لايختلف إثنان، بأن الدولي المغربي السابق، نور الدين نيبت، يعتبر واحدا من نجوم كرة القدم المغربية، الذين إستطاعوا لفت الأنظار إلى آدائهم بالبطولة الوطنية، قبل شق مسار ناجح في عالم الإحتراف، متنقلا بين العديد من الأندية الأوروبية الكبيرة. فبعد بداية ناجحة مع نانت الفرنسي، التحق نيبت بسبورتينغ لشبونةالبرتغالي، قبل أن يبلغ أوج العطاء رفقة ديبورتيفو لاكورونيا، لينهي مسيرته في صفوف توتنهام الإنجليزي، بالموازة مع السنوات التي قضاها كعميد للمنتخب المغربي الأول، حيث يضعه الجمهور المغربي ضمن أمهر القادة الذين قادوا أسود الأطلس على مر السنوات.
الإنطلاقة من الوداد داخل الأحياء الشعبية لمدينة الدارالبيضاء، داع صيت مدافع صلب إسمه نور الدين أجمع العديد ممن جايلوه بداية تسعينات القرن الماضي، أنه لاعب مميز يجمع بين القوة البدنية والذكاء في اللعب، ظل يخطف أنظار العديد من الأندية التي أعربت عن رغبتها في ضمه، قبل أن يقرر من تلقاء نفسه اللحاق بالوداد البيضاوي، وسنه لايتجاوز 16، لينخرط في تداريب الفريق الأحمر ويصعد الدرجات بسرعة لغاية أن وصل للفريق الأول. قضى نيبت فترة متميزة مع الوداد من 1989 لغاية 1993، ليصعد لمنصة التتويج رفقة “الحمر” عندما توجوا بلقب كأس العرش سنوات 1990، 1991 و1993، وقبلها بسنة كان نيبت قد حقق الأهم رفقة الفريق البيضاوي الذي قاده للتتويج بلقب عصبة أبطال إفريقيا، ليواصل الإبحار في عالم التألق رفقة المنتخب المغربي الذي شهد مباريات رائعة رفقته في تصفيات كأس العالم 1994 ، لتتسابق عليه الأندية الفرنسية وتظهر رغبتها في ضمه، مباشرة بعد خوضه نهائيات المونديال. في عش” الكناري” إستطاع نانت الفرنسي الظفر بخدمات نورالدين نيبت، ليتوجه لاعب الوداد صوب أوروبا معلقا آمالا كبيرة على الإبهار في ” الليغ1″، وفي أول موسم له بالديار الفرنسية ، تمكن اللاعب المغربي من فرض نفسه كرقم ثابت في معادلة التميز مع “الكناري” الذي قضىى معه موسما واحدا ( 1994-1995)، لتعجز إدارة الفريق الأصفر في الإحتفاظ به، بعدما أصبح تحت مجهر كبار الأندية الأوروبية التي عبرت عن رغبتها في التعاقد معه، بعدما لمست قدرته على النجاح في القارة العجوز، لما أظهره من صلابة في خط دفاع نانت ووقوفه في وجه أبرز المدافعين آنذاك معتمدا على ماراكمه من خبرة مع المنتخب المغربي الذي كان صمام خط دفاعه . تجربة جديدة لم يدم المقام كثيرا بنور الدين داخل قلعلة نانت، ليدخل غمار تجربة جديدة، غير بعيد عن فرنسا، وبالضبط داخل البطولة البرتغالية، بعدما إختار التوقيع رفقة العملاق سبورتينغ لشبونة، الذي لعب مابين 1994 و1996،وخاض معه 54 مباراة سجل فيها 5 أهداف ،علما أنه توج بكأس البرتغال، لينال إشادة الجرائد الرياضية البرتغالية حيث كان دائم الحضور على صفحات ” أبولا” و”ريكورد”، ماجعل إسمه مطلوبا في كبريات الأندية الإسبانية، بل وطلبه العملاق ريال مدريد وتفاوض من أجل ضمه ، قبل أن يعرج نحو منطقة غاليسيا الإسبانية، ويختار التوقيع في صفوف ديبورتيفو لاكورونيا. أوج العطاء بلغ نور الدين نيبت، أوج العطاء في البطولة الإسبانية رفقة ديبورتيفو لاكورونيا، الذي لعب حاملا قميصه 8 سنوات بعدما كان جاوره من سبورتينغ مقابل 6 ملايين أورو، قبل أن يتوج في إسبانيا بلقب البطولة الإسبانية سنة 2000، وبعدها بسنتين توج بكأس إسبانيا، وترك بصمته أيضا في منافسة عصبة أبطال أوروبا في الفترة التي لم تشهد فيها الملاعب الأوروبية تواجدا مكثفا للاعبين المغاربة. عاش نور الدين أزهى الفترات مع الديبور، في الوقت الذي كان فريقه يقام له ويقعد أمام عمالقة الليغا الإسبانية خاصة ريال مدريد وبرشلونة، وعاش على إيقاع المجد في الوقت الذي بات ممثل مدينة لاكورونيا يضم إلى جانبه كلا من مصطفى حجي وصلاح الدين بصير، حيث كات نيبت يقود الحضور المغربي في واحدة من أبرز البطولات الأوروبية التي خاض فيها 260 مباراة سجل خلالها 15 هدفا قبل أن ينسحب بهدوء من اللعب في الليغا. توتنهام آخر محطة أنهى نور الدين مشواره الإحترافي بالبطولة الإنجليزية، بعدما إختار الإنضمام لتوتنهام ، الذي لعب معه موسمين من 2004 لغاية 2006، متذوقا حلاوة اللعب في “البريمرليغ”،التي كان يحلم كثيرا بالإنضمام لأحد أنديتها. خاض نيبت 34 مباراة مع توتنهام، سجل فيها هدفا واحدا ومع إنتهاء عقده مع فريقه الإنجليزي رفض خوض تجربة جديدة، رغم العروض التي توصل بها، فالرجل ومن كثرة السنوات التي قضاها داخل الملاعب، قرر الإعتزال للتفرغ لمشاريعه، بعدما ظل يصول ويجول رفقة الأندية التي لعب رفقتها، ومع المنتخب المغربي الذي لم يكتب له النجاح رفقته، بإستثناء الحضور في نهائي كأس إفريقيا للأمم مع كتيبة زكي بادو سنة 2004، وقبلها الحضور القوي في نهائيات كأس العالم 1998 بفرنسا.