كشف تقرير صادر عن "المركز المغربي لحقوق الإنسان" بمدينة شفشاون عن وجود مغاربة مازالوا يعيشون في وضعية "عبيد". وقال المركز بناء على زيارة ميدانية لوفد حقوقي تابع له إن "وضعية هؤلاء المواطنين المغاربة، يشكلون حالة استثنائية في منطقة شفشاون، تعود لأسباب تاريخية وثقافية". ويتعلق الأمر بمواطنين من ذوي البشرة السوداء يسكنون إحدى الدواوير على بعد ستين كيلومترا، من مدينة شفشاون، بداخل سلسلة جبال الريف. وقال التقرير الذي توصل موقع "لكم. كوم" بنسخة منه إن أصول هؤلاء السكان تعود إلى جنوب المغرب الصحراوي، ويعتبرون من أبناء العبيد، الذين استجلبوا، منذ العهد السلاطيني، للقيام بأعمال الفلاحة والسخرة، حيث قررت السلطات في سنوات السبعينات تمتيعهم بحريتهم. وينتشر هؤلاء السكان الذين وصفهم التقرير ب "أحفاد العبيد"، بدواوير خندق الريحان، بوجعاد، عنقود وأولاد علال، حيث يبلغ تعداد سكان الدواوير الثلاثة أكثر من 3000 نسمة. وسجل التقريرأن وحسب نفس التقرير فإن سكان هذه الدواوير يعانون من التهميش والحيف، على المستوى الإداري والسياسي ، فهم مثلا لا يستطيعون استخراج بطاقة التعريف الوطنية باسم عنوان الدواوير التي يسكنون فيها لأنها غير موجودة أصلا على الخارطة الإدارية للإقليم. أما على المستوى التعليمي فقد أكد التقرير أن الدواوير المذكورة لا تتوفرعلى أية مدرسة لتعليم أبنائها الذين غالبا يلجئون إلى التعليم التقليدي في المسيد. ونفس التهميش تعاينه هذه الدواوير غيما يتعلق بالقطاع الصحي إذ لا تتوفر على مستوصف صحي. وحتى على مستوى توفر ضروريات الحياة الأساسية مثل الكهرباء والطرق، فإن هذه الدواوير تعيش طيلة السنة تحت ظلام دامس، وتفتقد إلى الطرق المعبدة، التي تعوضها مسالك وعرة تصبح غير صالحها للاستعمال بمجرد سقوط زخات مطرية.