المغرب" على الشبكة الرقمية، يكتشف الزائر أن آخر تقرير لأنشطة هذه المؤسسة يوجد على موقعها هو التقرير المالي السنوي الخاص بعام 2007. وحسب ما جاء في كتاب "الملك المفترس" للصحافيين الفرنسيين، إريك لورون وكاترين غراسيي، فإن تعيين أنس العلمي على رأس "صندوق الإيداع والتدبير"، وهي مؤسسة عمومية خاضعة كلية للقصر، جاء باقتراح من السكرتير الخاص للملك محمد منير الماجدي. وفي توضيحهما لشبكة العلاقات التي يعتمدها الماجدي في بسط نفوذه على المؤسسات العمومية المربحة، كتب الصحافيان الفرنسيان أن اختيار العلمي جاء بناء على تزكية من صديقه ورفيق دراسته حسن بوهمو (الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للاستثمارات، التي توصف بالهولدينغ الملكي) الذي يعتبر رجل الماجدي بامتياز. ويبرر الكتاب هذا الاختيار لكون العلمي صاحب "شخصيته شاحبة ولكنه يجيد تنفيذ الأوامر و يعتبر تعيينه نموذجا لتحكم القصر في صندوق الإيداع والتدبير". وللعلم فقط فإن من بين الموارد المالية ل "صندوق الإيداع والتدبير" توجد مدخرات المنخرطين في صندوق التوفير الوطني التي يسيرها "بريد المغرب" بحكم القانون، والتي تجاوزت عام 2010 ، ما يزيد عن 3.15 مليار درهم.