توقعت المنظمة العربية للسياحة أن تستغرق فترة تعافي قطاع السياحة والسفر جراء أزمة ” كورونا “ثلاث سنوات على الأقل. وأوضحت المنظمة في دراسة تحليلية مشتركة مع الاتحاد العربي للنقل الجوي حول أزمات عالمية سابقة أثرت على الاقتصاد والسياحة والسفر ومقارنتها مع ازمة “كورونا” ان الفترة المطلوبة للعودة إلى الوضع الطبيعي في قطاع السياحة والسفر ستعتمد بشكل كبير على تطبيق الحكومات لتدابير متناسقة وتتوافق مع مستوى خطر الوباء .
وأكدت الدراسة أن استعادة ثقة المسافرين بهذين القطاعين سيرتكز على الثقة بالمنظومة، على ان تقوم الحكومات باتخاذ تدابير تتناسب مع مستوى مخاطر انتشار العدوى اضافة الى تجنب الحجر الصحي الإلزامي عند الوصول، مع دعوة الحكومات الى الاستمرار باحتضان قطاع السياحة والسفر بالنظر لدوره الفع ال والأساسي في استعادة النشاط الاقتصادي وخلق فرص العمل. وتضمنت الدراسة التي أنجزها فريق إدارة الأزمات بالمنظمة ثلاث سيناريوهات للتعافي واجراءات عودة قطاعى السياحة والطيران لوضعهما الطبيعي. و يفترض السيناريو الأول الانتعاش الاقتصادي السريع، واعتماد الدول إجراءات صحية متناغمة، وتراجع أخطار الحروب التجارية، وتوفر لقاح على مستوى واسع بحلول نهاية الربع الثالث من العام 2021 على أقصى حد ، وعند الأخذ بعين الاعتبار هذا السيناريو، سيتعافى الاقتصاد العالمي إلى مستويات العام 2019 في العام 2021، بينما يعود الطلب على السياحة والسفر إلى مستويات العام 2019 في العام 2023. أما التأثير المتوقع لأزمة “كورونا” والوقت المتوقع لتعافي الاقتصاد العربي والسياحة والسفر فقد تم تطبيق سيناريو التعافي السريع المذكور بناءا على مجموعة البيانات الخاصة بالعالم العربي وشركات الطيران العربية، حيث أشارت بأنه من المتوقع تعافي الناتج الإجمالي في العالم العربي في العام 2021 مع افتراض عودة أسعار النفط إلى معدل ال45 دولار أميركي في العام 2021 وإلى معدل ال60 دولار أميركي ما بعد العام 2021. وبخصوص ،السيناريو الثاني فيفترض تعافي الاقتصاد بشكل أبطىء مما هو متوقع مع تطبيق البلدان تدابير صحية غير متناغمة من شأنها تعطيل حركة السفر وتزايد تهديدات الحروب التجارية التي تؤثر على استمرارية الأعمال وحركة الشحن الجوي وافتراض توافر لقاح بعد أكثر من 18 شهرا وبناء على هذا السيناريو، سيتعافى الاقتصاد العالمي ليصل إلى مستويات العام 2019 في العام 2023، بينما سيتعافى الطلب على السياحة والسفر في العام 2026 . وقد تم وضع هذا التصور بناء على مجموعة البيانات الخاصة بالعالم العربي وشركات الطيران العربية والتى اوضحت بانه من المتوقع تعافي الناتج الإجمالي للعالم العربي في العام 2023 عند افتراض بقاء أسعار النفط عند معدلات ال35 دولار أميركي في العام 2021، و45 دولار أميركي في العام 2022 أما فيما يخص السفر الجوي والسياحة، فمن المتوقع عودتهما إلى مستويات العام 2019 في العام 2026 وذلك عند افتراض عدم تطبيق معايير صحية متناغمة، وضعف ثقة المسافر، وتطبيق قيود إضافية على الدخول إلى الأسواق. أما السيناريو الثالث ، فيتوقع تعافي الاقتصاد بوتيرة ثابتة ، وتنسيق الدول لجزء من متطلباتها الصحية مع الدول الأخرى ، وكبح تهديدات الحروب التجارية، وتوافر لقاح مع مطلع الربع الأول من العام 2022. وقد ضمن هذا السيناريو بأنه سيتعافى الاقتصاد العالمي ليصل إلى مستويات العام 2019 في العام 2022،. بينما سيتعافى الطلب على السياحة والسفر بشكل شبه كامل في العام 2024 ، بينما يتعافى الناتج الإجمالي للعالم العربي في العام 2022، في حين يتحاوز قطاع السياحة والسفر الازمة في العام 2024 ليصلا إلى مستويات العام 2019.