صاحب الوجه البشوش والأداء السخي داخل الملعب، حمل محمد اليعقوبي قميص المنتخب الوطني المغربي من 2003 إلى غاية 2007، حضر في 33 مباراة دولية مع الأسود بالتمام و الكمال. كان “موحا” واحدا من النجوم المغربية التي نالت إعجاب الجماهير، بالنظر لقتالية في اللعب،وحرصه على تمثيل المنتخب المغربي بكل تفان خلال كل السنوات التي حمل فيها قميص المغرب.
أول الملتحقين ب “لاماسيا” إذا كان الجيل الحالي يعرف منير الحدادي كأول مهاجم من أصول مغربية، يلتحق بالفريق الأول لبرشلونة فإن أول اللاعبين المغاربة الذين نجحوا في ولوج مركز تكوين برشلونة في فترة التسعينيات هو محمد اليعقوبي الشهير بموحا الذي لعب في الفريق الثاني لبرشلونة قبل اللعب مع أوساسونا، الذي تألق رفقته في الليغا الإسبانية بعدما خذل الحظ اللاعب المغربي داخل الفريق الكالتالاني. تلقى اليعقوبي تكوينا أكاديميا في كرة القدم داخل إسبانيا، لذلك صال وجال مع العديد من الأندية، قبل أن يكتشفه الجمهور المغربي، لاعبا مميزا في خط الوسط كان من أبرز اللاعبين الذين شكلوا منتخب 2004. “رحالة” بين أرجاء إسبانيا بدأ موحا، كما يحلو للإسبان تلقيبه، ممارسة كرة القدم في ملاعب الأحياء وكانت بداياته في منطقة سانبويا هناك لعب مع فريق المدينة ضمن منافسات بطولة الدرجة الثالثة الإسبانية ، ثم التقطته أعين كشافة برشلونة الإسباني خلال إحدى المباريات، لينتقل إلى هذا الأخير، استمرت تجربة “موحا” مع الكاطالان حتى نهاية عقده. ثم التحق بعدها بنادي أوساسونا الذي كان يمارس في ذلك الوقت في “السيغوندا” ليحقق معه الصعود إلى الدرجة الممتازة، مر خلال تلك الفترة بتجربتين متباينتين مع أندية إلشي وليفانطي قبل التوقيع مع إسبانيول لمدة عامين حيث شارك معه في نهائي كأس الإتحاد الأوروبي سنة 2007، ثم مر بتجربة غير موفقة مع ريال سوسييداد لمدة سنة، ليقرر الالتحاق بنادي خيرونا لأسباب عائلية صرفة، حيث كان النادي يعاني في تلك الفترة على مستوى النتائج حيث ساعده اليعقوبي على تخطي الأزمة، لينتهي به المطاف في النهاية بقميص نادي ساباديل حيث أنهى المشوار معه سنة 2014 في البطولة الإسبانية الثانية. نجم السيغوندا بدون منازع رغم بناءه المورفولوجي الصغير، عرف موحا اليعقوبي خلال احترافه في الليغا الإسبانية بامتلاكه رؤية ثاقبة في الملعب ودقة التسديد، إضافة إلى سرعته في المناورة والمراوغة مما يخلق مصاعب للخصم لدى مواجهته. من الأسرار التي رافقت المسار الاحترافي لموحا اليعقوبي، عند سؤاله عن كيفية التحاقه بالمنتخب الوطني المغربي في إحدى الحوارات الصحفية السابقة، أكد الزئبقي على الدور الكبير الذي لعبه العميد السابق نور الدين نيبت، بمناسبة إحدى مباريات اللليغا الإسبانية التي جمعت اللاعبين سأل العميد عن مدى رغبة اليعقوبي في الإلتحاق بالمنتخب ليؤكد هذا الأخير عن إنتظاره دعوة المسؤولين. دفاع عن القميص رغم الأنسولين! فجر مراد حديود زميل موحا اليعقوبي في تلك الحقبة مفاجأة من العيار الثقيل عندما كشف في إحدى الحوارات عن معاناة موحا من مرض السكري حيث كان يحقن نفسه ب”الأنسولين” بشكل سري داخل الملابس و أنه الوحيد الذي كان على دراية بالموضوع، ولم يبح بهذا السر من قبل. كان موحا اليعقوبي إحدى الأوراق الهامة داخل التوليفة التكتيكية للمدرب بادو زاكي، خصوصا خلال كأس إفريقيا للأمم بتونس 2004، ومن منا لا يذكر إسهامات موحا في مباريات المنتخب الوطني وخصوصا خلال مباراة الجزائر التاريخية، حيث قدم موحا تمريرة الشهد ومنها أسكن مروان الشماخ هدف التعادل أمام الجزائر في بناء تكتيكي رفيع المستوى، أعاد من خلاله المنتخب الوطني المغربي للمباراة والنهاية الكل يعلمها! أسقط الريال في البرنابيو بثلاثية في واحدة من المباريات الخالدة لموحا في البطولة الإسبانية، نجح أوساسونا بلاعبه اليعقوبي في إسقاط جيل الغلاكتيكوس في معقله سانتياغو برنابيو بثلاثية، وكان الهدف الثالث من إمضاء موحا برأسية بديعة في شباك الإسباني إيكر كاسياس، ليسجل اليعقوبي اسمه ضمن تاريخ اللاعبين المغاربة الذي هزوا شباك العملاق ريال مدريد،رغم أن المبدع المغربي لم يكن محظوظا في التتويج مع منتخب بلاده بلقب إفريقي، وهو الذي كان قاب قوسين من الظفر به بتونس،لولا الحظ الذي وقف إلى جانب نسور قرطاج ماجعل موحا يتذكر بحرقة ضياع لقب على المنتخب المغربي،كان الأجدر بنيله.